المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



المصاحف الباقية إلى قرون  
  
231   09:11 صباحاً   التاريخ: 2024-08-27
المؤلف : الشيخ محمد عزت الكرباسي
الكتاب أو المصدر : الموسوعة العلمية التفسير وعلوم القران
الجزء والصفحة : ص 279-283
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / جمع وتدوين القرآن /

المصاحف الباقية إلى قرون

 

منها : مصحف عبد الله بن مسعود ، قال الحسين بن محمد الديار بكري في تاريخ [ 18 ] الخميس « 1 » : « ولمّا بلغ ابن مسعود إنه أْحرق مصحفه ، وكان له نسخة عند أصحابه بالكوفة أمرهم بحفظها الخ » ذكره في جواباته عن مطاعن عثمان ، كما في العبقات .

قال محمد بن إسحاق النديم في فهرسه الذي ألفه في سنة 377 ما لفظه « 2 » : « رأيت عدة مصاحف ذكر نساخها أنها مصحف ابن مسعود ليس فيها مصحفان متفقان ، وأكثرها في رقّ كثير النسخ ، وقد رأيت مصحفاً قد كتب منذ نحو مائتي سنة فيه فاتحة الكتاب » إلى آخر كلامه .

ومرّ أنّ الحسين بن حمدان الخصيبي الخبلاني المتوفى سنة 358 أو سنة 346 وكانت ولادته في سنة 260 قال في الهداية « 3 » : « وجدت في قراءة ابن مسعود » الظاهر في أنّه رأى مصحفه ، بل الشيخ رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب المتوفي سنه 588 قال في مناقبه ما لفظه المحكي في البحار « 4 » : « رأيت في مصحف ابن مسعود ثمانية مواضع « علي » ( عليه السلام ) فيظهر بقاءه إلى عصره .

ومنها : مصحف أبيّ بن كعب بقي إلى عصر فضل بن شاذان القمّي المتوفى سنة 240 ، وقد رآه ثقة من أصحابنا بالبصرة عند محمد بن عبد الملك الأنصاري الذي كان يروي عن آبائه عن أبيّ ، وقد أخبر ذلك الثقة الفضل بن شاذان بترتيب سوره ، وحكاه ابن النديم عن الفضل بن شادان في فهرسه « 5 » مفصلًا ، كما حكى في الفهرست « 6 » عن الفضل ترتيب السور في مصحف عبد الله بن مسعود ، وبينَ ترتيبي المصحفين على ما حكاه ابن النديم عن الفضل بن شاذان مخالفة من جهاتٍ مع ما أورده السيوطي في الاتقان « 7 » عن ابن اشته من ترتيبهما.

ومنها : مصحف عقبه بن عامر الجهني المخالف لمصحف عثمان رآه بمصر أبو سعيد بن يونس الذي مات بمصر في سنه 347 كما مر تفصيله .

ومنها : مصحف خالد بن أبي الهيّاج صاحب علي ( عليه السلام ) كتبه بخطه ، وبقي إلى القرن الرابع حتى رآه ابن النديم كما ذكره في الفهرست ص - 60 وقال « 8 » : « رأيته في قمطر كبير وهبه بعض الشيعة من أهل الكوفة عند قرب موته لصاحبه الشيعي محمد بن الحسين المعروف بابن أبي بعره الذي كان بياّعاً للكتب ، وله خزانة ما رأيت لأحد مثلها في كثرة » إلى قوله : « توفي ابن أبي بعرة وفقدنا بعد موته القمطر بجميع ما فيه من التحف والكتابات والخطوط للعلماء إلا هذا المصحف الذي وصل إلى أبي عبد الله بن جاني ( قدس سره ) » انتهى ملخصاً .

