المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


خطورةُ معرفة الناسخ عن المنسوخ  
  
3248   01:37 صباحاً   التاريخ: 12-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج1 ، ص418-420 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الناسخ والمنسوخ /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-11-2020 3977
التاريخ: 27-04-2015 1513
التاريخ: 18-11-2014 1418
التاريخ: 2023-08-31 1423

فإن دلّ ذلك ، فإنّما يدلّ على مبلغ اهتمام علماء الأمّة بشأن وقوع النسْخ في القرآن ، وتمييز الناسخ عن المنسوخ بشكل قاطع ، علماً منهم بأنّ ذلك هو أُولى مقدّمات فهْم التشريع الإسلامي الثابت المستمرّ ، ولا يمكن استنباط حكم شرعيّ ما لم يُعرف الناسخ عن المنسوخ ، والثابت الباقي عن الزائل المتروك .

وروى أبو عبد الرحمان السلمي أنّ عليّاً ( عليه السلام ) مرّ على قاضٍ فقال له : ( هل تعرف الناسخ عن المنسوخ ؟ فقال : لا ، فقال : هلكتَ وأهلكتَ ، تأويل كلّ حرف من القرآن على وجوه ) (1) .

ولعلّ هذا القاضي هو أبو يحيى المعرّف ، كما جاء في حديث سعيد بن أبي الحسن ، أنّه لقي أبا يحيى هذا فقال له : اعرفوني اعرفوني يا سعيد ، إنّي أنا هو ، قال سعيد : ما عرفت أنّك هو ، قال : فإنّي أنا هو ، مرّ بي علي ( عليه السلام ) وأنا أقضي بالكوفة فقال لي : ( مَن أنت ؟ فقلت : أنا أبو يحيى ، فقال : لست بأبي يحيى ، ولكنّك تقول : اعرفوني ، ثمّ قال : هل علمتَ بالناسخ والمنسوخ ؟ قلت : لا ، قال : هلكت وأهلكت ) ، فما عدتُ بعد ذلك أقضي على أحد ، أنافِعُك ذلك يا سعيد (2) ؟

وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) لبعض متفقِّهةِ أهل الكوفة : ( أنت فقيه أهل العراق ؟ قال : نعم ، قال : فبِم تُفتيهم ؟ قال : بكتاب الله وسنّة نبيّه ، فقال له الإمام ( عليه السلام ) : أتعرف كتاب الله حقّ معرفته ؟ وتعرف الناسخ من المنسوخ ؟ قال : نعم ، قال : لقد ادّعيت عِلماً ، ما جعل الله ذلك إلاّ عند أهله ...) (3) .

وفي حديث احتجاجه ( عليه السلام ) على الصوفية : ( ألكُم عِلمٌ بناسخ القرآن ومنسوخه ؟ ـ إلى أن قال : ـ وكونوا في طلب ناسخ القرآن من منسوخه ، ومُحكَمه من متشابهه ، وما أحلّ الله فيه ممّا حرّم ، فإنّه أقرب لكم من الله وأبعد لكم من الجهل ، دعُوا الجهالة لأهلها ، فإنّ أهل الجهل كثير وأهل العلم قليل ، وقد قال تعالى : { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } ) (4) .

* * *

وقد أصبح البحث عن النسْخ في القرآن في هذا العصر مثار جدَلٍ عنيف ، من جرّاء طعون وجّهها أعداء الإسلام إلى هذا الكتاب السماوي الخالد : كيف توجد فيه آيات منسوخة الحُكم لا فائدة في ثبْتها سوى القراءة المجرّدة ؟ وهم غفَلوا أو تغافلوا عن أنّ الثبْت القرآني لم يقُم على أساس التشريع فحسب ، إذ ليس في القرآن من آيات الأحكام سوى ما يقرب من خمسمئة آية ، من بضع وستّة آلاف آية ، وسنشرح هذه الناحية في حقل ردّ الشُبهات .

وربّما وقف بعض الكتّاب الإسلاميّين عن ردّ هذه الشبهة وأمثالها ، فأنكر وجود آية منسوخة في القرآن ـ على ما نبحث ـ ، ومن ثمّ كان من ضرورة الباحث الإسلامي أن يعالج هذه المسألة معالجة فنّية على أساليب النقد الراهن ، بعد أن كانت المسألة ممّا يمسّ أخطر جانب من حياة المسلمين وهو كتابهم المعجز الخالد ، فيقوم في وجه المعاندين سدّاً منيعاً ، ومدافعاً عن كتاب الله المجيد الّذي { لاَ رَيْبَ فِيهِ } (5) و {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت : 42].

وليكن بحثنا الحاضر مقتصراً على مسألة ( النسْخ في القرآن ) بصنوفه وشرائطه ، وليس بحثاً عن مطلق النسْخ في الشريعة ، الّذي هو بحث عام أصولي ، خارج ـ بعض الشيء ـ عن صبغة البحث القرآني الذي هو موضوع كتابنا هذا ، ومن الله التوفيق .
______________________

(1) تفسير العيّاشي : ج 1 ص 12 رقم : 9 ، الإتقان : ج 2 ص 20 الطبعة الأُولى .

(2) رسالة الناسخ والمنسوخ لابن حزم ( بهامش الجلالين ) : ج 2 ص 150 .

(3) تفسير الصافي : المقدّمة الثانية ج 1 ص 13 .

(4) وسائل الشيعة : ج 18 ص 135 ـ 136 ، والآية 76 من سورة يوسف .

(5) وردت في عشر مواضع من القرآن .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .