المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



العلم في كلام رسول الله "ص"  
  
190   01:23 مساءً   التاريخ: 2024-08-25
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق
الكتاب أو المصدر : نهج الرسول
الجزء والصفحة : ص24-32
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / التراث النبوي الشريف /

 فضل العلم ومكانته 

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ، ومُدَارَسَتَهُ تَسْبِيحٌ، والْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ، وتَعْلِيمَهُ مَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ، وبَذْلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ، لِأَنَّهُ مَعَالِمُ الْحَلَالِ والْحَرَامِ، وسَالِكٌ بِطَالِبِهِ سُبُلَ الْجَنَّةِ، ومُونِسٌ فِي الْوَحْدَةِ، وصَاحِبٌ فِي الْغُرْبَةِ، ودَلِيلٌ عَلَى السَّرَّاءِ، وسِلَاحٌ عَلَى الْأَعْدَاءِ، وزَيْنُ الْأَخِلَّاءِ[1]، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَاماً يَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ أَئِمَّةً يُقْتَدَى بِهِمْ تُرْمَقُ أَعْمَالُهُمْ[2] وتُقْتَبَسُ آثَارُهُمْ وتَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي خَلَّتِهِمْ[3]؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ ونُورُ الْأَبْصَارِ مِنَ الْعَمَى وقُوَّةُ الْأَبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ ويُنْزِلُ اللَّهُ حَامِلَهُ مَنَازِلَ الْأَحِبَّاءِ ويَمْنَحُهُ مُجَالَسَةَ الْأَبْرَارِ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ- بِالْعِلْمِ يُطَاعُ اللَّهُ ويُعْبَدُ وبِالْعِلْمِ يُعْرَفُ اللَّهُ ويُوَحَّدُ وبِهِ تُوصَلُ الْأَرْحَامُ ويُعْرَفُ الْحَلَالُ والْحَرَامُ والْعِلْمُ إِمَامُ الْعَقْلِ[4]- والْعَقْلُ يُلْهِمُهُ اللَّهُ السُّعَدَاءَ ويَحْرِمُهُ الْأَشْقِيَاء»[5].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَاطْلُبُوا الْعِلْمَ فِي مَظَانِّهِ، واقْتَبِسُوهُ مِنْ أَهْلِهِ، فَإِنّ تَعَلُّمَهُ لِلَّهِ حَسَنَةٌ، وطَلَبَهُ عِبَادَةٌ، والْمُذَاكَرَةَ فِيهِ تَسْبِيحٌ، والْعَمَلَ بِهِ جِهَادٌ، وتَعْلِيمَهُ مِنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ، وبَذَلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ (تَعَالَى)، لِأَنَّهُ مَعَالِمُ الْحَلَالِ والْحَرَامِ، ومَنَارُ سُبُلِ الْجَنَّةِ، والمؤنسُ فِي الْوَحْشَةِ، والصَّاحِبُ فِي الْغُرْبَةِ والْوَحْدَةِ، والْمُحْدِّثُ فِي الْخَلْوَةِ، والدَّلِيلُ فِي السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ، والسِّلَاحُ عَلَى الْأَعْدَاءِ، والزَّيْنُ عِنْدَ الأخلّاء.

يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَاماً فَيَجْعَلُهُمُ فِي الْخَيْرِ قَادَةً، تُقتبس آثَارُهمْ، ويُهْتَدَى بفعالهم، ويُنْتَهَى إِلَى آرَائِهِمْ، تَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي خلّتهم، وبِأَجْنِحَتِهَا تمسّهم، وفِي صَلَاتِهَا تُبَارِكُ عَلَيْهِمْ، يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ كُلُّ رَطْبٍ ويَابِسٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ وهَوَامُّهُ، وسِبَاعُ الْبَرِّ وأنعامُه.

إِنّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ مِنْ الْجَهْلِ، وضِيَاءُ الْأَبْصَارِ مِنْ الظُّلْمَةِ، وقُوَّةُ الْأَبْدَانِ مِنْ الضَّعْفِ، يَبْلُغُ بِالْعَبْدِ مَنَازِلَ الْأَخْيَارِ، ومَجَالِسَ الْأَبْرَارِ، والدَّرَجَاتِ الْعُلَى فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ، الذِّكْرُ فِيهِ يَعْدِلُ بِالصِّيَامِ، ومدارسته بِالْقِيَامِ، بِهِ يُطَاعُ الرَّبُّ ويُعْبَدُ، وبِهِ تُوصَلُ الْأَرْحَامُ، ويُعْرَفُ الْحَلَالُ مِنَ الْحَرَامِ، الْعِلْمُ إِمَامُ الْعَمَلِ والْعَمَلُ تَابَعُهُ، يلهم بِهِ السُّعَدَاءُ ويُحرمْهُ الْأَشْقِيَاءُ، فَطُوبَى لِمَنْ لَمْ يَحْرِمْهُ اللَّهُ مِنْهُ حَظَّهُ»[6].

 الحثّ على طلب العلم 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً وإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ لَاهِياً مُتَلَذِّذاً، وفِي حَدِيثٍ آخَرَ: وإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الثَّلَاثَةِ مُتَلَذِّذاً»[7].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ اللَّهُ بِهِ[8] طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ وإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِهِ[9] وإِنَّهُ يَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ ومَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ وفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً ولَا دِرْهَماً ولَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِر»[10].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «الْعَالِمُ بَيْنَ الْجُهَّالِ كَالْحَيِّ بَيْنَ الْأَمْوَاتِ وإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ وهَوَامُ[11] الْأَرْضِ وسِبَاعُ الْبرِّ وأَنْعَامُهُ فَاطْلُبُوا الْعِلْمَ فَإِنَّهُ السَّبَبُ بَيْنَكُمْ وبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ وإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»[12].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِلَّهِ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ بَاباً إِلَّا ازْدَادَ بِهِ فِي نَفْسِهِ ذُلًّا وفِي النَّاسِ تَوَاضُعاً ولِلَّهِ خَوْفاً وفِي الدِّينِ اجْتِهَاداً وذَلِكَ الَّذِي يَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ فَلْيَتَعَلَّمْهُ ومَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِلدُّنْيَا والْمَنْزِلَةِ عِنْدَ النَّاسِ والْحُظْوَةِ عِنْدَ السُّلْطَانِ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ بَاباً إِلَّا ازْدَادَ فِي نَفْسِهِ عَظَمَةً وعَلَى النَّاسِ اسْتِطَالَةً وبِاللَّهِ اغْتِرَاراً ومِنَ الدِّينِ جَفَاءً فَذَلِكَ الَّذِي لَا يَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ فَلْيَكُفَّ ولْيُمْسِكْ عَنِ الْحُجَّةِ عَلَى نَفْسِهِ والنَّدَامَةِ والْخِزْيِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[13].

 فضل العالم والمتعلّم 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «إِنَّ مُعَلِّمَ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ دَوَابُّ الْأَرْضِ وحِيتَانُ الْبَحْرِ وكُلُّ ذِي رُوحٍ فِي الْهَوَاءِ وجَمِيعُ أَهْلِ السَّمَاءِ والْأَرْضِ وإِنَّ الْعَالِمَ والْمُتَعَلِّمَ فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَفَرَسَيْ رِهَانٍ يَزْدَحِمَان»[14].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «إِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الشَّمْسِ عَلَى الْكَوَاكِبِ وفَضْلَ الْعَابِدِ عَلَى غَيْرِ الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى الْكَوَاكِبِ»[15].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «المُؤمِنُ إذا ماتَ وَتَرَكَ وَرَقَةً واحِدَةً عَلَيها عِلمٌ، تَكونُ تِلكَ الوَرَقَةُ يَومَ القِيامَةِ سِتراً فيما بَينَهُ وَبَيَنَ النَّارِ، وَأعطاهُ اللَّهُ تبارَكَ وَتعالى بِكُلِّ حَرفٍ مَكتوبٍ عَلَيها مَدينَةً أوسَعَ مِنَ الدُّنيا سَبعَ مَرَّات[16].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وُزِنَ مِدَادُ الْعُلَمَاءِ بِدِمَاءِ الشُّهَدَاءِ، فَيُرَجَّحُ مِدَادُ الْعُلَمَاءِ عَلَى دِمَاءِ الشُّهَدَاء»[17].