يستفاد من مجموع الاخبار والسير أنّ اختلاف تلك المصاحف ما كان في مجرد ترتيب السور تقديماً وتأخيراً فقط ، فإنّ هذا الاختلاف لا ينشأ منه خوف ضياع القرآن ، واختلاف الأمّة فيه حتى يجب دفعه بحمل جميع النسخ على ترتيب واحد ، كما نرى في ديوان واحد يعمل على أنحاء ، فتارة تعمل قصائده على حسب زمان نظمها وإنشائها أولًا فأوّلًا ، وأخرى يعمل بترتيب الأنواع كالغزل والتشبيب والمديح والرثاء ، وثالثة بترتيب حروف القوافي ، بل كان اختلاف المصاحف في ترتيب السور ، وفي عددها ، وفي ترتيب بعض الآيات تقديماً وتأخيراً ، وفي هيئات بعض الكلمات والحروف بزيادة أو نقص أو تبديل كلمة بأخرى مرادفة أو غير مرادفة مغيّراً للمعنى أو غير مغير له ، ولا شك أنّ الاختلاف كذلك إنّما حدث في المصاحف من قبل الكتاب والقراء والجامعين والزوار « 9 ».

ففي الدر المنثور « 10 » ج 1 ص 1 : « أخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلواة ، وابن الأنباري في المصاحف كلّهم عن محمد بن سيرين أنّأبيّ بن كعب كان يكتب فاتحة الكتاب والمعوّذتين و « اللهم إياك نعبد واللهم إياك نستعين » ، ولم يكتب ابن مسعود شيئاً منهن ، وكتب عثمان بن عثمان فاتحة الكتاب والمعوّذتينً »

وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال : « كان عبد الله لا يكتب فاتحة الكتاب في المصحف » وقال : « لو كتبتها لكتبت في أوّل كل شئ » .

وحيث أنّ القرآن الشريف هو وحي واحد من عند الواحد إلى الواحد ، وتقرر الشئ الواحد بأنحاء متعددة متخالفة مستحيل عقلًا ؛ للمضادة ، فالقرآن ما نزل إلا على حرفٍ واحد وقراءة واحدة ، وحديث سبعة أحرف ووجوه موضوع ، إلا أنْ يكون لفظه أو مراده بسبعة وجوه : الأنواع من الأوامر والنواهي والقصص ، إلى غير ذلك مما شرح في أحاديث كثيرة ، وأقوال مذكورة في الإتقان « 11 » كيف ونزول القرآن على أنحاء مختلفة قد نفاه قوله تعالى : {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } [النساء: 82] حيث أستدل على عدم تحقق الاختلاف فيه على كونه من عند الله ، فلا شك في أنّ أختلافات المصاحف ليست من عند الله ، والمنزل من عنده ليس له إلا وجه مشخص واحد . . . . « 12 » ما أنزل ، وَجَبَ على كل مسلم . . . . والمنزلة . . . . ، فواجب على رئيس المسلمين النافذ كلمته والعالم بخصوصيات القراءة المنزلة أن يبديها ويعينها لهم ؛ صوناً لكتاب الإسلام الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42] ، عن معرضيه الضياع و . . . الاختفاء واختلاف الأمة فيه .

____________

( 1 )  تاريخ الخميس : 2 / 273 .

( 2 ) الفهرست : 29 .

( 3) الهداية الكبرى : 91 .

( 4 ) مناقب آل أبي طالب : 2 / 301 ، والبحار : 35 / 56 .

( 5 ) الفهرست : 29 / 30 .

( 6 ) الفهرست : 29 ، باب ترتيب القرآن في مصحف عبد الله بن مسعود .

( 7 ) الإتقان : 1 / 175 ، 176 .
( 8 ) الفهرست : 46 .

( 9 ) كذا في المخطوط . . . وربما تكون « الذوات » ويعني بهم عليةٍ القوم والأصحاب وربما عنى بالزوار : المزورين الذين حاولوا التلاعب بالمصاحف كالزنادقة واليهود أخزاهم الله .

( 10 ) الدر المنثور : 1 / 2 .

( 11 ) الإتقان : 1 / 129 وما بعدها .

( 12 ) هنا كَلمات مطموسة لم نتمكن من قراءتها . . . والباقي قرأناه بصعوبة بالغة . ولم نغير حرفاً ولم نشأ التكهن بوضع كلمات من عندنا .

 

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .