المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

ظاهرتي التكبر والتجبر
28-4-2017
Perfect Cuboid
5-6-2020
يتكون نظام اتصال البيانات مما يلي
26-10-2019
غياب المثالية عن الترتيب الذري
2023-11-21
الاندلس بعد الفتح
22-11-2016
إحاطة علم الله بكلّ شيء
1-12-2015


الدور المزدوج للقلوب في الأخذ والعطاء  
  
222   09:04 صباحاً   التاريخ: 2024-09-11
المؤلف : الشيخ محمد مهدي الآصفي
الكتاب أو المصدر : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص94-96
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

إن القلب (الجانحة) جهاز ارتباط يأخذ ويتلقی من الله تعالىٰ من جانب ، ويعطى من جانب آخر، كالقلب (الجارحة) الذي يقوم بدور مزدوج في ضخ الدم واستعادته وتجميعه من خلال الشرايين والاوردة.

فإذا فقد القلب (الجانحة) هذه الخاصة في وصل الانسان وربطه بالله تعالىٰ فقد كلَّ قيمته ، ولم يعد له نفع ولا جدوى ، واصبح ميتاً ، كالقلب الجارحة تماماً.

والقلوب في هذا الأخذ والعطاء ، تأخذ من الله تعالىٰ الهدى والنور والبصيرة من جانب ، وتمنح الانسان في حركته وكلامه ومواقفه واعماله وعلاقاته هذا الهدی والنور من جانب آخر.

ولنتأمل في كتاب الله ، لنعرف هذا الدور المزدوج للقلوب من خلال القرآن.

في الجانب الأوّل (التلقي والاخذ من عند الله) يقول الله تعالىٰ :

( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ) ([1]).

فالقرآن اذن يتنزل علىٰ القلوب جملة واحدة ونجوماً ، ويثبت الافئدة ، وتأخذ القلوب منه النور والهدىٰ.

ويقول تعالىٰ :

( اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ) ([2]).

إن القلوب تأخذ من القرآن فتخشع وتلين ، وتتفاعل مع هدیٰ الله ونوره الذي ارسل الىٰ عباده. فإن القرآن هدى الله ونوره الذي أرسله الىٰ عباده ، وبرهانه وحجته الىٰ خلقه.

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ) ([3]).

وقلوب المؤمنين والمتقين دون غيرهم تختص بهذا النور والهدىٰ ، وتأخذ منه ، وتتفاعل معه.

( هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ) ([4]).

( هَـٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ([5]).

وهذا هو الدور الأول للقلوب ، تتلقى الهدیٰ والنور والبصيرة والبرهان من عند الله ، وتختص بما انزل الله تعالىٰ الىٰ عباده من النور والهدىٰ ، وتتفاعل معه وتلين له.


[1] الفرقان : 32.

[2] الزمر : 23.

[3] النساء : 174.

[4] آل عمران : 138.

[5] الأعراف : 203.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.