المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



عدم السماح للزوجة بأن تعيق حركته نحو الصلاح والخير  
  
175   04:59 مساءً   التاريخ: 2024-09-20
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص398ــ399
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2019 2113
التاريخ: 19-2-2020 2113
التاريخ: 3-7-2018 1684
التاريخ: 26-9-2018 2413

الزوج السعيد هو الذي لا يسمح لزوجته بأن تعيق حركته نحو فعل الخير، والسير نحو الصلاح، وطاعة الله عزّ وجل والعمل الصالح.

إن التحرك باتجاه الخير والصلاح، وفعل المعروف، والتواصل مع المجتمع البشري، وإعانة كل من يحتاج الإعانة، ومقارعة أهل الظلم؛ كل هذا يجري في نهاية المطاف لصالح الزوج والزوجة معاً، والزوجة التي تعيق زوجها عن كل هذا هي بالحقيقة تجري مجرى لا يصلح لها ولغير صالحها البتة، كما أن الزوج الذي يسمح لزوجته بأن تعيقه عن كل ذلك هو لا يعمل لا لصالحه ولا لصالح زوجته.

إن الزوجة التي تعيق زوجها عن التصدي للظلم فلتفرض أن هذا الظلم قد لحق بها فهل تقبل بأن تعيق زوجة منقذها عمله في إنقاذها؟!!! وكذا فلتفترض الزوجة التي تعيق زوجها عن مساعدة الناس إنها هي التي تحتاج إلى المساعدة وجاء من يساعدها ولكن زوجته أعاقت حركته باتجاه مساعدتها فهل هي تقبل ذلك!!! وهكذا فإن على الزوج أن يرسم في ذهن زوجته هذه الإفتراضات فيما لو أعاقت حركته باتجاه فعل الخير.

إن الأمثلة على السماح للزوجة بإعاقة حركة الزوج نحو فعل الخير، وطاعة الله عزَّ وجل، وصد الظلم كثيرة ومنها:

1ـ ما فعلته زوجات بعض أهل الكوفة في عصر نهضة الحسين بن علي (عليه السلام)، وللأسف فإن الأزواج هنا سمحوا لزوجاتهم بإعاقة حركتهم بإتجاه نصرة الحسين (عليه السلام) على الكافر الطاغية يزيد.

2ـ ما ورد في كتابنا أقاصيص ذات مغزى حيث أن رجلاً سمع حديثاً للإمام جعفر الصادق (عليه السلام) مفاده أن الذي يريد أن يتصدق بصدقة ما تحاربه الشياطين لثنيه عن دفع الصدقة، فاتفق هذا الرجل مع أصحابه على أنه سيريهم كيف أنه سيتحدى الشياطين ويدفع الصدقة، فلما رجع إلى منزله وحمل بعضاً من الزاد ليتصدق به أعاقته زوجته وطلبت منه الرجوع عن عزمه لأن أولادها أحق وأولى بهذا الزاد ممن يريد حمله إليهم، وهكذا عاد الرجل عن عزمه ولما خرج إلى أصحابه من دون صدقة قالوا له: هل غلبتك الشياطين أم غلبتهم؟؟ فكان جوابه لقد غلبتني أم الشياطين يريد بذلك زوجته(1).

إن على الزوج أن لا يسمح لزوجته بإعاقة أفعاله الخيرة وإلا لو أن كل زوج رضي بأن يسمح لزوجته بذلك لما تحقق الخير العام.

________________________________

(1) راجع كتابنا «أقاصيص ذات مغزى». 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.