 آداب طلب العلم والتعليم 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «لَا تَطْلُبُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ ولَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ ولَا لِتُرَاءُوا بِهِ فِي الْمَجَالِسِ ولَا لِتَصْرِفُوا وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ لِلتَّرَؤُسِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ فِي النَّارِ وكَانَ عِلْمُهُ حُجَّةً عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ولَكِنْ تَعَلَّمُوهُ وعَلِّمُوهُ»[18].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «نِعْمَ وَزِيرُ الْإِيمَانِ الْعِلْمُ ونِعْمَ وَزِيرُ الْعِلْمِ الْحِلْمُ ونِعْمَ وَزِيرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُ ونِعْمَ وَزِيرُ الرِّفْقِ الصَّبْرُ»[19].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «الْعِلْمُ خَزَائِنُ ومَفَاتِيحُهُ السُّؤَالُ فَاسْأَلُوا يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ فِيهِ أَرْبَعَةٌ السَّائِلُ والْمُعَلِّمُ والْمُسْتَمِعُ والْمُجِيبُ لَه»[20].

 أصناف العلم 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «الْعِلْمُ عِلْمَانِ: عِلْمُ الْأَدْيَانِ وعِلْمُ الْأَبْدَان»[21].

ورُوي أنّه دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله) الْمَسْجِدَ، فَإِذَا جَمَاعَةٌ قَدْ أَطَافُوا بِرَجُلٍ فَقَالَ:

  1. مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: عَلَّامَةٌ. فَقَالَ: وَمَا الْعَلَّامَةُ؟ فَقَالُوا لَهُ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الْعَرَبِ ووَقَائِعِهَا وَأَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالْأَشْعَارِ الْعَرَبِيَّةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ(صلى الله عليه وآله): «ذَاكَ عِلْمٌ لَا يَضُرُّ مَنْ جَهِلَهُ ولَا يَنْفَعُ مَنْ عَلِمَهُ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): «إِنَّمَا الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ؛ آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ، وَمَا خَلَاهُنَّ فَهُوَ فَضْلٌ»[22].

 أصناف العلماء 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «عُلَمَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ رَجُلَانِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَطَلَبَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ وَبَذَلَهُ لِلنَّاسِ وَلَمْ يَأْخُذْ عَلَيْهِ طَمَعاً وَلَمْ يَشْتَرِ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَذَلِكَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي الْبُحُورِ وَدَوَابُّ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَالطَّيْرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ وَيَقْدَمُ عَلَى اللَّهِ سَيِّداً شَرِيفاً، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَبَخِلَ بِهِ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ وَأَخَذَ عَلَيْهِ طَمَعاً وَاشْتَرَى بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَذَلِكَ يُلْجَمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ وَيُنَادِي مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْأَشْهَادِ هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فِي دَارِ الدُّنْيَا فَبَخِلَ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الْحِسَاب»[23].

 العمل بالعلم 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «تَعَلَّمُوا مَا شِئْتُمْ أَنْ تَعْلَمُوا فَلَنْ يَنْفَعَكُمُ اللَّهُ بِالْعِلْمِ حَتَّى تَعْمَلُوا بِهِ فَإِنَّ الْعُلَمَاءَ هِمَّتُهُمُ الرِّعَايَةُ والسُّفَهَاءَ هِمَّتُهُمُ الرِّوَايَة»[24].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً فِي الْقِيَامَةِ عَالِمٌ لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ ولَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُه»[25].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «مَثَلُ مَنْ يَعْلَمُ وَلَا يَعْمَلُ كَمَثَلِ السِّرَاجِ يُضِيءُ لِغَيْرِهِ وَيُحْرِقُ نَفْسَه»[26].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «مَنْ عَمِلَ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِح»[27].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «الْعَامِلُ عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ لَا يَزِيدُهُ سُرْعَةُ السَّيْرِ إِلَّا بُعْداً عَنِ الطَّرِيق»[28].

 الإفتاء بغير علم 

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، ولَكِنْ يَقْبِضُهُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا لَمْ يبق عالمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وأَضَلُّوا»[29].

 الحكمة 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «مَا أَهْدَى مُسْلِمٌ هَدِيَّةً لِأَخِيهِ أَفْضَلَ مِنْ كَلِمَةِ حِكْمَةٍ يَزِيدُهُ اللَّهُ بِهَا هُدًى ويَرُدُّهُ بِهَا عَنْ رَدًى»[30].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «نِعْمَة الْعَطِيَّةِ [وَ] نِعْمَةُ الْهَدِيَّةِ كَلِمَةُ حِكْمَةٍ تَسْمَعُهَا فَتَنْطَوِي عَلَيْهَا ثُمَّ تَحْمِلُهَا إِلَى أَخٍ مُسْلِمٍ لَكَ تُعْلِمُهَا إِيَّاهُ تَعْدِلُ عِبَادَةَ سَنَةٍ وقَالَ (صلى الله عليه وآله) نِعْمَ الْعَطِيَّةُ ونِعْمَ الْهَدِيَّةُ كَلِمَةُ حِكْمَةٍ تَسْمَعُهَا»[31].
 

[1]  الاخلاء جمع خليل؛ أي زينة لهم.

[2] ترمق أعمالهم يعنى تنظر إليها وتكتسب منها فيجعلون الناس أعمالهم على طريقتهم يقال: رمقه رمقاً: أطال وأدام النظر إليه.

[3] زيد هنا في بعض نسخ الحديث [يمسحونهم بأجنحتهم في صلاتهم].

[4]  «إمام العقل» بكسر الهمزة أي قائده.

[5] الأمالي، (الصدوق)، ص 714؛ وفي نسخة الخصال بدل (ويوحد) ويؤخذ، الخصال، ص 523.

[6] الأمالي (المفيد)، ص487، ح1069؛ كنز العمال، ج10، ص167(قريب منه)، الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، عبد العظيم المنذري، ج1، ص95 (قريب منه).

[7] المحاسن، ج1، ص355، ح753؛ كنز العمال، ج10، ص143، (قريب منه)، سنن الدرامي، ج1، ص 79 (قريب منه).

[8] الباء للتعدية اي أسلكه اللّه في طريق موصل الى الجنة.

[9] رضا به: مفعول لأجله ويحتمل أن يكون حالاً بتأويل: اي راضين غير مكرهين.

[10] الكافي، ج1، ص34، ح1.

[11] الهوام جمع الهامة وهي كل ذات سم يقتل، فأما ما يسم ولا يقتل فهو السامة كالعقرب.

[12] الأمالي (المفيد)، ص29، ح1؛ الأمالي (الطوسي): 521 ح 1148.

[13] روضة الواعظين، ص11؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص3؛ كنز العمال، ج10، ص261، (قريب منه).

[14] بصائر الدرجات، ص23، ح1؛ المصنف، عبد الرزاق الصنعاني، ج11، ص469(قطعة منه).

[15] بصائر الدرجات، ص28، ح8.

[16] الأمالي (المفيد)، ص91، ح64.

[17]  الأمالي (المفيد)، ص521، ح1149.

[18] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص215؛ كنز العمال، ج10، ص196(قريب منه)ـ ارشاد القلوب، ج 1، ص 16.

[19] قرب الإسناد، ص68، ح217؛ الكافي، ج1، ص48، ح3؛ دعائم الإسلام، ج1، ص82.

[20] عيون أخبار الرضا، ج2، ص32، ح23.

[21] كنز الفوائد، ج2، ص107؛ كشف الخفاء، العجلوني، ج2، ص68.

[22] الكافي، ج1، ص32، ح1؛ الأمالي (الصدوق)، ص340، ح403؛ معاني الأخبار، ص141، ح1؛ كنز العمال، ج10، ص280 (قريب منه).

[23] روضة الواعظين، ص11.

[24]  تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص64.

[25]  تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص220.

[26] إرشاد القلوب، ج1، ص15؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص214.

[27]  المحاسن، ج1، ص314، ح621؛ الكافي، ج1، ص44، ح3؛ شعب الايمان، البيهقي، ج2، ص293، جامع بيان العلم وفضله، ابن عبد البر، ج1، ص27.

[28]  روضة الواعظين، ص10.

[29]  الأمالي (المفيد)، ص20، ح1؛ دعائم الإسلام، ج1، ص96؛ تحف العقول، ص37؛ صحيح ابن حبان، ج10، ض432.

[30] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص212؛ شعب الايمان، البيهقي، ج2، ص280.

[31]  الدعوات، ص276، ح793؛ جامع بيان العلم وفضله، ابن عبد البر، ج1، ص22.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.