أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2016
1777
التاريخ: 23-8-2016
1268
التاريخ: 2024-08-28
224
التاريخ: 2024-08-28
265
|
إذا كانت صلة الرحم واجبة وقطعها حرام، فإنّ ذلك يتأكّد في صلة الوالدين أو قطعهما، وقد عُدَّ عقوق الوالدين من الذنوب الكبيرة, كما ورد التصريح بذلك في روايات كثيرة، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "من أسخط والديه فقد أسخط الله ومن أغضبهما فقد أغضب الله"[1].
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): "من آذى والديه فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فهو ملعون"[2].
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): "فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنّة"[3].
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل له صلاة"[4].
وإذا كان هذا في حال ظلمهما له، فكيف إذا كان هو ظالماً لهما.
الإحسان للوالدين
يستفاد من القرآن الحكيم وأخبار أهل البيت عليهم السلام أنّه ليس عقوق الوالدين وحده ـ يعني إيذاءهما وإزعاجهما ـ حراماً وذنباً من الذنوب الكبيرة، بل إنّ الإحسان إليهما وأداء حقّهما واجب وتركه حرام شرعاً.
أمّا الآيات:
﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾[5].
﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾[6].
﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾[7].
حيث ذكر شكر الوالدين تبعاً لشكره، ولا شكّ عقلاً في وجوب شكر ربِّ العالمين، إذاً شكر الوالدين واجب أيضاً.
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾[8].
"فالإحسان في الفعل يقابل الإساءة وهذا بعد التوحيد لله من أوجب الواجبات كما أنّ عقوقهما أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، ولذلك ذكره بعد حكم التوحيد وقدّمه على سائر الأحكام المذكورة المعدودة، وكذلك فعل في عدّة مواضع من كلامه تعالى.
وقد تقدّم في نظير الآية من سورة الأنعام الآية 151 من السورة، أنّ الرابطة العاطفيّة المتوسّطة بين الأب والأم من جانب والولد من جانب آخر من أعظم ما يقوم به المجتمع الإنساني على ساقه، وهي الوسيلة الطبيعية الّتي تمسك الزوجين على حال الاجتماع، فمن الواجب بالنظر إلى السنّة الاجتماعية الفطريّة أن يحترم الإنسان والديه بإكرامهما والإحسان إليهما، ولو لم يجر هذا الحكم وهجره المجتمع الإنساني بطلت العاطفة والرابطة للأولاد بالأبوين وانحلّ به عقد المجتمع"[9].
﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا﴾: "فتخصيص حالة الكبر بالذكر لكونها أشقّ الحالات الّتي تمرّ على الوالدين، فيحسّان فيها الحاجة إلى إعانة الأولاد لهما وقيامهم بواجبات حياتهما الّتي يعجزان عن القيام بها، وذلك من آمال الوالدين الّتي يأملانها من الأولاد حين يقومان بحصانتهم وتربيتهم في حال الصغر وفي وقت لا قدرة لهم على شيء من لوازم الحياة وواجباتها. فالآية تدلّ على وجوب إكرامهما ورعاية الأدب التام في معاشرتهما ومحاورتهما في جميع الأوقات، وخاصّة في وقت يشتدّ حاجاتهما إلى ذلك وهو وقت بلوغ الكبر من أحدهما أو كليهما عند الولد..."[10].
بعض ما ورد من الأحاديث في برِّ الوالدين
1ـ أفضل من الجهاد:
أتى رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله إنّي راغب في الجهاد نشيط، فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): "فجاهد في سبيل الله فإنّك أن تُقتل تكن حيّاً عند الله تُرزق وإن تمت فقد وقع أجرك على الله وإن رجعت رجعت من الذنوب كما ولدت".
قال: يا رسول الله إنّ لي والدين كبيرين يزعمان أنّهما يأنسان بي ويكرهان خروجي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "فقر مع والديك فوالّذي نفسي بيده لأنسهما بك يوماً وليلة خير من جهاد سنة"[11].
2ـ الأثر الدنيوي للعقوق:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "ثلاثة من الذنوب تُعجَّل عقوبتها ولا تؤخّر إلى الآخرة، عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الإحسان"[12].
3ـ الإحسان للوالدين وطول العمر:
عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: "صدقة السرّ تُطفئ غضب الرب، وبرّ الوالدين وصلة الرحم يزيدان في الأجل"[13].
4ـ الإحسان للوالدين والغنى:
قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): "من يضمن لي برّ الوالدين وصلة الرحم أضمن له كثرة المال وزيادة العمر والمحبّة في العشيرة"[14].
هذه بعض الروايات، في البرّ والإحسان إلى الوالدين، وهي كثيرة، نقتصر على هذا القدر.
[1] مستدرك الوسائل, م. س, ج15, ص 193.
[2] م.ن.
[3] م.ن.
[4] بحار الأنوار, م.س, ج 71, ص 61.
[5] سورة البقرة, الآية: 83.
[6] سورة العنكبوت, الآية: 8.
[7] سورة لقمان, الآية: 14.
[8] سورة الإسراء, الآيتان: 23 - 24.
[9] الميزان في تفسير القرآن, محمد حسين الطباطبائي, ج13, ص 79 - 80.
[10] م.ن, ص 80.
[11] بحار الأنوار, م.س, ج 71, ص 52.
[12] م.ن, ج70, ص 373.
[13] م.ن, ج71, ص 83.
[14] جامع أحاديث الشيعة, السيد البروجردي, ج 21, ص 427.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|