أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-02
919
التاريخ: 17-10-2016
1208
التاريخ: 18-10-2016
1006
التاريخ: 2023-06-25
700
|
وليس للمؤمن الخيار المطلق في هواه وحبّه ، وإنما عليه أن يتبع في حبّه وهواه وميوله وعلاقاته النقاط الحمراء ، والنقاط الخضراء من هذه الخارطة بشكل دقيق.
فيضع ولاءه وحبّه حيث يأمره الله ، وحيث يحبّ الله ، ويتبرّأ عمن يتبرّأ الله تعالىٰ منه ، ولن يصدق في إيمانه ، ولن يبلغ محض الايمان من دون هذا الولاء والحبّ لأحبّاء الله والبراءة والعداء لأعداء الله ، والمواقف الإيجابية الثابتة حيث يحبّ الله ، والمواقف السلبية حيث يأمر الله. فيحبّ بحبّ الله كل من احبّ الله. ويبغض كل من يبغضه الله. حتىٰ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحبّه بحبّ الله ، وبحبّه لله ، يقول (صلى الله عليه وآله وسلم) : « أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمة ، وأحبّوني لحبِّ اللهِ عزّوجلّ ، وأحبّوا أهلَ بيتي لحبّي » ([1]).
وهكذا يتسلسل الحبّ في الله علىٰ هذا الامتداد ، ويشمل كل أولياء الله وعباده الصالحين ، كما يتسلسل الكره والعداء والبغضاء في الخط الآخر المعادي لله ولرسوله.
وعندما نمعن النظر في النصوص الاسلامية الواردة في الحبّ والبغض في الله نجد أنها تقسم الساحة إلىٰ شطرين اساسيين وجبهتين متقابلتين : جبهة أولياء الله وأحبائه علىٰ اختلاف درجاتهم في حبّ الله ، وجبهة أعداء الله علىٰ اختلاف درجاتهم في العداء والحبّ.
وليس للمؤمن خيار في هذه الساحة ، وإنما عليه أن يحدد مواقفه وتحرّكاته وميوله النفسية ضمن ضوابط الحبّ في الله والبغض في الله.
ولن يكون للمؤمن عمل من الأعمال الصالحة رغم كثرتها ، يرفعه إلىٰ الله أفضل من أن يحبّ في الله ويبغض في الله.
وإليك هذه الباقة من الروايات :
1 ـ روىٰ البرقي في (المحاسن) عن أبي بصير قال : « سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : إنَّ المتحابّينَ في اللهِ يوم القيامة علىٰ منابر من نور ، قد أضاء نور أجسادهم ونور منابرهم كلَّ شيء ، حتىٰ يُعرفوا به فيقال : هؤلاءِ المتحابّونَ في اللهِ » ([2]).
2 ـ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لبعض أصحابه ذات يوم : « يا عبدالله ، أحببْ في الله ، وأبغض في الله ، ووالِ في الله ، وعادِ في الله ، فإنه لا تُنالُ ولايةُ الله إلّا بذلك ، ولا يجد رجلٌ طعمَ الايمان وإن كثرت صلاتهُ وصيامهُ حتیٰ يكون كذلك ... » ([3]).
3 ـ وعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال : « مِن أوثق عرىٰ الايمان أن تحبّ في الله ، وتبغض في الله ، وتعطي في الله ، وتمنع في الله عزّوجلّ » ([4]).
فلا ينال أحد ولاية الله ـ إذن ـ إلّا إذا أخلص قلبه لله ، فكان في الله حبّه وبغضه وقربه وبعده وولايته وبراءته ... ولن يكون بين عریٰ الايمان ـ وهي كثيرة ـ عروة أوثق من الحبّ والبغض في الله.
4 ـ وعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) : « من أحبّ كافراً فقد أبغض الله ، ومن أبغض كافراً فقد أحبّ الله ، ثم قال (عليه السلام) : صديقُ عدوِّ اللهِ عدوٌّ للهِ » ([5]).
5 ـ وعن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) : « أوحىٰ الله إلىٰ بعض الانبياء : أما زهدك في الدنيا فتعجّلك الراحة ، وأما انقطاعك إليّ فتعززك بي ، ولكن هل عاديت لي عدواً أو واليت لي ولياً » ([6]).
6 ـ وعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) : « من أحبَّ للهِ ، وأبغض للهِ ، وأعطىٰ للهِ ، ومنع للهِ ، فهو ممّن كمل إيمانه » ([7]).
7 ـ وعن أبي جعفر (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « ودُّ المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الايمان ، ألا ومن أحبَّ في الله ، وأبغض في الله ، وأعطىٰ في الله ، ومنع في الله ، فهو من أصفياء الله » ([8]).
