أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-04-2015
3835
التاريخ: 17-3-2016
3273
التاريخ: 2024-08-07
418
التاريخ: 22-3-2016
3870
|
وبذلك أصبح سيد الشهداء ( ع ) بهذا التقدير من الله عز وجل منذ القدم إماماً للأنبياء والرسل لما سيقوم به ، وليس يقتصر ذلك على جانب الصبر والتحمل في الدين وجانب الإخلاص والخلوص وغير ذلك من الكمالات العظيمة ، ولكن أيضا أحد الجوانب الأخرى وهو أن بكاء الأنبياء على سيد الشهداء ( ع ) نفسه هو برنامج تربوي روحي ، فكما يبكون خوفاً من الله فبكائهم حزناً على الحسين يكامل ذلك البكاء ، لأن البكاء يوجب رقة الروح ، ويوجب تواضع الإنسان ، ويوجب كبح هيجان الغرائز بل له فوائد للعقل لأن العقل يعمى بالشهوة ، هذا بالنسبة إلى الأنبياء .
وأما بالنسبة إلى الأئمة ( عليهم السلام ) فقد تطالعنا الروايات المستفيضة أن سيد العابدين ( ع ) قضى أربعين سنة من عمره في البكاء على أبيه الحسين ( ع ) حتى عد أحد البكائين الخمسة.
فعن أبي عبد الله عليه السلام قال : البكاؤون خمسة ( آدم ، ويعقوب ،ويوسف ، وفاطمة بنت محمد ، وعلي بن الحسين ) وأما علي بن الحسين ( ع ) فبكى على الحسين عشرين سنة أو أربعين سنة وما وضع بين يديه طعام إلا بكى ، حتى قال له مولى له : جعلت فداك يا ابن رسول الله ( ص ) : إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين ، قال : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة[1].
فقد صنع الإمام الحسين ( ع ) لأبنه السجاد ( ع ) جواً تربوياً وقلب حياته إلى رياضة ذكر الله تعالى عبر توجهه بالبكاء على أبيه إلى الله تعالى وهي أسلوب للشكاية من الظلم بتوجيه الشكاية إليه تعالى .
بل لنترفع أكثر ، هناك روايات ومن مصادر الفريقين قد أحصاها الشيخ الأميني[2] في خمسة عشر مجلس أقامه النبي ( ص ) بكاءاً على سيد الشهداء ( ع ) وكذلك السيد شرف الدين[3] ، فقد أقام النبي ( ص ) يوم ولادته وقبلها ويوم السابع من مولده وبعده في بيت فاطمة وفي حجرته وعلى منبره وفي بعض أسفاره وتارة يبكيه وحده ، ومرة هو والملائكة ، وأحياناً هو وعلي وفاطمة ، وكان النبي ( ص ) يجهش في البكاء ، فبكائه ( ص ) تعالي روحي ، وان كان سيد الأنبياء أعظم شأناً من سيد الشهداء ولكن نور الحسين يؤثر على نفس النبي ( ص ) كما أن نور النبي ( ص ) أعظم من نور الحسين ولكن نور الحسين ( ع ) يؤثر على بدن النبي ( ص ) ويؤثر على النفس النازلة للنبي ( ص ) يعني ( حسين مني وأنا من حسين ) ولا يخفى أن بدن النبي ( ص ) وروحه ونفسه أعظم من بدن وروح الحسين ( ع ) لكن نور الحسين ( ع ) إذا قيس إلى النفس النازلة للنبي ( ص ) حسب بيانات أهل البيت ( ع ) هو قبل مقام النفس النازلة للنبي ( ص ) صدورا في عالم الخلقة لأنه أول ما خلق الله نور النبي ثم نور علي ثم نور فاطمة ثم نور الحسن ثم نور الحسين ثم الأئمة التسعة المعصومين ( ع )[4].
وهذا شبيه ما ذكرناه في مقامات فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بالنسبة لتسمية النبي ( ص ) لفاطمة ( عليها السلام ) بأم أبيها ، فكيف تكون السيدة الزهراء ( عليها السلام ) أماً لأبيها المصطفى وهو أبوها وسيدها ، فإن نورها شيء والنفس النازلة للنبي ( ص ) شيء آخر .
وهكذا الأمر في القرآن والعترة ، ففي بعض الروايات أن القرآن هو الثقل الأكبر ، وفي بعضها أن العترة هم الثقل الأكبر ، وهذا ليس تناقضاً في الروايات وإنما كل طبقة صفتها هكذا ، فهناك طبقات في العترة إذا قيست مع الطبقات النازلة من القرآن فإن العترة هي الثقل الأكبر ، والطبقات العليا في القرآن إذا قيست مع الطبقات النازلة في العترة فالقرآن هو الثقل الأكبر ، وإن كان من حيث المجموع سيد الأنبياء هو سيد الأنبياء ، ولذلك ورد في الروايات ( يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما )[5].
وهذا ليس معناه تفضيل فاطمة على النبي وعلي أو تفضيل علي على النبي ( ص ) والعياذ بالله وإنما المقصود هو ما بيناه سابقاً ، وهذا نظير ( علي مني وأنا من علي )[6] و ( حسين مني وأنا من حسين )[7] وورد ( حسن مني وانا من حسن ) .
إذن تداعيات نهضة الحسين ( ع ) أورثت للنبي ( ص ) حالات روحية خاصة ، وإلى الآن يقيم النبي ( ص ) وعلي وفاطمة وذريتهما الرثاء لسيد الشهداء ( ع ) بل يزورونه هم وجميع الأنبياء ، فإن أرواح النبيين ( عليهم السلام ) تستأذن الله في زيارته فيأذن لهم كما ورد ذلك في الروايات[8].
وهكذا صنع سيد الشهداء ( ع ) مع باقي الأئمة ( ع ) حتى قال الإمام المهدي ( عج ) : فلأندبنك صباحاً ومساءا ولابكين عليك بدل الدموع دما ) فلم يزل سيد الشهداء أسوة قُدُماً من الزمن الأول وإلى الآن كما ورد في قول[9] « 1 » أمير المؤمنين له ، وإذا كان هذا صنع الحسين ( ع ) بالمعصومين الأربعة عشر فكيف صنعه بالأنبياء السابقين ، فحقاً كان سلوة وأسوة لهم في الصبر والتحمل والزهد في الدنيا وهو قول أمير المؤمنين ( ع ) يا أبا عبد الله لم تزل أسوة أنت قدماً[10].
[1] البحار ج 108 : 46 .
[2] سيرتنا وسنتنا للعلامة الأميني صاحب كتاب الغدير .
[3] المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة .
[4] بحار الأنوار ج 142 : 53 .
[5] مجمع النورين للمرندي : 14 .
[6] روضة الواعظين : 11 .
[7] كامل الزيارات : 116 ح 127 .
[8] التهذيب ج 49 : 6 ، الوسائل ج 365 : 10 ، نور العين : 100 .
[9] كامل الزيارات : 149 ، الباب 23 ح : 3 .
[10] كامل الزيارات : 149 ، الباب 23 ح : 3 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|