أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2020
5736
التاريخ: 14-5-2020
1914
التاريخ: 22-4-2021
2142
التاريخ: 9-5-2019
2882
|
دخل شرف الدولة «بغداد» فركب إليه الخليفة الطائع وهنَّأه وعهد إليه بالسلطنة، وتوَّجَه وألبسه سوارين وخلع عليه، وأمر فقُرِئ عهده وخُطِب له على المنابر، وصار له لقب «السلطان» بدلًا من لقب «أمير الأمراء»، فأحسن شرف الدولة السيرة ووجَّه نظره إلى أحوال المملكة، وشرع يصلح ما أفسدته الفتن المتوالية؛ فردَّ الأملاك المغصوبة إلى أهلها، منها أموال النقيب أبي أحمد والد الراضي، وأموال الشريف محمد بن عمر الكوفي، وأقَرَّ على الناس مراتبهم، ثم وجَّهَ نظره إلى تشجيع العلوم والفنون، وبنى مَرْصَدًا في طرف بستان دار المملكة ببغداد، وجمع فيه الفلكيين وأمرهم برصد الكواكب، فرصدوها له، منهم أبو سهل ويجن الكوهي وذلك سنة 379ﻫ، وأكرم هذا السلطان العلماء وقرَّبهم، ولم يحدث في أيامه بالعراق ما يخل بالنظام غير حادثتين وقعَتَا في «بغداد»: الأولى أن عساكره الذين كانوا نحو الخمسة عشر ألفًا من الديلم، استطالوا على جنود الأتراك الذين كانوا في المدينة، وحدثت بينهم منازعة عن دار وإصطبل، وآلَتِ المنازعة إلى القتال داخل «بغداد»، فانتصر الديلم لكثرتهم وانخذل الأتراك لأنهم كانوا يوم ذاك ثلاثة آلاف رجل، فنادَى الديلم بإعادة صمصام الدولة إلى المُلك فارتاب منهم شرف الدولة، ووكَّل بصمصام الدولة مَن يقتله إنْ همُّوا بذلك.
ولما انخذل الأتراك لقلتهم ورأوا أنفسهم غير قادرين على الانتقام من الديلم لكثرتهم، التجئوا بالأهلين من السنة، فاتفقوا معهم فانتصروا على الديلم بمساعدتهم وفتكوا بهم وشتتوهم، فاعتصموا بشرف الدولة، فأصلح بينهم وحلف بعضهم لبعض، وعلى أثر هذه الحادثة أرسل شرف الدولة أخاه صمصام الدولة مسجونًا إلى بلاد «فارس»، فاعتُقِلَ هناك.
أما الثانية، فهي أن قائد الجيوش «قراتكين» الذي كان قد أفرط في الدولة حتى صار حملًا ثقيلًا على شرف الدولة، حدثت بينه وبين منصور بن صالحان وزير شرف الدولة وحشة، فأغرى الجنود بالشغب على الوزير، فثاروا عليه وأسمعوه ما يكره، فانبسط لهم الوزير ولاطَفَهم فسكنوا، فأصلح شرف الدولة بين الوزير والقائد وشرع سرًّا في تدبير الخلاص من القائد حتى تمكَّنَ بعد أيام قليلة من القبض عليه وعلى جماعةٍ من أنصاره وصادَرَ أموالهم، فشغب الجند فقتل شرف الدولة القائد وولَّى مكانه «طغان الحاجب»، فسكن الجيش وأخلد إلى السكون، وتوفي شرف الدولة ببغداد سنة 379ﻫ.
وفي هذه السنة (سنة 379ﻫ) استولى على «الموصل» أبو طاهر إبراهيم، وأبو عبد الله الحسين ابنا ناصر الدولة بن حمدان.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|