المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06
كيفية تقسم الخمس
2024-11-06

Frantisek Wolf
14-9-2017
مدينة المدينة المنورة
31-1-2016
المدرسة الخاصة بالمتخلفين
19-1-2023
انتقال الأكسجين في الدم (من الحوصلات إلى النسيج)
18-6-2016
كيف تتصرف مع أخطاء طفلك؟
6-4-2022
Oxidation of 1o alcohols with PCC to form aldehydes
17-9-2019


مقدمات بعثة النبي « صلى الله عليه وآله »  
  
194   12:05 صباحاً   التاريخ: 2024-09-09
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ج1، ص188-196
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله قبل البعثة /

1 . حكَّمَتْه قريش في وضع الحجر قبل بعثته ( ( صلى الله عليه وآله ) )

في الكافي : 4 / 217 عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « إن قريشاً في الجاهلية هدموا البيت فلما أرادوا بناءه حيل بينهم وبينه وألقيَ في روعهم الرعب ، حتى قال قائل منهم : ليأتِ كل رجل منكم بأطيب ماله ، ولا تأتوا بمال اكتسبتموه من قطيعة رحم أو حرام ، ففعلوا فَخُلِّيَ بينهم وبين بنائه ، فبنوه حتى انتهوا إلى موضع الحجر الأسود فتشاجروا فيه أيهم يضع الحجر الأسود في موضعه حتى كاد أن يكون بينهم شر ، فحكَّموا أول من يدخل من باب المسجد ، فدخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلما أتاهم أمَرَ بثوب فبُسط ثم وضع الحجر في وسطه ، ثم أخذت القبائل بجوانب الثوب فرفعوه ، ثم تناوله ( صلى الله عليه وآله ) فوضعه في موضعه ، فخصه الله به » .

وفي الكافي : 4 / 217 عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أيضاً قال : « إنما هدمت قريش الكعبة لأن السيل كان يأتيهم من أعلى مكة فيدخلها فانصدعت ، وسرق من الكعبة غزال من ذهب رجلاه من جوهر ، وكان حائطها قصيراً ، وكان ذلك قبل مبعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) بثلاثين سنة . . . فلما بلغ البناء إلى موضع الحجرالأسود تشاجرت قريش في موضعه ، فقال كل قبيلة : نحن أولى به نحن نضعه فلما كثر بينهم تراضوا بقضاء من يدخل من باب بني شيبة ، فطلع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا : هذا الأمين قد جاء ! فحكموه فبسط رداءه وقال بعضهم كساء طاروني كان له ، ووضع الحجر فيه ثم قال : يأتي من كل ربع من قريش رجل ، فكانوا عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، والأسود بن المطلب من بني أسد بن عبد العزى ، وأبو حذيفة بن المغيرة من بني مخزوم ، وقيس بن عدي من بني سهم ، فرفعوه ووضعه النبي ( صلى الله عليه وآله ) في موضعه » . والبيهقي : 5 / 72 ، فتح الباري : 3 / 351 ، الطيالسي / 18 ، أوائل ابن أبي عاصم / 44 ، الإستيعاب : 1 / 35 ، التنبيه والإشراف / 197 ، تاريخ الذهبي : 1 / 66 ، النهاية : 5 / 171 والشفا : 1 / 134 .

وذكر اليعقوبي : 2 / 19 أن عمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان خمساً وعشرين سنة . « كانت قريش تسمى رسول الله قبل أن ينزل عليه الوحي : الأمين » . ابن هشام : 1 / 124 .

2 . قبل الأربعين كان ( ( صلى الله عليه وآله ) ) نبياً وكان يصلي معه علي وخديجة « عليهما السلام »

بحث العلماء عبادة نبينا ( صلى الله عليه وآله ) قبل بعثته ، وهل كان يعبد الله تعالى حسب شريعة عيسى ( عليه السلام ) أم لا ؟ « البحار 18 / 272 » والصحيح أنه ( صلى الله عليه وآله ) وأجداده « عليهم السلام » كانوا فرعاً مستقلاً ، مكلفين بحنيفية إبراهيم ( عليه السلام ) دون غيره من الأنبياء « عليهم السلام » ، وأن قريشاً انحرفت عن ملة إبراهيم ( عليه السلام ) وثبت عليها آباؤه وأخيار أسرته ( صلى الله عليه وآله ) ، ويدل عليه :

