المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05

معنى كلمة غبن
22/12/2022
حِلم معن بن زائدة
24-10-2017
استيلاء ابن الأشعث على البصرة.
2024-11-04
Colorings
28-7-2016
التواليات المقلوبة Inverted Repeats
11-10-2018
15 Puzzle
4-5-2022


لا أصالة للعناء ولكنه ضروري لجهاد النفس وإنتاج القيمة المضافة  
  
227   07:53 صباحاً   التاريخ: 2024-08-23
المؤلف : الشيخ علي رضا بناهيان
الكتاب أو المصدر : النظام التربوي الديني
الجزء والصفحة : ص 252 ــ 265
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

إن طريق حركتنا الرئيس على أساس خصائص الإنسان والحياة، هو جهاد النفس. فإنكم عندما تسيرون في درب الدين والكمال والأعمال الصالحة طريقكم الرئيس هو مخالفة الأهواء بطبيعة حال الحياة وبمقتضى خصائص الإنسان. إن مخالفة الأهواء والرغبات سواء أكانت عبر الأوامر والتكليف أم كانت عبر الفرض والتقدير فهي ما نسميه بالعناء. وهو ما لا تخلو حياتنا منه وإن لم تخل من النعم واليسر أيضا. إن طريقنا هو طريق جهاد النفس ولا أصالة للعناء، ولكنه أمر لابد منه في عملية جهاد النفس لا يخفى أن العناء الذي يحصل عبر جهاد النفس من خلال البرنامج الإلهي يختلف عن كثير من المعاناة الأخرى.

لا أصالة للعناء، ولكننا قد خلقنا من أجل إنتاج القيمة المضافة وهذا ما يحتاج إلى جهاد النفس وجهاد النفس لا ينفك عن العناء.

عادة ما يصطدم الإنسان بمشاكله دون نعمه، فلابد أن يحدد موقفه تجاه العناء.

من بين التكاليف الإلهية قد ينسجم هوانا مع بعض الأوامر والنواهي ولكن الأساس في الأوامر والأعمال الصالحة التي لها دور رئيس في رشدنا هي تلك الأعمال التي لا تنسجم مع هوانا. كما أن العامل الحاسم في تعيين مقامنا من الله سبحانه وتعالى هو الصبر والرضا في المعاناة التي نعيشها في حياتنا، وليس ساعات الراحة واللذة في حياتنا. طبعا لا شك في أن المسرات واللذات طبيعية ولا تخلو منها الحياة ويجب أداء شكرها في المقابل ولكن أساس العمل الصالح هو المعاناة في سبيل الله لماذا؟

من جانب يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (جُبلت القلوب على حب من يَنْفَعُهَا وبَعْضٍ مَنْ أَضرْ بها) (الكافي، ج 8، ص 152). ومن جانب آخر، من طبائع الإنسان هي أنه ينسى مئات النعم، ولكنه يجعل الألم الصغير وقصير الأمد نصب عينيه. وعليه فإذا من الله على الإنسان بمئات النعم ووسائل اليسر، ويبتلى معها بعلة واحدة، يلتفت عن كل نعمه ومسراته إلى تلك العلة الواحدة. ولهذا فإن خلي الإنسان مع ربه ليصارحه عن ما في قلبه قد يضع كل نعمه ودواعي يسره إلى جانب ويعاتب الله لعلة واحدة أو مصيبة واحدة أصابه بها في حياته!

بعبارة أخرى، عادة ما يصطدم الإنسان بمصائبه ويلتفت إليها دون النعم، ولهذا ومن أجل أن يقدر على السير في هذا الدرب بنجاح، لابد في بداية الأمر أن يحدد موقفه تجاه العناء. فإن كانت نفسك تبحث عن مفر من العناء في هذه الدنيا، فهذا وهم باطل وإنك مخطئ في حساباتك. فلابد أن نخاطب نفسنا الفارة من العناء ونقول لها بصراحة: إن الحياة غير منفكة عن المعاناة، وإن السلوك نحو الله سبحانه وتعالى هو صعود وتسلق عبر طريق مرتفع صعب، وليس بطريق معبد منحدر.

لا نفر من الدين بغية الفرار من معاناة التكليف والتقدير فلا فائدة منه

إن طريقنا الرئيس هو جهاد النفس، وأهم قضية تواجهنا في مسار هذا الجهاد هو العناء، فلابد أن تحدد موقفنا تجاه العناء ونقبل بوجود أصل العناء ونوطن أنفسنا على مواجهة مختلف المعاناة ولا نفر من الدين بغية القرار من المعاناة إذ لا فائدة منه.

ولابد أن نعلم أن جميع الناس يعانون من مشاكل. فإن وجدنا أحدا يبتسم ولم تبد على ملامحه غبار المصائب فليس ذلك لقلة معاناته، بل يسبب أنه أكثر صبرا ولعله يسعى لحفظ الظاهر أو أنه إنسان عاقل وفاهم. على أي حال لابد لنا أن نحدد موقفنا تجاه العناء. 

لا ينبغي أن ننسى الآلام والمعاناة بل يجب أن نشاهدها بعين مفتوحة، وإلا تخرب عملية جهاد النفس ونتهرب عن المعاناة التكليفية والتقديرية. ثم إن هذا التهرب لا يرتبط في أكثر الأحيان بقلة الإيمان. فعندما يواجه الإنسان بعض الناس ممن لم يلتزم بالدين جيدا، قد يقول له: (كن مؤمنا) في حين أنه مؤمن بالفعل ولكنه ليس من أهل تحمّل العناء. إنه مؤمن ولكن قد أخبروه بخبر كاذب فتوهم أن يوجد مجال في هذه الدنيا لا عناء فيه وهناك طريق مفر منه.

