المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Lattice Method
14-11-2019
قمة الايثار من علي واهل بيته (عليهم السلام)
30-01-2015
علي (عليه السلام) القاضي العالم
30-01-2015
مجلات إعلام الطفل د- مجالات أخرى
20-9-2019
كفاك المسيء مساويه
19-2-2022
ADSORPTION PROCESS
9-5-2016


الإمام الحسين (عليه السلام) و الأنبياء  
  
313   12:02 صباحاً   التاريخ: 2024-08-23
المؤلف : الشيخ محمد السند
الكتاب أو المصدر : أسرار زيارة الأربعين
الجزء والصفحة : ص27-31
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

وبذلك أصبح سيد الشهداء ( ع ) بهذا التقدير من الله عز وجل منذ القدم إماماً للأنبياء والرسل لما سيقوم به ، وليس يقتصر ذلك على جانب الصبر والتحمل في الدين وجانب الإخلاص والخلوص وغير ذلك من الكمالات العظيمة ، ولكن أيضا أحد الجوانب الأخرى وهو أن بكاء الأنبياء على سيد الشهداء ( ع ) نفسه هو برنامج تربوي روحي ، فكما يبكون خوفاً من الله فبكائهم حزناً على الحسين يكامل ذلك البكاء ، لأن البكاء يوجب رقة الروح ، ويوجب تواضع الإنسان ، ويوجب كبح هيجان الغرائز بل له فوائد للعقل لأن العقل يعمى بالشهوة ، هذا بالنسبة إلى الأنبياء .

وأما بالنسبة إلى الأئمة ( عليهم السلام ) فقد تطالعنا الروايات المستفيضة أن سيد العابدين ( ع ) قضى أربعين سنة من عمره في البكاء على أبيه الحسين ( ع ) حتى عد أحد البكائين الخمسة.

فعن أبي عبد الله عليه السلام قال : البكاؤون خمسة ( آدم ، ويعقوب ،ويوسف ، وفاطمة بنت محمد ، وعلي بن الحسين ) وأما علي بن الحسين ( ع ) فبكى على الحسين عشرين سنة أو أربعين سنة وما وضع بين يديه طعام إلا بكى ، حتى قال له مولى له : جعلت فداك يا ابن رسول الله ( ص ) : إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين ، قال : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة[1].

فقد صنع الإمام الحسين ( ع ) لأبنه السجاد ( ع ) جواً تربوياً وقلب حياته إلى رياضة ذكر الله تعالى عبر توجهه بالبكاء على أبيه إلى الله تعالى وهي أسلوب للشكاية من الظلم بتوجيه الشكاية إليه تعالى .

بل لنترفع أكثر ، هناك روايات ومن مصادر الفريقين قد أحصاها الشيخ الأميني[2] في خمسة عشر مجلس أقامه النبي ( ص ) بكاءاً على سيد الشهداء ( ع ) وكذلك السيد شرف الدين[3] ، فقد أقام النبي ( ص ) يوم ولادته وقبلها ويوم السابع من مولده وبعده في بيت فاطمة وفي حجرته وعلى منبره وفي بعض أسفاره وتارة يبكيه وحده ، ومرة هو والملائكة ، وأحياناً هو وعلي وفاطمة ، وكان النبي ( ص ) يجهش في البكاء ، فبكائه ( ص ) تعالي روحي ، وان كان سيد الأنبياء أعظم شأناً من سيد الشهداء ولكن نور الحسين يؤثر على نفس النبي ( ص ) كما أن نور النبي ( ص ) أعظم من نور الحسين ولكن نور الحسين ( ع ) يؤثر على بدن النبي ( ص ) ويؤثر على النفس النازلة للنبي ( ص ) يعني ( حسين مني وأنا من حسين ) ولا يخفى أن بدن النبي ( ص ) وروحه ونفسه أعظم من بدن وروح الحسين ( ع ) لكن نور الحسين ( ع ) إذا قيس إلى النفس النازلة للنبي ( ص ) حسب بيانات أهل البيت ( ع ) هو قبل مقام النفس النازلة للنبي ( ص ) صدورا في عالم الخلقة لأنه أول ما خلق الله نور النبي ثم نور علي ثم نور فاطمة ثم نور الحسن ثم نور الحسين ثم الأئمة التسعة المعصومين ( ع )[4].

وهذا شبيه ما ذكرناه في مقامات فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بالنسبة لتسمية النبي ( ص ) لفاطمة ( عليها السلام ) بأم أبيها ، فكيف تكون السيدة الزهراء ( عليها السلام ) أماً لأبيها المصطفى وهو أبوها وسيدها ، فإن نورها شيء والنفس النازلة للنبي ( ص ) شيء آخر .

وهكذا الأمر في القرآن والعترة ، ففي بعض الروايات أن القرآن هو الثقل الأكبر ، وفي بعضها أن العترة هم الثقل الأكبر ، وهذا ليس تناقضاً في الروايات وإنما كل طبقة صفتها هكذا ، فهناك طبقات في العترة إذا قيست مع الطبقات النازلة من القرآن فإن العترة هي الثقل الأكبر ، والطبقات العليا في القرآن إذا قيست مع الطبقات النازلة في العترة فالقرآن هو الثقل الأكبر ، وإن كان من حيث المجموع سيد الأنبياء هو سيد الأنبياء ، ولذلك ورد في الروايات ( يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما )[5].

وهذا ليس معناه تفضيل فاطمة على النبي وعلي أو تفضيل علي على النبي ( ص ) والعياذ بالله وإنما المقصود هو ما بيناه سابقاً ، وهذا نظير ( علي مني وأنا من علي )[6] و ( حسين مني وأنا من حسين )[7] وورد ( حسن مني وانا من حسن ) .

إذن تداعيات نهضة الحسين ( ع ) أورثت للنبي ( ص ) حالات روحية خاصة ، وإلى الآن يقيم النبي ( ص ) وعلي وفاطمة وذريتهما الرثاء لسيد الشهداء ( ع ) بل يزورونه هم وجميع الأنبياء ، فإن أرواح النبيين ( عليهم السلام ) تستأذن الله في زيارته فيأذن لهم كما ورد ذلك في الروايات[8].

وهكذا صنع سيد الشهداء ( ع ) مع باقي الأئمة ( ع ) حتى قال الإمام المهدي ( عج ) : فلأندبنك صباحاً ومساءا ولابكين عليك بدل الدموع دما ) فلم يزل سيد الشهداء أسوة قُدُماً من الزمن الأول وإلى الآن كما ورد في قول[9] « 1 » أمير المؤمنين له ، وإذا كان هذا صنع الحسين ( ع ) بالمعصومين الأربعة عشر فكيف صنعه بالأنبياء السابقين ، فحقاً كان سلوة وأسوة لهم في الصبر والتحمل والزهد في الدنيا وهو قول أمير المؤمنين ( ع ) يا أبا عبد الله لم تزل أسوة أنت قدماً[10].

 

[1] البحار ج 108 : 46 .

[2] سيرتنا وسنتنا للعلامة الأميني صاحب كتاب الغدير .

[3] المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة .

[4] بحار الأنوار ج 142 : 53 .

[5] مجمع النورين للمرندي : 14 .

[6] روضة الواعظين : 11 .

[7] كامل الزيارات : 116 ح 127 .

[8] التهذيب ج 49 : 6 ، الوسائل ج 365 : 10 ، نور العين : 100 .

[9] كامل الزيارات : 149 ، الباب 23 ح : 3 .

[10] كامل الزيارات : 149 ، الباب 23 ح : 3 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.