1 - قول الفتال النيسابوري في روضة الواعظين / 52 : « إعلم أن الطائفة قد اجتمعت على أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان رسولاً نبياً مستخفياً ، يصوم ويصلي على خلاف ما كانت قريش تفعله ، مذ كلفه الله تعالى . فإذا أتت أربعون سنة أمرالله عز وجل جبرئيل ( عليه السلام ) أن يهبط إليه بإظهار الرسالة وذلك في يوم السابع والعشرين من شهر الله الأصم . فاجتاز بميكائيل ( عليه السلام ) فقال : أين تريد ؟ فقال له : قد بعث الله جل وعز نبياً نبي الرحمة وأمرني أن أهبط إليه بالرسالة فقال له ميكائيل : فأجئ معك قال له : نعم ، فنزلا ووجد رسول الله نائماً بالأبطح بين أمير المؤمنين وجعفر بن أبي طالب « عليهم السلام » فجلس جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ، ولم ينبهه جبرئيل إعظاماً له ، فقال ميكائيل لجبرئيل : إلى أيهم بعثت ؟ قال : إلى الأوسط ، فأراد أن ينبهه فمنعه جبرئيل ثم انتبه النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأدى إليه جبرئيل الرسالة عن الله تعالى . فلما نهض جبرئيل ليقوم أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بثوبه . ثم قال : ما اسمك ؟ قال له جبرئيل . ثم نهض رسول الله ليلحق بغنمه ، فما مر بشجرة ولا مدرة إلا سلمت عليه وهنأته . ثم كان جبرئيل ( عليه السلام ) يأتيه فلا يدنو منه إلا بعد أن يستأذن عليه ، فأتاه يوماً وهو بأعلى مكة فغمز بعقبه بناحية الوادي فانفجرت عين ، فتوضأ جبرئيل وتوضأ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم صلى الظهر وهي أول صلاة فرضها الله عز وجل ، وصلى أمير المؤمنين تلك الصلاة مع رسول الله ، ورجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في يومه إلى خديجة فأخبرها ، فتوضأت وصلت صلاة العصر من ذلك اليوم » .

2 - قال الأصبغ بن نباتة : « سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط ! قيل له : فما كانوا يعبدون ؟ قال : كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم ( عليه السلام ) متمسكين به » . كمال الدين / 174 .

3 - تدل آيات تجديد إبراهيم ( عليه السلام ) للكعبة وإسكانه إسماعيل وذريته « عليهم السلام » فيها ، على أنهم فرع مستقل عن بني إسرائيل ونبواتهم ، وامتداد مباشر لإبراهيم ليهدوا الناس إلى حج البيت والطواف به والصلاة عنده ، بانتظار النبي الموعود منهم : رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَوةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ . إبراهيم : 37 .

وقال تعالى : وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ . رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَابُ الرَّحِيمُ . رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ . البقرة : 127 - 129 .

وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ . قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِىَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِىَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لانُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ .

البقرة : 135 - 136 . إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ للذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا . . آل عمران : 68 .

4 - تقدم في الفصل الأول أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان نبياً قبل آدم ، فوضع الله نوره في صلب آدم ، ثم ما زال ينقله من صلب طاهر إلى رحم مطهر ، حتى أولده من أبويه المؤمنين الطاهرين عبد الله وآمنة « عليها السلام » .

5 - تقدم قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يصف النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « ولقد قرن الله به ( صلى الله عليه وآله ) من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ، ويعلمه محاسن أخلاق العالم ، ليله ونهاره » . فهو نص على أنه ( صلى الله عليه وآله ) كان نبياً من فطامه على الأقل ، وأن كبيراً من الملائكة كان معه ينبؤه ويعلمه ، ثم بعث في الأربعين رسولاً .

6 - قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) في الرسول والنبي والمحدث « الكافي : 1 / 176 » : « الرسول الذي يأتيه جبرئيل قُبَلاً « مواجهةً » فيراه ويكلمه فهذا الرسول ، وأما النبي فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ( عليه السلام ) ونحو ما كان رأى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أسباب النبوة قبل الوحي ، حتى أتاه جبرئيل ( عليه السلام ) من عند الله بالرسالة .

وكان محمد ( صلى الله عليه وآله ) حين جمع له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يجيؤه بها جبرئيل ويكلمه بها قُبَلاً . ومن الأنبياء « عليهم السلام » من جمع له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ويحدثه ، من غير أن يكون يرى في اليقظة . وأما المحدَّث فهو الذي يُحَدَّث فيسمع ، ولا يُعاين ، ولا يرى في منامه » .