8 ـ عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال : « قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه : أيُّ عُرىٰ الايمانِ أوثق ؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم. وقال بعضهم : الصلاة ، وقال بعضهم : الزكاة ، وقال بعضهم : الصيام ، وقال بعضهم : الحج والعمرة ، وقال بعضهم : الجهاد.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لكلٍّ مما قلتم فضلٌ ، وليس به ولكن أوثق عُرىٰ الايمان الحبُّ في اللهِ ، والبغضُ في اللهِ ، وتوالي أولياءِ اللهِ ، والتبريّ من أعداءِ الله » ([9]).
9 ـ وعن علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) ، قال : « إذا جمع الله عزّوجلّ الأولين والآخرين ، قام منادٍ فنادىٰ يُسمعُ الناس ، فيقول : أين المتحابّون في الله ؟ فيقوم عنق من الناس ، فيقال لهم : اذهبوا إلىٰ الجنة بغير حساب. قال : وتلقّاهم الملائكة ، فيقولون : إلىٰ أين ؟ فيقولون : إلىٰ الجنة بغير حساب. قال : فيقولون: فأيُّ ضرب أنتم من الناس ؟ فيقولون : نحن المتحابّون في الله. قال : فيقولون : وأي شيء كانت أعمالكم ؟ قالوا : كنا نحبّ في الله ونبغض في الله. قال : فيقولون : نعم أجر العاملين » ([10]).
10 ـ عن أبي جعفر (عليه السلام) : « إذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً فانظر إلىٰ قلبك ، فإن كان يحب أهل طاعة الله ، ويبغض أهل معصيته ، ففيك خير ، والله يحبّك ، وإن كان يبغض أهل طاعة الله ، ويحب أهل معصيته ، فليس فيك خير ، والله يبغضك ، والمرء مع من أحبّ » ([11]).
11 ـ وعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال : « كل من لم يحبّ علىٰ الدين ، ولم يبغض علیٰ الدين ، فلا دين له » ([12]).
12 ـ وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « لو أن عبدين تحابّا في الله أحدهما بالمشرق والآخر بالمغرب لجمع الله بينهما يوم القيامة ».
13 ـ وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : « أفضل الاعمال الحبّ في الله والبغض في الله ».
14 ـ وعن أنس قال : « قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : الحبّ في الله فريضة ، والبغض في الله فريضة » ([13]).
15 ـ وروي أن الله تعالىٰ قال لموسىٰ (عليه السلام) : « هل عملت لي عملاً ؟ قال : صلّيتُ لك ، وصمت وتصدَّقتُ ، وذكرت لك ، قال الله تبارك وتعالىٰ : أمّا الصلاة فلك برهان ([14]) ، والصوم جُنّة ، والصدقة ظلّ ، والذكر نور. فأي عمل عملت لي ؟
قال موسىٰ (عليه السلام) : دلّني علىٰ العمل الذي هو لك ، قال : يا موسىٰ ، هل واليت لي ولياً ، وهل عاديت لي عدوّاً قط ؟ فعلم موسىٰ أن أفضل الاعمال الحبّ في الله والبغض في الله » ([15]).
[1] بحار الأنوار 7: 14. ويقول العلامة الشيخ عبدالحسين الاميني رحمه الله في كتابه سيرتنا وسنّتنا في تخريج هذا
الحديث: أخرجه جمع من الحفّاظ وأئمة الحديث بأسانيد صحيحة رجالها كلهم ثقات. راجع صحيح الترمذي 13 : 201 ، الجزء الاول والثالث من المعجم الكبير للطبراني ، مستدرك الحاكم 3 : 149 ، تاريخ بغداد 4 : 160 ومصادر اُخریٰ تناهز ثلاثين مصدراً.
[2] بحار الانوار 74 : 399 ، عن المحاسن 264 ـ 265.
[3] أمالي الصدوق : 11.
[4] أمالي الصدوق : 345 ، طبعة حجرية.
[5] أمالي الصدوق : 360 ، طبعة حجرية.
[6] تحف العقول : 479.
[7] المحاسن : 263.
[8] اُصول الكافي 4 : 125.
[9] اُصول الكافي 2 : 125.
[10] اُصول الكافي 2 : 126.
[11] اُصول الكافي 2 : 126.
[12] اُصول الكافي 2 : 127.
[13] جامع الاخبار : 149.
[14] أي برهان ودليل علىٰ إسلامك.
[15] بحار الأنوار 69 : 252 ـ 253.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|