أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-6-2019
1514
التاريخ: 2024-08-17
248
التاريخ: 29/11/2022
843
التاريخ: 2024-09-16
161
|
الثابت أن هناك علاقة وثيقة بين صحة الإنسان وحالة الجو من والمناخ ، فقد تبين مثلا أن بعض أنواع المناخ ساعد على انتشار أمراض معينة ، ويعتبر المنا الثمار الرطب من أسوأ أنواع المناخ في هذه الناحية ، وذلك لأنه يساعد على تحلل المواد العضوية ، وعلى نمو الجراثيم والميكروبات والحشرات وانتشارها ، فضلا عن أنه يبعث غالبا على الكسل والخمول ويقلل من مقدرة الجسم على مقاومة الميكروبات ، وقد كان هذا المناخ من أهم العقبات التي اعترضت الأوروبيين عند استعمارهم للأقاليم الاستوائية ، وكثيرا ما كنا نسمع مثلا عن مقبرة الرجل الأبيض ، وهو الاسم الذي اشتهر به ساحل غانة في غرب أفريقيا حيث تجتمع الحرارة والرطوبة الشديدتان طول ومن الملاحظات المشهورة أيضا أن كثرة أشعة الشمس وقوتها بالقرب خط الاستواء تساعد على زيادة سرعة نمو بعض الأجهزة والغدد في جسم الإنسان ، مما يؤدى إلى انخفاض سن البلوغ عنه في البلاد ذات المناخ المعتدل أو البارد ، فهو بالنسبة للإناث مثلا يقع بين سن الحادية عشرة والرابعة عشرة عند خط الاستواء وبين الثالثة عشرة والسادسة عشرة في الأقاليم المعتدلة ، وبين الخامسة عشرة والثامنة عشرة في الأقاليم القطبية ، ويلاحظ كذلك أن سكان الأقاليم القطبية محرومون تماما ، من أشعة الشمس خلال فترة من السنة يزداد طولها كلما اقتربنا من القطب ، الذي تنقسم السنه عنده بصفة عامة إلى فصلين، هما فصل صيف طويل لا تغيب فيه الشمس مطلقا لمدة قد تصل إلى ستة أشهر ، وفصل شتاء مظلم قد يستمر ستة أشهر كذلك ، ويتعرض الاسكيمو الذين يعيشون في تلك العروض والرحالة الذين قد يصلون إليها خلال هذا الفصل المظلم لبعض الأمراض التي تنشأ لحرمان الجسم من أشعة الشمس ، ومن أهمها فقر الدم ( الأنيميا ) والأرق وعسر الهضم ولين العظام Rickets وغيرها .
ولكن إذا كان مناخ بعض الأقاليم يساعد على انتشار أنواع معينة من الأمراض فقد ثبت من ناحية أخرى أن هناك أنواعا من المناخ تساعد على علاج بعض الأمراض المشهورة ، حتى أن و تغيير الهواء ، أصبح من أهم وسائل العلاج الحديثة التي ينصح بها الأطباء ، فقد تبين مثلا أن هواء الجبال يساعد كثيرا على علاج أمراض الرئة ، وذلك بسبب تخلخله ونقائه وانخفاض نسبة الرطوبة به ، كما تبين أن هواء الصحراء يساعد على علاج أمراض القلب ، وهو يشبه هواء الجبال في نقائه كما أنه يمتاز بجفافه ، ولكنه أقل تخلخلا من هواء الجبال مما يجعله أقل إجهادا للقلب .
والمعروف أن الجسم البشرى يتأثر تأثرا مباشرا بتقلبات الجو خصوصا ما يتعلق منها بارتفاع الحرارة أو انخفاضها ، ولكن مهما زادت التغيرات الحرارية فمن الثابت أن درجة حرارة الجسم تظل 37 مئوية ، وأنها إذا ارتفعت عن ذلك بأكثر من أربع درجات فقد تتعطل معظم أجهزة الجسم الحساسة وغالبا ما تحدث الوفاة إذا وصل الارتفاع إلى خمس درجات ، بينما يستطيع الجسم من ناحية أخرى أن يتحمل انخفاضا قد يصل إلى عشر درجات مئوية ، بمعنى أن الإنسان يمكنه أن يظل حيا حتى ولو انخفضت درجة حرارته إلى 27 ، ولكى يظل الجسم البشرى محافظا على معدل درجة حرارته وهى 37 مئويه زوده الله جلت قدرته بوسائل متعددة لحفظ التوازن بين درجة حرارته ودرجة حرارة الجو المحيط به ، ففى الجو الحار يستطيع الجسم أن يتخلص من الحرارة التي تزيد فيه ، بسبب عمليات الاحتراق التي تحدث به أو بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو بواسطة العرق الذي يؤدى تبخره إلى خفض درجة حرارة الجلد ، أما في الجو البارد فان الجسم يحاول الاحتفاظ بحرارته عن طريق تقلص الأوردة والشرايين الملاصقة للجلد مما يقلل من اندفاع الدم فيها ووصوله إلى السطح حيث تتعرض حرارته للضياع بملامسة الجلد للجو البارد ، وبهذا الشكل تحتفظ الأعضاء الداخلية بحرارتها ، أما سطح الجلد والأطراف فقد تزداد برودتها بدرجة تؤدى إلى حدوث قشعريرة بها، والمعروف أن الدورة الدموية هى التى توزع الحرارة على مختلف أجزاء الجسم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Miller A. Austin, « Climatology,» 4th., 1944, p. 4.
ebon, J.H.G.. an Introduction to Human Geography . 1952. P. 4. 3
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|