7 - نصت أحاديث أهل البيت « عليهم السلام » على أن جبرئيل جاء إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) عندما كان في سن السابعة والثلاثين ، وأخبره أنه سيكون رسولاً ، وعلمه الوضوء والصلاة وأن خديجة وعلياً ( صلى الله عليه وآله ) صدقاه ، وكانا يصليان معه .

ففي إعلام الورى : 1 / 102 : « ذكر مبدأ المبعث : ذكر علي بن إبراهيم بن هاشم ، وهو من أجلِّ رواة أصحابنا في كتابه : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما أتى له سبع وثلاثون سنة كان يرى في نومه كأن آتياً أتاه فيقول : يا رسول الله ، فينكر ذلك ، فلما طال عليه الأمر وكان بين الجبال يرعى غنماً لأبي طالب ، فنظر إلى شخص يقول له : يا رسول الله . فقال له : من أنت ؟ قال : جبرئيل أرسلني الله إليك ليتخذك رسولاً ، فأخبر رسول الله خديجة بذلك ، وكانت خديجة قد انتهى إليها خبر اليهودي ، وخبر بحيراء ، وما حدثت به آمنة أمه ، فقالت : يا محمد إني لأرجو أن تكون كذلك .

وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يكتم ذلك ، فنزل عليه جبرئيل ( عليه السلام ) وأنزل عليه ماء من السماء فقال : يا محمد قم توضأ للصلاة ، فعلمه جبرئيل الوضوء على الوجه واليدين من المرفق ومسح الرأس والرجلين إلى الكعبين ، وعلمه السجود والركوع . فلما تم له أربعون سنة أمره بالصلاة وعلمه حدودها ، ولم ينزل عليه أوقاتها ، فكان رسول الله يصلي ركعتين ركعتين في كل وقت .

وكان علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يألفه ويكون معه في مجيئه وذهابه لا يفارقه ، فدخل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يصلي ، فلما نظر إليه يصلي قال : يا أبا القاسم ما هذا ؟ قال : هذه الصلاة التي أمرني الله بها ، فدعاه إلى الإسلام فأسلم وصلى معه وأسلمت خديجة ، فكان لا يصلي إلا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وخديجة خلفه .

فلما أتى لذلك أيام دخل أبو طالب إلى منزل رسول الله ومعه جعفر ، فنظر إلى رسول الله وعلي بجنبه يصليان ، فقال لجعفر : يا جعفر صل جناح ابن عمك فوقف جعفر بن أبي طالب من الجانب الآخر ، فلما وقف جعفر على يساره بدر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من بينهما وتقدم » . وفي المناقب : 1 / 41 : « وأنشأ أبو طالب في ذلك يقول :

إن علياً وجعفراً ثقتي * عند مُلِمِّ الزمان والكُرَبِ

والله لا أخذل النبيَّ ولا * يخذله من بَنِيَّ ذو حسب

لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * أخي لأمي من بينهم وأبي »

وفي فوائد أبي الفتح الكراجكي « رحمه الله » / 116 : « كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ابتداء طروق الوحي إليه كلما هتف به هاتف ، أو سمع من حوله رجفة راجف ، أو رأى رؤياً أو سمع كلاماً ، يخبر بذلك خديجة وعلياً ( صلى الله عليه وآله ) ويستسرهما هذه الحال ، فكانت خديجة تثبته وتصبره ، وكان علي يهنيه ويبشره ويقول له : والله يا ابن العم ما كذب عبد المطلب فيك ، ولقد صدقت الكهان فيما نسبته إليك .

ولم يزل كذلك إلى أن أُمِرَ بالتبليغ ، فكان أول من آمن به من النساء خديجة « عليها السلام » ، ومن الذكور أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) » .

8 - وفي أمالي الطوسي / 260 : « عبد الله بن نجي قال : سمعت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول : صليت مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبل أن يصلي معه أحد من الناس ثلاث سنين » . ورواه الشريف المرتضى في الفصول المختارة / 261 ، وروى عن معاذة العدوية قالت : « سمعت علياً ( عليه السلام ) يخطب على منبر البصرة ، فسمعته يقول : أنا الصديق الأكبر ، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر ، وأسلمت قبل أن يسلم . وعن أبي البختري قال ( عليه السلام ) : صليت قبل الناس سبع سنين » .

3 . وروى الجميع أنه صلى وعلياً سبعاً قبل الناس

روت مصادر الشيعة والسنة بسند صحيح ، أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) صلى هو وخديجة وعلي سبع سنين قبل الناس . والظاهر أنه يقصد أربع سنوات قبل الرسالة ، وثلاث سنوات بعدها ، حتى أمره الله بالدعوة العامة .

روى الخطيب في المتفق : 3 / 141 عن أبي أيوب : « قال ( صلى الله عليه وآله ) : صلت الملائكة عليَّ وعلى علي سبع سنين ، وذلك أنه لم يصل معي أحد قبله » . وفي تاريخ دمشق : 42 / 39 : « ولم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله من الأرض إلى السماء ، إلا مني ومن علي » .

كما رووا قول علي ( عليه السلام ) صليت قبل الناس بسبع سنين ، وطرقه تصل إلى حد التواتر فمن مصادرنا : رواه في الخصال / 401 : « أنا عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب ، صليت قبل الناس بسبع سنين » .

وفي روضة الواعظين / 85 : « اللهم إني لا أعلم أحداً أسلم قبلي من هذه الأمة غير نبيها ، صليت قبل أن يصلي أحد سبعاً . . . بعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوم الاثنين وأسلمت يوم الثلاثاء . عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة سبع سنين ، إن أول صلاة ركعنا فيها صلاة العصر ، قلت يا رسول الله : ما هذا ؟ قال : أمرت به » .

وفي أمالي الطوسي / 341 ، عن الإمام الرضا عن آبائه عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إني لأعرف حجراً كان يسلم عليَّ بمكة قبل أن أبعث ، إني لأعرفه الآن » .

وفي كشف اليقين / 167 : « ومن كتاب مسند أحمد بن حنبل ، عن عبد الله بن عباس قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها غيري إلا كاذب مفتر ، ولقد صليت قبل الناس بسبع سنين .

ومن مسند أحمد : عن ابن أبي ليلى قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الصديقون ثلاثة :

حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي قال : يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا المُرْسَلِينَ . وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال : أَتَقْتُلُونَ رجلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ . وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم » . والفصول المختارة / 260 ، الغدير : 2 / 314 و 3 / 121 والصحيح من السيرة : 4 / 45 . ومن مصادرغيرنا : ابن ماجة : 1 / 44 ، الحاكم : 3 / 111 وصححاه . ومجمع الزوائد : 9 / 102 ، بعدة روايات ، ابن أبي شيبة : 7 / 498 ، الضحاك في الآحاد والمثاني : 1 / 148 ، النسائي : 5 / 106 ، الثعلبي في تفسيره : 5 / 85 ، الطبري في الرياض النضرة : 2 / 209 وابن أبي عاصم في السنة / 584 .

وفي سنن النسائي : 5 / 107 : « ما أعرف أحداً من هذه الأمة عَبَد الله بعد نبيها - مباشرة - غيري ، عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة بسبع سنين » .

وقال في شرح النهج : 13 / 200 : « أنا الصديق الأكبر ، وأنا الفاروق الأول ، أسلمت قبل إسلام أبي بكر ، وصليت قبل صلاته بسبع سنين . كأنه ( عليه السلام ) لم يرتض أن يذكر عمر ، ولا رآه أهلاً للمقايسة بينه وبينه ، وذلك لأن إسلام عمر كان متأخراً » !

أقول : كان نزول جبرئيل ( عليه السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متعدداً قبل الأربعين ، إلى أن نزل بالقرآن في الأربعين ، وكان ( صلى الله عليه وآله ) يخبر علياً وخديجة « عليهما السلام » ويدعوهما إلى الإيمان بعد نزول جبرئيل ( عليه السلام ) . وفي المرة الأخيرة في غار حراء كان علي وخديجة معه ( صلى الله عليه وآله ) كما روى ذلك السنة والشيعة ، ودعاهما أيضاً بعده فآمنا .

4 . وروى الجميع ما يدل على نبوته ( ( صلى الله عليه وآله ) ) قبل رسالته !

ففي دلائل النبوة للبيهقي : 2 / 17 و 424 ومسلم : 7 / 58 : « عن علي رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بمكة فخرج في بعض نواحيها ، فما استقبله شجر ولا جبل إلا قال له : السلام عليك يا رسول الله . . . قال رسول الله : إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليَّ قبل أن أبعث ، إني لأعرفه الآن » .

وفي فيض القدير : 3 / 25 : « قيل هو الحجر الأسود ، وقيل البارز بزقاق المرفق ، وعليه أهل مكة سلفاً وخلفاً » . وأضافت رواية الترمذي : 5 / 253 وغيره : كان يسلم عليَّ ليالي بعثت . ويبدو أنها زياة من الراوي .

