أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-06
1010
التاريخ: 18-10-2016
1225
التاريخ: 2023-06-18
1079
التاريخ: 2024-08-24
228
|
( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) ([1]).
تتكون العلاقة بالله تعالىٰ في صورتها الصحيحة من مجموعة من العناصر المتناسقة والمتآلفة ، هذه العناصر مجتمعةً تكوّن الاسلوب الصحيح للعلاقة بالله تعالیٰ.
وترفض النصوص الإسلامية العلاقة بالله تعالىٰ علىٰ أساس العنصر الواحد ، كالخوف ، أو الرجاء ، أو الحب ، أو الخشوع ، وتعتبر العلاقة بالله التي تعتمد العنصر الواحد فاقدة لحالة التوازن والتناسق.
والعناصر التي تشكل العلاقة بالله تعالىٰ مجموعة واسعة ، ورد ذكرها بتفصيل في نصوص الآيات والروايات والأدعية مثل : الرجاء ، والخوف ، والتضرّع ، والخشوع ، والتذلل ، والوجل ، والحب ، والشوق ، والأنس ، والإنابة ، والتبتّل ، والاستغفار ، والاستعاذة ، والاسترحام ، والانقطاع ، والتمجيد ، والحمد ، والرغبة ، والرهبة ، والطاعة ، والعبودية ، والذكر ، والفقر ، والاعتصام.
وقد ورد في الدعاء عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) : « اللّهم إني أسألك أن تملأ قلبي حبّاً لك وخشية منك ، وتصديقاً لك ، وإيماناً بك ، وفرَقاً منك ، وشوقاً إليك » ([2]).
ومن هذه العناصر المتعددة يتألّف طيف زاهٍ ومتناسق للعلاقة بالله تعالىٰ ، وكل عنصر من هذه العناصر يعتبر مفتاحاً لباب من أبواب رحمة الله ومعرفته.
فالاسترحام مفتاح لرحمة الله تعالىٰ ، والاستغفار مفتاح للمغفرة.
كما أن كل عنصر من هذه العناصر يعتبر بحدّ ذاته طريقاً للحركة والسلوك إلىٰ الله. فالشوق والحب والاُنس بالله طريق إلىٰ الله ، والخوف ، والرهبة طريق آخر إلىٰ الله تعالىٰ ، والخشوع طريق ثالث إلىٰ الله ، والرجاء والدعاء والتمنّي طريق آخر إلىٰ الله.
وعلىٰ الإنسان أن يسلك ويتحرك إلىٰ الله تعالىٰ من مسالك وطرق مختلفة ، ولا يقتصر علىٰ سلوك الطريق الواحد ، فإنّ لكل سلوك نكهة وذوقاً وكمالاً وثمرة في حركة الإنسان إلىٰ الله لا توجد في السلوك الآخر.
ويطرح الاسلام علىٰ هذا الاساس مبدأ تعدّدية عناصر العلاقة بالله تعالىٰ.
وهذا بحث واسع وباب رحب من العلم لا نريد أن ندخله الآن.
حب الله تعالىٰ :
وحب الله تعالىٰ من أفضل هذه العناصر ، وأقواها ، وأبلغها في شدّ الإنسان بالله تعالىٰ ، وتحكيم علاقته به عز شأنه.
ولا يوجد في ألوان العلاقة بالله لون أقوىٰ وأبلغ من « الحب » في توثيق علاقة العبد بالله.
وقد ورد ذكر هذه المقارنة بين عناصر العلاقة بالله تعالىٰ في مجموعة من النصوص الإسلامية ، ونذكر بعضها :
روي أنّ الله تعالىٰ أوحىٰ إلىٰ داود : « يا داود ذكري للذاكرين ، وجنّتي للمطيعين ، وحبّي للمشتاقين ، وأنا خاصة للمحبّين » ([3]).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : « الحبّ أفضل من الخوف » ([4]).
ورویٰ محمّد بن يعقوب الكليني عن الإمام أبي عبدالله جعفر الصادق (عليه السلام) : « العبّاد ثلاثة : قوم عبدوا الله عزّوجلّ خوفاً ، فتلك عبادة العبيد ، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالىٰ طلب الثواب ، فتلك عبادة التّجار ، وقوم عبدوا الله عزّوجلّ حبّاً ، فتلك عبادة الأحرار ، وهي أفضل العبادة » ([5]).
ورویٰ الكليني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها وأحبّها بقلبه ، وباشرها بجسده ، وتفرّغ لها ، فهو لا يبالي علىٰ ما أصبح من الدنيا علیٰ عسر أم يسر » ([6]).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : « نجوىٰ العارفين تدور علىٰ ثلاثة اُصول : الخوف ، والرجاء ، والحب. فالخوف فرع العلم ، والرجاء فرع اليقين ، والحب فرع المعرفة. فدليل الخوف الهرب ، ودليل الرجاء الطلب ، ودليل الحب إيثار المحبوب علىٰ ما سواه. فاذا تحقّق العلم في الصدر خاف ، وإذا صحّ الخوف هرب ، وإذا هرب نجا وإذا أشرق نور اليقين في القلب شاهد الفضل ، وإذا تمكّن من رؤية الفضل رجا ، وإذا وجد حلاوة الرجاء طلب ، وإذا وُفّق الطلب وجد. وإذا تجلّىٰ ضياء المعرفة في الفؤاد هاج ريح المحبّة ، وإذا هاج ريح المحبّة استأنس ظلال المحبوب ، وآثر المحبوب علىٰ ما سواه ، وباشر أوامره. ومثال هذه الاُصول الثلاثة كالحرم والمسجد والكعبة ، فمن دخل الحرم أمن من الخلق ، ومن دخل المسجد أمنت جوارحه أن يستعملها في المعصية ، ومن دخل الكعبة أمن قلبه من أن يشغله بغير ذكر الله » ([7]).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « بكیٰ شعيب (عليه السلام) من حب الله عزّوجلّ حتّیٰ عمي ... أوحیٰ الله إليه : يا شعيب ، إن يكن هذا خوفاً من النار ، فقد أجرتك ، وإن يكن شوقاً إلىٰ الجنة فقد أبحتك. فقال : إلهي وسيّدي ، أنت تعلم أني ما بكيت خوفاً من نارك ، ولا شوقاً إلىٰ جنّتك ، ولكن عقد حبك علىٰ قلبي ، فلست أصبر أو أراك ، فأوحىٰ الله جلّ جلاله إليه : أمّا إذا كان هذا هكذا فمن أجل هذا ساُخدمك كليمي موسیٰ بن عمران » ([8]).
وفي صحيفة إدريس (عليه السلام) : « طوبیٰ لقومٍ عبدوني حبّاً ، واتخذوني إلهاً وربّاً ، سهروا الليل ، ودأبوا النهار طلباً لوجهي من غير رهبة ولا رغبة ، ولا لنار ، ولا جنّة ، بل للمحبة الصحيحة ، والإرادة الصريحة والانقطاع عن الكلّ إليّ » ([9]).
وفي الدعاء عن الإمام الحسين (عليه السلام) : « عميتْ عين لا تراك عليها رقيباً ، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبّك نصيباً » ([10]).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|