المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإنتاج المعدني والصناعة في الوطن العربي
2024-11-05
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05



الزحف نحو القدس  
  
172   12:17 صباحاً   التاريخ: 2024-09-03
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : عصر الظهور
الجزء والصفحة : ص237-244
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الدولة المهدوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-08-2015 3969
التاريخ: 2024-09-03 173
التاريخ: 4-08-2015 3879
التاريخ: 2023-08-23 2570

ذكرت بعض الروايات أن المهدي عليه السلام يرسل جيشاً لقتال الروم عند أنطاكية ويرسل فيه بعض أصحابه فيستخرجون تابوت السكينة من غار بأنطاكية وفيه نسخة التوراة والإنجيل الأصليتين ( مخطوطة ابن حماد ص 98 ) ، ويبدو أن إظهار هذه الآية للغربيين عملٌ لتحييد قواتهم التي تكون مرابطة عند ساحل أنطاكية ، عن المشاركة في معركة فتح القدس .

وقد ورد أن هذه القوات تنزل هناك على أثر النداء السماوي في شهر رمضان ، وأن الله تعالى يظهر لهم أهل الكهف آية ، فعن أمير المؤمنين عليه السلام : ( وتقبل الروم إلى ساحل البحر عند كهف الفتية ، فيبعث الله الفتية من كهفهم مع كلبهم ، منهم رجل يقال له مليخا وآخر خملاها ، وهما الشاهدان المسلمان للقائم ) . ( البحار : 52 / 275 ) ، ولعل المعنى أن مليخا وخملاها يأتيان إلى المهدي عليه السلام ويبايعانه ، أو يسلمان إليه مواريث تكون مع أهل الكهف .

وعلى هذا ، فإن الإمداد الغيبي هو الذي يجعل الغربيين يتريثون في خوض المعركة إلى جانب اليهود والسفياني ضد المهدي عليه السلام ، وتكون الآية الأولى ظهور أصحاب الكهف ، والآية الثانية استخراج أصحاب المهدي عليه السلام تابوت السكينة ونسخاً من التوراة والإنجيل من غار بأنطاكية ومحاجتهم بها .

ولذا يستبعد أن تقع بينهم وبين المهدي عليه السلام معركة عند أنطاكية .

كما أن نزول قواتهم على الساحل التركي وليس في تركيا ، قد يشير إلى أن تركيا تكون خارجة عن نفوذهم ، أو يكون تم تحريرها في تلك الفترة بثورة شعبها ، أو بجيش المهدي عليه السلام .

ولكن قوات الروم التي تنزل الرملة على ساحل فلسطين ، والتي تصفها بعض الروايات بمارقة الروم تشارك على ما يبدو في معركة القدس إلى جانب اليهود والسفياني .

كما أن بعض الروايات تذكر أنه عليه السلام يرسل جيشه إلى الشام لخوض معركة القدس ، مما يطرح احتمال أنه لا يشارك بنفسه في المعركة ، بل يدخل القدس بعد هزيمة أعدائه ، ولكن أكثر الروايات تذكر أنه يسير بنفسه مع جيشه ، ويعسكر في ( مرج عذراء ) القريب من دمشق .

فعن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( ثم يأتي الكوفة فيطيل المكث بها ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها . ثم يسير حتى يأتي العذراء هو من معه ، وقد التحق به ناس كثير ، والسفياني يومئذ بوادي الرملة . حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال ، يخرج أناس كانوا مع السفياني مع شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله ، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد إلى السفياني ، فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ، ويخرج كل ناس إلى رايتهم وهو يوم الأبدال . قال أمير المؤمنين عليه السلام : ويقتل يومئذ السفياني ومن معه حتى لا يدرك منهم مخبر ، والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ) . ( البحار : 52 / 224 ) .

وتدل هذه الرواية على عدة أمور : منها ، الحالة الشعبية العامة المؤيدة للإمام المهدي عليه السلام حيث يدخل جيشه سوريا بدون مقاومة مذكورة ويعسكر على بعد ثلاثين كيلو متراً من دمشق . إلى آخر ما ذكرناه في حركة السفياني .

معركة الإمام المهدي عليه السلام مع اليهود

حاصل الحالة السياسية في المنطقة التي تفهم من الروايات قبيل معركة القدس : أن الروم الغربيين يكونون في حالة تخوف من مواجهة الإمام المهدي عليه السلام بسبب انتصاراته المفاجئة ، وانتصارات أصحابه في اليمن والحجاز والعراق ، وربما انتصاره عليهم في معركة الخليج . وبسبب الموجة الشعبية العارمة له في الشعوب الإسلامية ، وخاصة مسلمي المنطقة .