5 . زعموا أن إسرافيل نزل عليه قبل جبرئيل

اهتم رواة السلطة بأمرين جعلوهما أصلين في البعثة ، وأخضعوا لهما ما روي !

الأول : أن نبوته ورسالته ( صلى الله عليه وآله ) كانتا معاً ، وأنه قبل الأربعين كان شخصاً عادياً ! وافتروا عليه بأنه كان يذبح للأصنام ، ويأكل مما ذُبح لها !

وغاية ما رووه أنه ( صلى الله عليه وآله ) كان يتعبد قبيل البعثة في حراء ، ويرى الرؤيا الصادقة !

والثاني : جعلوا حديث عائشة في البخاري عن بدء الوحي ، وَحْياً منزلاً ، بكل ما فيه من عنف جبرئيل ( عليه السلام ) وعدم منطقيته ، وغطه وعكه النبي ( صلى الله عليه وآله ) أي ضربه إياه حتى كاد يخنقه ، ثم تركه مذعوراً خائفاً شاكاً في نبوته ! فعاد النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى بيته وهو يرتجف وشكى إلى زوجته فأخذته إلى قسيس من أقاربها ، فامتحنه وطمأنه بأنه نبي ! ثم زعمت الرواية أن الوحي انقطع عنه فعاد اليه الشك ، وحاول أن ينتحر مراراً من خوف الفضيحة ، لكن جبرئيل منعه !

وقد أعرضوا عن آيات القرآن وأنه رآه في أفق مبين ، لأنها تخالف حديث عائشة ، وأعرضوا عن أحاديث صلاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) قبل الناس سبع سنين وثلاث سنين ، مع أنها عندهم صحيحة ، لأنها تعارض رواية عائشة !

ثم اخترعوا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان في الأربعين ، وكان ينزل عليه إسرافيل ( عليه السلام ) ثلاث سنين ، قبل أن ينزل جبرئيل ( عليه السلام ) !

قال ابن كثير في سيرته : 1 / 388 : « قال الإمام أحمد . . عن عامر الشعبي ، أن رسول الله نزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة ، فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين ، فكان يعلمه الكلمة والشئ ولم ينزل القرآن ، فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل فنزل القرآن على لسانه عشرين سنة ، عشراً بمكة وعشراً بالمدينة ، فمات وهو ابن ثلاث وستين سنة .

فهذا إسناد صحيح إلى الشعبي . . . وحديث عائشة لا ينافي هذا فإنه يجوز أن يكون أول أمره الرؤيا ، ثم وكل به إسرافيل فحكت عائشة ما جرى له مع جبريل ولم تحك ما جرى له مع إسرافيل ، اختصاراً للحديث ، أو لم تكن وقفت على قصة إسرافيل » . والإتقان : 1 / 128 ، الإستيعاب : 1 / 36 ، الدر المنثور 3 / 302 وعمدة القاري : 1 / 40 وغيرها .

فقبلوا كلام عامر الشعبي غير المسند لأنه ينسجم مع رواية عائشة !

وافترض الماوردي من عند نفسه : « ستة أحوال نُقل فيهن إلى منزلة بعد منزلة حتى بلغ غايتها » فعقد في أعلام النبوة / 308 ، فصلاً بعنوان : « تَدَرُّجُه ( صلى الله عليه وآله ) في أحوال النبوة » لكنه جعلها كلها مراحل للخروج من شكه بنبوته إلى اليقين !

قال : « تدرجت إليه أحواله في النبوة حتى علم أنه نبي مبعوث ورسول مبلغ » ! وهو ككلام الشعبي تخيلٌ بلا دليل !

أما سبب اختيارهم لإسرافيل وميكائيل بدل جبرئيل « عليهم السلام » « عبد الرزاق : 3 / 599 » فمن أجل إرضاء اليهود الذين يعادون جبرئيل ( عليه السلام ) ، لأنه نزل بعذابهم !

روى ابن حجر في العجاب : 1 / 292 عن عمر ، أن اليهود قالوا له : « يا ابن الخطاب ما أحد أحب إلينا منك إنك تأتينا وتغشانا . . قالوا عدونا جبريل وسِلْمُنَا ميكائيل » !

ثم روى أن اليهود قالوا : « لو أن ميكائيل الذي ينزل عليكم اتبعناكم ، فإنه ينزل بالرحمة والغيث ، وإن جبريل ينزل بالنقمة والعذاب ، وهو لنا عدو » !




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.