أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-16
237
التاريخ: 1-2-2022
3743
التاريخ: 2024-10-14
227
التاريخ: 10-5-2016
4926
|
تغذية الأبقار قبل الولادة وتغذية ورعاية صغارها
يتطلب إعداد الأبقار للولادة معرفة شاملة وواسعة لتأثير الأغذية والرعاية للأبقار الحوامل لكي تحصل على صغار صحيحة الجسم متينة البناء الجسماني، وتنمو الصغار نموا طبيعيًا، ونحصل منها على إنتاج عال. وكما هو معروف أن صفات الحيوان عبارة عن صفات وراثية أساسية موجودة على كرموسومات الزيجوت، ويخضع هذا الزيجوت لتأثير وظائف جسم الأمهات التي ترتبط أيضًا بعلاقة قوية بالظروف الغذائية والرعاية للأبقار الحوامل. ففي الفترة الجنينية يتأثر الجنين بنظام التغذية والرعاية خلال فترة الحمل، ولكن من الأهمية بصفة خاصة التوازن في التغذية والرعاية السليمة للحيوانات في الربع الأول والأخير من فترة الحمل، ففي الربع الأول من الحمل في الفترة الجنينية تنمو الأجنة نموا كثيفا في تكوين الجسم مع قلة الوزن المطلق، ولكن في الربع الأخير تحدث زيادة سريعة في كتلة جسم الجنين.
والبقرة في الربع الأول من الحمل لا تحتاج إلى إضافات مواد غذائية لأجل نمو الجنين حيث تستطيع البقرة بسهولة كفاية الجنين وإمداده بما يحتاجه من المواد الغذائية المرتبطة بنمو وتطور الجنين، ولكن في مقابل ذلك أن يكون نوعية التبادل الغذائي لجسم الأم يظهر التأثير المناسب في تكوين نوعية التبادل الغذائي للجنين، ولذلك يراعى في تغذية الأبقار الحوامل في هذا الوقت أنها موجهة لهذا الغرض.
وفي الربع الأول من الحمل تتكون على نطاق كبير صفات حيوان المستقبل وكذلك صفة قدرته على الحياة، وتؤثر التغذية الكاملة القيمة الغذائية للأمهات على هذه الصفة. وهذه الصفة أيضًا ترتبط ارتباطاً موجباً وقويًا مع نوعية التغذية حيث أن تغذية الأبقار الحوامل لابد أن تكون ذات قيمة بيولوجية عالية . ففي عليقة الأبقار الحوامل لابد أن تشتمل على نوعيات من الأحماض الأمينية الفيتامينات والعناصر المعدنية الدقيقة الـ macro ، micro والأحماض الدهنية الأساسية والخمائر ومواد أخرى يحتاجها الحيوان بكميات لازمة لتغطية احتياجات جسم الأم ونمو وتطور الجنين. وفي نفس الوقت يجب أن يكون غذاء الأبقار الحوامل خاليا من العيوب وصفاته جيدة، ويقدم للأمهات كعليقة متزنة كاملة القيمة الغذائية في الربع الأول من فترة الحمل وبكميات حسب رغبة الأمهات، وتحديد الكمية بالنسبة للمواد الغذائية لابد أن يشمل فقط الأغذية مثل الباجاس ودرنات الخضر ... وخلافه لأن التغذية على هذه العلائق بكميات كبيرة يؤدى إلى صعوبة الحصول على اتزان للعليقة علاوة على أنها تعمل على وقف تطور الميكروفلورا المرغوبة في الأجزاء الأولى من المعدة المركبة مما يؤدى إلى خلل في الهضم في الكرش وإلى انخفاض المقاومة للأجنة. كما أن الصغار حديثة الولادة تصاب سريعا بعد الولادة بالتهاب رئوي وأمراض في المعدة والأمعاء. كذلك يتم تحديد أيضا تقديم أغذية للأمهات تحتوي على كثير من المواد الضارة للجسم مثل كسب بذرة القطن وبطاطا مصابة وجذور البنجر. وعند تحديد علائق الأغذية لأجل الأبقار الحوامل التي تدر اللبن لابد من التدقيق بصفة خاصة للاستجابة للاحتياجات الخاصة بإحداث توازن للتغذية وصفات الأغذية عالية القيمة الغذائية، وفى هذا المجال يجب تنبيه الفنيون لأنه في مجال التغذية العملية وفي الدراسات في هذا المجال يوجه اهتمام كبير لضرورة اتزان العليقة وصحة تكوينها لتغذية الأبقار في الربع الأخير من الحمل في فترة الجفاف مع الأخذ في الاعتبار أن التغذية غير السليمة للأبقار في الربع الأول من الحمل يمكن أن تكون سببا في الخلل الكبير في تطور ونمو الجنين. وإن مواصفات الأغذية للأبقار في الربع الأول من الحمل تعتبر عاملا هاما في التأثير على تكوين الجنين وقدرة الصغير على تكملة حياته بعد الولادة، لذلك يجب توفر احتياجات التغذية المتزنة للأبقار في الربع الأول من الحمل وأن لا تكون أعلى من فترة الربع الأخير من الحمل.