ولا بد أن الآيات الربانية التي تسبق ظهوره عليه السلام وترافقه تكون ذات تأثير على الشعوب الغربية أيضاً وتزيد في ارتباك حكوماتها ، فلا تقوم بأكثر من إرسال قواتها إلى ساحل أنطاكية وساحل الرملة في فلسطين أو مصر ، ويكون دور الغربيين في المعركة بشكل عام مساندة حلفائهم اليهود والسفياني .

أما وضع اليهود فيكون أكثر قلقاً ورعباً ، لأن المعركة مصيرية بالنسبة إليهم ولكنهم يفضلون أن لا يواجهوا جيش المهدي مباشرة ، بل بواسطة خط دفاعهم ( العربي ) بقيادة السفياني ، وهذه قاعدة وسنة آلهية في الحكومات المترفة أنها تفضل أن يقاتل غيرها نيابة عنها ، وأن تبقى في الخط الثاني أو الثالث ، كما نشاهد في اليهود عموماً .

أما الحالة الشعبية في المنطقة فتبلغ شدة تأييدها للإمام المهدي عليه السلام أنها تكاد تطيح بالسفياني وتضم بلاد الشام إلى دولة الإمام المهدي عليه السلام ، لولا الإسناد الخارجي القوي للسفياني وجيشه من الروم واليهود .

ولا يبعد أن يرافق تراجع قوات السفياني أمام زحف جيش المهدي عليه السلام ، أن تكون بلاد الشام في حالة فراغ أو شبه فراغ سياسي .

وقد أورد ابن حماد في مخطوطته نحو عشرين حديثاً تحت عنوان : ( خروج المهدي من مكة إلى بيت المقدس ) وورد عدد منها في مصادرنا الشيعية أيضاً . منها ص 96 ، عن ابن وزير الغافقي أنه سمع علياً يقول : ( يخرج في اثني عشر ألفاً إن قلوا وخمسة عشر ألفاً إن كثروا ، يسير الرعب بين يديه ، لا يلقاه عدو إلا هزمهم بإذن الله ، شعارهم أمت أمت ، لا يبالون في الله لومة لائم ، فيخرج إليهم سبع رايات من الشام فيهزمهم ويملك ، فترجع إلى المسلمين محبتهم ونعمتهم وقاصتهم وبزارتهم ، فلا يكون بعدهم إلا الدجال . قلنا : وما القاصة والبزارة ؟ قال يقبض الأمر حتى يتكلم الرجل بأشياء لا يخشى شيئاً ) .

وفيها : ( ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس ، وتنقل إليه الخزائن ، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته ) .

وفي ص 97 : ( فيقول ( أي المهدي ) أخرجوا إلي ابن عمي حتى أكمله ، فيخرج إليه فيكلمه ، فيسلم له الأمر ويبايعه : فإذا رجع السفياني إلى أصحابه ندمته كلب فيرجع ليستقيله ، فيقتتل هو وجيش السفياني على سبع رايات ، كل صاحب راية منهم يرجو الأمر لنفسه ، فيهزمهم المهدي ) .

وفيها : ( فيستقيله البيعة فيقيله ، ثم يعبي جيوشه لقتاله فيهزمه ، ويهزم الله على يديه الروم ) . والسفياني في النسب الظاهر ابن عم الإمام المهدي عليه السلام ، لأن أمية وهاشم كما هو معروف أخوان .

وإذا صح شئ من هذه الروايات فهي سياسة حكيمة وخلق عظيم من الإمام المهدي عليه السلام ، يريد بها أن يصرفه عن غيه ، أو يقيم عليه مزيداً من الحجة ، ولكن السفياني سرعان ما يندم على تأثره الموقت بشخصية الإمام المهدي عليه السلام ، ويُندِّمه أقاربه بنو كلب ، بل قادة جيشه السبعة الذين يكون السفياني بالحقيقة قيادة اتحادية لهم ، ومن وراء ذلك أسيادهم الروم واليهود .

وفي رواية الملاحم والفتن عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصف هذه المعركة قال : ( فيغضب الله على السفياني ، ويغضب خلق الله لغضب الله تعالى ، فترشقهم الطير بأجنحتها ، والجبال بصخورها ، والملائكة بأصواتها ! ولا تكون ساعة حتى يهلك الله أصحاب السفياني كلهم ، ولا يبقى على الأرض غيره وحده فيأخذه المهدي فيذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مدلاة على بحيرة طبرية ) .

وتذكر بعض روايات هذه المعركة نوعاً آخر من الإمداد الغيبي للمسلمين فيها ، مضافاً إلى ما ذكرته الرواية المتقدمة : ( أنه يسمع يومئذ صوت من السماء منادياً ينادي : ألا إن أولياء الله فلان ، يعني المهدي ، فتكون الدبرة على أصحاب السفياني ، فيقتلون حتى لا يبقى منهم إلا الشريد ) . ( ابن حماد ص 97 ) .

