الكفاءة التسويقية للتجارة الإلكترونية

رغم الحداثة في الاستخدام للتجارة الإلكترونية في مجال الأعمال ، إلا أنها ليست بظاهرة جديدة. حيث تستند في الأساس إلى ما قبل ربع قرن تقريباً لما كان مستخدم وما يسمى بتبادل البيانات الالكتروني Electronic Data Interchange (EDI لتنظيم وإدارة الأنشطة المختلفة في مجال الأعمال. وسواء كان ذلك فيما يتعلق بعمليات الشراء الجديدة، إدارة مشاريع الصناعات الثقيلة، تقدير الحجوم الاقتصادية لمستويات الخزين... الخ.

إلا أن السنوات العشر الأخيرة من القرن الماضي قد شهدت نمواً وتطوراً كبيراً في مجال التجارة الإلكترونية، ويعزى ذلك إلى التخفيض الحاصل في التكاليف وتقليص حجم التعقيد في العمل. فضلاً عن الاستخدام الشائع والكبير للانترنت كوسيلة اتصال وتبادل للمعلومات قد عززت من قيمة تبادل البيانات الإلكترونية، وفتحت المجال أمام أنظمة المعلومات المختلفة في منظمات الأعمال للتفاعل بعضها مع البعض الآخر أو مع زبائنها.

وبهذا المجال وبقدر تعلق الأمر في المعلومات فقد أسهمت التجارة الإلكترونية وعبر استخدام الوسائل الحديثة للاتصالات وتحديداً في مجال الانترنت إلى تحقيق الكفاءة التسويقية في أداء أنشطتها المختلفة ويتأشر ذلك من خلال الآتي :

(Katabe & Helson,2000,203)

1. خفض الكلف وسهولة الوصول إلى المعلومات

العديد من المنظمات وبخاصة ذات النفع العام منها اعتادت تقليدياً أن توصل معلوماتها إلى الآخرين عن طريق النشريات الورقية المختلفة، أو عبر الوسائل الهاتفية المسجلة. إلا أن استخدام الانترنت وعبر مواقع الشركة الإلكترونية (الويب web) أمكنها من تخفيض هذه الكلف بشكل واضح فضلاً عن سهولة وصول الأفراد إليها للانتفاع من هذه المعلومات والتفاعل معها ايجاباً.

2 . تحديث المعلومات

عن طريق الانترنت أصبح بالإمكان أن تحدث المنظمة المعلومات التي تخصها وسواء كان في مجال قوائم الأسعار الخدمات التسهيلات، أساليب البيع والعرض والتوصيل ... الخ. وتقديمها إلى المستفيدين منها لمواجهة المنافسة القائمة في السوق التي فرضتها متغيرات العولمة.

3. التخفيض في كلف الإعلان:

تقليداً المنظمات تبيع للأسواق إما سلع أو خدمات ولأجل أن تحقق الاتصال الناجح مع تلك الأسواق، فإنها تقوم بالإعلان لتزويد الجمهور بالمعلومات المناسبة والتي من شأنها أن تحفزهم إلى تحقيق عملية الشراء. وهذا الأمر جعل المنظمات وعلى اختلاف أشكالها وتخصصاتها أن ترصد ميزانية كبيرة للإعلان باتجاه تحقيق هذا الهدف. حتى أنه بلغت ميزانية الترويج في المنظمات الرائدة في السوق المرتبة  الثانية من حيث الكلف بعد ميزانية الإنتاج.

ومن الطبيعي تماماً أن تتم عملية الإعلان هذه عبر الصحف، المجلات، التلفزيون ، الراديو، الإعلانات الطليقة ... الخ. إلا أن استخدام أو تصميم موقع الويب (web) على شبكة الانترنت يكون أرخص كثيراً مما هو عليه باستخدام الأسلوب التقليدي في الإعلان، لأنه يمكن أن يقدم المعلومة للجمهور على مدار ساعات اليوم ولجميع أنحاء العالم ولمستخدمي الشبكة والمستهدفين من الجمهور أيضاً. وبالتالي فإن التجارة الإلكترونية قد أعطت لمنظمات الأعمال فرصة جديدة في تخفيض التكاليف وسهولة أكثر في إيصال المعلومة للجمهور المستهدف.

4. عولمة المعلومة :

 نظراً لكون شبكة الانترنت منتشرة عالمياً وإن جوهر التجارة الإلكترونية يقوم على تجاوز الحدود الجغرافية للاتصال بالزبائن والجمهور المستهدف، فقد أصبحت المعلومة المستخدمة في هذا المجال ذات أفق وتوجه عالمي، وهذا ما فتح المجال أمام المنظمات الصغيرة والناشئة لأنه تطرق أبواب الأسواق العالمية والتي كانت حكراً على المنظمات الكبيرة، وإن نجاح هذه المنظمات الصغيرة يتوقــف بشكل كبير على قدرتها على عولمة المعلومة التي تقدمها إلى الجمهور والأسواق المستهدفة.

5 . إلغاء دور الوسطاء

من المعروف بأن للوسطاء دور مهم في العملية التسويقية لإيصال السلع والخدمات ما بين المنتج والمستهلك، ولكن في ظل التجارة الإلكترونية أمكن الاستغناء عن دور الوسيط. وذلك من خلال تحقيق الاستثمار الحقيقي لمفهوم التسويق المباشر والاتصال المعلوماتي مع المستهلك النهائي وتزويده بما يرغبه ويطلبه من أية معلومات تساعد على تنشيط وتفعيل عمليات البيع والتسويق.

وفي ضوء هذه المزايا المتحققة في التفاعل مع التجارة الإلكترونية أمكن القول بأن منظمات الأعمال مقبلة مستقبلاً على متغيرين أساسيين هما الثورة التكنولوجية التي تشهدها عمليات الاتصال والتفاعل الحيوي المستمر مع الأطراف المختلفة في العمليات التسويقية. والأخر هو التنشيط الحيوي لنظام المعلومات في المنظمة وأن يأخذ دوره الحقيقي في التفاعل مع كل الأنظمة التسويقية والإنتاجية والإدارية المختلفة في المنظمة باتجاه استيعاب حركة التغير والتسارع في بيئة الأعمال المحلية والدولية.