ويجب إيقاف حلب الأمهات الحوامل تقريبا قبل 1.5 شهر من موعد الولادة المنتظر، وتدخل هذه الأبقار في فترة الجفاف. وفى هذا الوقت يجب توفير ظروف غذائية ورعاية للأبقار التي تؤدى إلى نمو طبيعي للصغار عند الولادة وتتمتع بصحة جيدة كذلك يُفضل أن يترسب في جسم الأمهات مواد غذائية احتياطية لازمة لأجل الإدرار في الموسم التالي، وتكوين سرسوب عالي القيمة الغذائية.
وإلى موعد الولادة لابد أن تكون الحالة الصحية للبقرة جيدة، ولا يسمح بترسيب الدهن نتيجة التسمين لأنه يؤدى إلى صعوبة إتمام الولادة وضعف النتاج وانخفاض الإدرار العالي وبعد انتهاء فترة الجفاف تقدم للأبقار عليقة كاملة تحتوي في الصيف (حسب ظروف المنطقة) على الدريس الجيد لحد الشبع بكمية لا تقل عن 1.5 كجم في اليوم لكل 100 كجم وزن جسم، وعلائق غضة مثل السيلاج ودرنات الجذور وخليط من أغذية المركزات والإضافات من الأملاح حسب المقررات المقترحة من الجهات الرسمية. والأبقار الجافة يمكن أن يقدم لها سيلاج جيد الصفات بمعدل يصل إلى 4 كجم في اليوم لكل 100 كجم وزن جسم، وفى الشتاء الغذاء الرئيسي في علائق الأبقار الحوامل في فترة الجفاف لابد أن يكون البرسيم مع أغذية المركزات بكميات ليست كبيرة وإضافات معدنية. وأحيانًا تحدث الإصابة بالإسهال عند التغذية على برسيم في عمر مبكر، وفي هذه الحالات يُفضل إعطاء الحيوان قليل من الدريس (في اليوم مثلا 0.5 – 1.0 كجم لكل 100 كجم وزن جسم الحيوان).
وكثيرا ما تعاني الأبقار الحوامل في فترة الجفاف من الإمساك constipation، وخاصة في فترة وجودها في الحظيرة، ولأجل هذه الأبقار يجب إضافة نخالة قمح وسيلاج جيد الصفات وبنجر العلف في العليقة لجعل العليقة سهلة الهضم.
وإذا وصلت درجة الامتلاء لجسم الأبقار إلى الحد المرغوب فيه قبل الولادة بنحو 2-1 أسبوع يجب استبعاد المركزات والأغذية الغضة في عليقة الأبقار في فترة الجفاف حيث يُعتقد إمكانية استخدام الأبقار للدريس بشهية حتى الشبع. وفي الشتاء حتى موعد الولادة يمكن تقديم البرسيم والحشائش مع إضافات من الدريس الطازج والأملاح المعدنية.
والأبقار التي يُقدم لها أغذية متزنة وبروتين مهضوم في فترة الجفاف من الأهمية التأكد من احتواء العلايق على الكالسيوم والفوسفور والكاروتين (مصدر فيتامين A) والعناصر المعدنية الدقيقة micro. وفي جميع الحالات يجب إعطاء الحيوان ملح طعام بكمية من 10 - 15 جم لكل وحدة غذائية.
وفى حالة تنظيم رعاية الأبقار الحامل لابد من مراعاة الآتي:
1 - تجنب عدم توفر الأكسجين للأبقار .
2 - إعطاء الحيوانات فرصة كافية لرياضة المشي.
3 - إعطاء الحيوانات فرصة التعرض لأشعة الشمس والأشعة تحت الحمراء infrared والأشعة فوق بنفسجية واشعات أخرى.
4 - توفير ظروف لأجل الراحة الكافية للأبقار.
5 - توفير الظروف لاكتساب الإناث غريزة القطيع.
6 - المراعاة القصوى للاحتياجات الصحية والعلاج السريع.
وكلما اقتربت الأبقار من موعد نهاية الحمل كلما ارتفعت الزيادة في الوزن المطلق للجنين وحاجته الماسة للأكسجين وإخراج ثاني أكسيد الكربون، ولذلك من الأهمية في هذا الوقت ملاحظة توفر التهوية الجيدة في الحظيرة التي بها الأبقار الحوامل.
وإن توفر فرصة رياضة المشي للأبقار (لا تقل المدة عن 2-3 ساعات في اليوم) مع التغذية الجيدة تؤدى إلى زيادة احتواء عضلات الهيكل العظمي على المواد الآزوتية والأملاح المعدنية والفيتامينات وتقليل كمية الأنسجة الدهنية المترهلة وزيادة الاستفادة من الكالسيوم والفوسفور والمواد المعدنية الأخرى في التغذية. وكل هذه الاحتياجات تؤدى إلى النمو والتطور الطبيعي للجنين وتجنب متاعب الولادة. وقد اتضح أن الأبقار التي تؤدى رياضة المشي حتى موعد الولادة تلد بسهولة وبسرعة وبدون حدوث معوقات. وأشعة الشمس ضرورية لأجل الحياة الطبيعية للحيوان ونتيجة لتأثيرها تتحول مادة ارجسترول (فيتامين 2D) في الدهن النباتي والحيواني بفعل أشعة الشمس إلى فيتامين D3 في جسم الأبقار الذي يُستخدم في التبادل الغذائي للبقرة الحامل وجنينها. ومع عدم كفاية ضوء الشمس من المفيد جدا تعرض الأبقار لأشعة صناعية من مصابيح خاصة مصممة لهذا الغرض لتوفير أشعة الترافايلوت altra-violet وخلافه.
ومع مرور الوقت تصبح الأبقار الحوامل أكثر حرصا في حركتها وتحاول بصورة أكبر اللجوء إلى الراحة والهدوء، ولذلك فهي تُوضع في مكان خاص مضاء ومتسع وذلك قبل موعد الولادة المنتظر بـ 2 - 3 أسبوع، ومع هذا التوزيع للأبقار الحوامل لابد أن ترعى الأبقار الأخرى لأن الحجر التام لهذه الحيوانات أحيانًا يحدث خلل في التبادل الغذائي وفقد الشهية، وفى وقت تمشية الأبقار الحوامل يجب استبعاد الحيوانات المزعجة والتي تنطح الآخرين، وفى حالة الرعاية الطليقة للأبقار من المجدي إزالة الأطراف الحادة من القرون.
وكلما اقتربت الأبقار من موعد الولادة المنتظر كلما أوجب ذلك الحرص في تنفيذ الاحتياطات الصحية وتنظيم فترات تنظيف وغسل جسم الأبقار الحوامل من الأجزاء المتسخة على الجسم، ويراعى في الصيف ترطيب الجسم بالماء وخاصة رذاذ الدش. كما يراعى الاهتمام بتغذية وشرب هذه الحيوانات ولا يسمح لها بشرب الماء البارد جدا أو أغذية فاسدة.
