المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



جنون الشباب  
  
334   12:39 صباحاً   التاريخ: 2024-09-04
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 19
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2021 2833
التاريخ: 2023-04-26 977
التاريخ: 2023-09-25 1442
التاريخ: 2023-04-17 1043

(أتباع مدرسة (كوبلن) يقولون: إن جنون الشباب هو ضعف عقلي سريع يظهر عند البلوغ، ومن المحتمل أن يكون نتيجة لتسمم داخلي، واضطراب غدد الإفراز الداخلية) (1).

كلما ابتعد الإنسان عن مرحلة الشباب، ومرحلة أزمة البلوغ هدأت عاصفة الأحاسيس وقل عدم الاستقرار النفسي، ونضج الشاب عقلا وفكراً واتزنت اخلاقه واستقام سلوكه تدريجياً ومدة هذا التحول لدى الشبان تتفاوت بحسب أوضاعهم الطبيعية والتربوية فهي ليست واحدة لدى الجميع، ولذا يصل بعضهم منزلة النضج والكمال مبكراً، ويصل غيره متأخراً.

(أنتم تعرفون أن الفتيات والفتيان الذين يمرون في ظروف حياتية قاسية جداً ينتقلون من مرحلة الصبا إلى مرحلة الكمال سريعاً، ويبلغون النضج وهم في حدود الثامنة عشرة من العمر، على العكس من ذلك أولئك المترفون المنعمون، فقد يمضون الطفولة والبلوغ، ويبقون على ما هم فيه، حتى إن بعضهم يبلغ الثانية والعشرين أو الثالثة والعشرين ولا يكون رجلاً. ومرحلة البلوغ كمرحلة الرشد، قد تسرع وقد تتأخر) (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الطب النفسي، د. مير سباسي، ص 218.

2ـ ماذا أعلم؟، البلوغ، ص 10. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.