والظاهر أن الأحاديث الواردة في مصادر الفريقين عن قتال المسلمين لليهود في آخر الزمان تقصد هذه المعركة ، بدليل تشابه مضامينها وتعابيرها ، والروايات الواردة في تفسير قوله تعالى : بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً . بالإمام المهدي عليه السلام وأصحابه .

ومن أشهر أحاديثها في مصادر السنة ، الحديث الذي رواه مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر والشجر يا مسلم هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ) . ( التاج الجامع للأصول : 5 / 356 وأحمد : 2 / 417 ) ، ويشبهه ما رواه مسلم والترمذي في كتاب الفتن ، والبخاري في كتاب المناقب : ( يقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم ) .

كما ورد في أحاديث المهدي عليه السلام من طرق الفريقين روايات عديدة عن استخراجه عليه السلام تابوت السكينة ، وأسفاراً من التوراة ومحاجة اليهود بها . ويبدو أن ذلك يكون بعد انتصاره عليهم ودخوله القدس .

ولم أجد في الروايات تحديداً لعدد القوات التي تشترك في هذه المعركة سواء قوات المسلمين مع المهدي عليه السلام أو لعدد قوات السفياني واليهود والروم . وقد ورد في بعضها أن عدد قوات السفياني التي تنزل عند بحيرة طبرية يكون مئة وسبعين ألفاً . ولكن توجد عدة مؤشرات تدل على أن عدد قوات الجانبين تكون كبيرة جداً ، منها ، ما في الرواية المتقدمة عن الإمام الباقر عليه السلام : ( وقد ألحق به ناس كثير ) . ومنها ، سعة جبهة المعركة التي تمتد من طبرية إلى القدس في أكثر الروايات ، وبعضها تذكر مرج عكا وصور ودمشق أيضاً .

أما ما ورد في بعض الروايات من أن جيش المهدي عليه السلام يكون بضعة عشر ألفاً فهو جيشه الذي يخرج به من مكة إلى المدينة ، وربما اشتبه بعض الرواة بينه وبين جيشه الذي يتوجه به من العراق إلى القدس ، ويكون قائده شعيب بن صالح قائد قوات الإيرانيين ، فهذا الجيش قد يزيد عدده على المليون جندي ، لأنه يكون فيه قوات الإيرانيين واليمانيين والعراقيين وغيرهم من بلاد المسلمين ، ثم ينضم إليه أعداد من بلاد الشام ، وربما من غيرها .

ومع أن ابن حماد أورد روايات البضعة عشر ألفاً في عدد جيش المهدي عليه السلام في زحفه نحو القدس ص 95 وما بعدها ، إلا أنه أورد رواية في ص 106 تذكر أن حرسه عليه السلام عندما يدخل القدس يكون اثني عشر ألفاً : ( ينزل رجل من بني هاشم بيت المقدس يكون حرسه اثنا عشر ألفاً ) .

ورواية ثانية ص 107 تقول : ( حرسه ستة وثلاثون ألفاً ، على كل طريق لبيت المقدس اثنا عشر ألفاً ) . وهذا يدل على ضخامة جيشه عليه السلام .

كما أورد ص 110 ، رواية عن بناء المهدي عليه السلام للقدس تقول : ( ينزل خليفة من بني هاشم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، يبني بيت المقدس بناء لم يُبْنَ مثله ) .

ومن الطبيعي أن يكون لانتصار الإمام المهدي عليه السلام المفاجئ والكاسح ودخوله القدس الشريفة وقع الصاعقة على الغربيين ، وأن يجن جنونهم لهزيمة حلفائهم اليهود وانهيار كيانهم .

وبمقتضى الحسابات السياسية ، وما نعرفه من عنفوانهم الحالي ، لا بد أن يشنوا حملة عسكرية بحرية وجوية على الإمام المهدي عليه السلام وجيشه ، وأن يستعملوا كل ما يستطيعون من أسلحة فتاكة .

ولكن يفهم من الأحاديث الشريفة أن عدة عوامل مهدئة تكون موجودة ، ولعل من أهمها نزول المسيح عليه السلام في القدس ، ثم حالة الرعب التي تتعمق في الغربيين من مواجهة الإمام المهدي عليه السلام .

ويضاف إلى ذلك وسائل الإمداد الغيبي التي يملكها الإمام المهدي عليه السلام ويستعمل بعضها في حركة ظهوره ، والتي تستحق استعراضها في فضل خاص ، وإن كان تأثيرها يكاد ينحصر بالشعوب الغربية ، ويكون على حكوماتها ضعيفاً أو معدوماً . وقد يضاف إلى ذلك امتلاك المهدي عليه السلام أسلحة متطورة تكافي أسلحة الغربيين ، أو تتفوق عليها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.