ولادة الأبقار واستقبال الوليد منها :
مع ظهور علامات اقتراب الولادة وقبل أسبوع من ذلك تنقل الأبقار الحوامل إلى مبنى الولادة، وقبل دخول الأبقار يجب توفير فرشة نظيفة وأواني تغذية وقناة لتصريف الفضلات ومجرى لإزالة الروث وتنظيف هذه المجاري وغسلها بالمطهرات بتركيز 5 % محلول كربولين. كما يطهر ويجفف مكان وقوف الإناث الحوامل ووضع فرشة خاصة ونظيفة من القش، كما تخضع الأبقار الحامل إلى الكشف عن حالتها الصحية وتنظف الحوافر وتغسل بمحلول كريولين 1 - 2 ٪.
وإن اتباع كل هذه التعليمات الصحية لرعاية الأبقار الحوامل (مع مداومة تمشية الأبقار يوميا) تعتبر ضرورية في حجرة الولادة. كما أن الشخص الذي يعهد إليه رعاية الأبقار الحوامل في حجرة الولادة لابد أن يرتدى بالطو نظيف أثناء معاملة هذه البقرة ولا يسمح بإزعاجها وإحداث ما يؤدى لإثارتها عصبيا، ولابد أن تزداد مرات مراقبة الأمهات الحوامل من قبل العامل البيطري، ولكن عند الولادة لابد من تواجد الطبيب البيطري أو فني التوليد.
وإذا تمت تغذية ورعاية الأبقار الحوامل بطريقة صحيحة فإن الولادة عادة تتم بسهولة وبسرعة (ولا تستغرق أكثر من ساعة) وبعد الولادة مباشرة تخرج المشيمة سريعا ويعتبر التدخل النشط في هذه العملية ليس له ضرورة ولذلك لا يمارس عمليا. وفى حالات تعسر الولادة مثل الوضع غير الصحيح للجنين في مسارات الولادة أو ضعف الجسم وخلافه فلابد من المبادرة السريعة بالمساعدة من قبل المختص ذو الخبرة الكبيرة في هذا المجال سواء الطبيب البيطري أو أخصائي الولادة.
ويُستقبل الوليد الجديد على كيس نظيف sacking أو قطعة من القماش، ومع خروج الحيوان الصغير من مهبل الأنثى لابد من إزالة السوائل المخاطية المحيطة بأنفه وفمه وأذنيه سريعا كما يتم تنظيف فراغ الفم بمنشفة نظيفة، وإذا لم يتم قطع الحبل السري أثناء الولادة يتم قطعه بالأيدي النظيفة على مسافة 10-15 سم من بطن المولود ثم يتم غمس هذا الجزء في اليود أو في محلول مطهر.
ويقدم الوليد للبقرة لكي تلحسه وبذلك تنظف البقرة الأم الوليد جيدا من المخاط المحيط به كما يطهر لعاب البقرة السطح الخارجي له. ولذلك يجف الحيوان الصغير سريعا ويصبح تنفسه عميقا، وتنتظم ضربات القلب، ويقوم الجلد بوظائفه الفسيولوجية وحماية الحيوان، ويعتبر من المجدي للبقرة التي تلد لأول مرة لعق وليدها، وهذه العملية تسرع من خروج المشيمة من رحم الأم، وتقوى من عملية إعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي وتزيد من إدرار اللبن والأداء الطبيعي للقناة الهضمية.
وإذا كانت البقرة مريضة بالحمى المتموجة brucellosis أو السل الرئوي tuberculosis لا يقدم لها الصغير لتلحسه، وعندما ترفض الأم السليمة لحس وليدها لا ننصح اللجوء إلى استخدام مواد ذات طعم مختلف يرش على جسم الوليد. وفي هذه الحالة ينظف الصغير جيدا من السوائل المخاطية في فمه وأنفه وأذنيه ويطهر الحبل السري وينظف جسمه بمنشفة نظيفة ثم ينقل الوليد إلى مكان معقم سبق تطهيره ويوضع فيه وتحته فرشة سميكة ونظيفة وجافة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|