ـ إن لم نتعامل مع العناء بالشكل الصحيح، تزدد معاناتنا في الحياة

وقد أشارت روايات كثيرة إلى هذه الحقيقة. روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (الجزع أتعب من الصبر) (غرر الحكم، 5620) وقال (عليه السلام): (الجزع عند المصيبة يزيدها، والصبر عليها يُبيدها) (غرر الحكم، 2043) وقال (عليه السلام) في رواية أخرى: (لا تجزعوا من قليل ما أكرهكم فيوقعكم ذلك في كثير مما تكرهون) (غرر الحكم، 5638) وكذلك روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه قال: (المصيبة للصابر واحدة، وللجازع اثنتان) (تحف العقول، 414).

إن لم نتعامل مع العناء بشكل صحيح، لم نشكر النعم

إن لم نتعامل مع العناء بشكل صحيح، تتبلور مشكلة أخرى وهي أننا سوف لا نشكر النعم إن الله سبحانه يعلم أننا أناس نسلط الضوء على مصيبة واحدة وننشغل بها عن مشاهدة آلاف النعم، ولكنه مع ذلك يستنكر علينا هذا السلوك أن لماذا تلتفتون الى النعم! {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20].

ولكن لا يقدر أحد على مشاهدة النعم جيدا إلا أن يكون قد وطن نفسه على المعاناة في الحياة الدنيا فمثل هذا يقدر على مشاهدة النعم. وإلا فما إن نبهت أحدا على نعمة من أنعم الله يلتفت عنها إلى إحدى مصائبه، فتعمى عينه عن مشاهدة أنعم الله. فمثل هذا الإنسان عاجز عن مشاهدة نعمة الله ورأفته ورحمته وكرمه.

أخي العزيز! أكرر مرة أخرى أن العناء الذي نتحدث عنه لا أصالة له ولكنه أمر لابد منه لإنتاج القيمة المضافة التي لا تتم إلا عبر جهاد النفس، وجهاد النفس مصحوب بالعناء غير منفك عنه فاقبل هذه الحقيقة لتصبح الدنيا جنة لك. فإنك إن رأيت إلى المعاناة كقاعدة لابد منها في هذه الحياة عندئذ تقف حائرا من جمال الدنيا ومغتبطا من كثرة الفرص التي يعطيها الله لعباده ومدى رأفته وكثرة نعمائه.

إنك ما لم توطن نفسك على المعاناة وما لم تحل لنفسك قضية العناء وما لم تعجن هذه المسألة لنفسك لن ترى أنعم الله سبحانه. فانظر كم قد أراحك الله في الدنيا من آلامها وأعطاك الفرص فيها. صحيح أن العسر من قواعد هذه الدنيا ولكن بتأكيد مؤكد يقول الله لكم: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5، 6]. تمرنوا أيها الإخوة على مشاهدة النعم الإلهية وعلى رؤية الفرص والمهل وعلى مشاهدة رأفة الله وتنازله عن فرض كثير من المحن. إنه إله عظيم وهو الذي يكشف عنا السوء والبلاء على رغم قواعد هذه الدنيا، فكأنه يرق قلبه علينا فلا يسمح للبلايا والمصائب أن تنهال علينا بتمامها.

ـ متى يمتلئ قلبنا بمشاعر الشكر الله؟

إن الله لا يرضى بفرض كثير من العناء علينا: إن تعجنوا قضية العناء في قلوبكم جيدا، سوف تمتلئ أدعيتكم ومناجاتكم بشعور الشكر لله. وسوف لا ترون سوى لطف الله عليكم ورأفته بكم. فإن تنظروا إلى هذه الأبحاث جيدا، تجدوا أنها تفتح علينا خير أبواب الجنان إن فهم الشكر منوط بفهم قاعدة العناء والمحن في هذه الدنيا وأن القرار هو أن تبتلى بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، ثم نجد أن حياتنا لم تكن بهذه الصعوبة والعناء، وقد من الله علينا بأنعم جمة وأنه قد صحب العسر بكثير من اليسر. وهذه المشاهدة تملأ قلوبنا شعورا بالشكر والامتنان لله عز وجل.

لقد خفف الله علينا المعاناة (التقديرية) و(التكليفية)

إن مقتضى قاعدة الدنيا هي أن نصاب فيها بآلام ومحن كثيرة، ولكن الله قد خفف علينا المعاناة في كلا النوعين منها:

1ـ في ما يرتبط بعالم التكوين والتقدير، قال الله سبحانه وتعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5]، فقد صحب الله العسر المقدر لنا باليسر.

2ـ وكذلك في التكاليف أيضا لا يريد الله أن يشق علينا بل أراد أن يخفف علينا عناء التكليف. ولهذا بعد ما يأمرنا بتكليف صيام شهر رمضان، يعفي من كان مريضا أو على سفر ثم يقول: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، يعني يريد الله أن يتساهل معكم، لا أن يشق عليكم ومن هذا المنطلق قد أعفا المسافر عن الصيام. فقد عبر الله عن سبب الإعفاء كقاعدة عامة، ولم يكن في مقام التوجيه أو استغلال الفرصة للدعاية! فإن لم ير أحد هذا اللطف والإحسان من قبل الله، فذلك بسبب أنه لم يحل قضية العناء لنفسه ولم يوطن نفسه على تحمل العناء.

وفي مقام آخر، بعد ما يأمر الله بالوضوء قبل الصلاة، يخفف على من تعذر أو صعب عليه الوضوء فيقول: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [المائدة: 6]، بعد ذلك يعلل هذا التساهل ويقول: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6].

إن ضجرت من المعاناة ولم أشكر النعم فإنني أعبد هواي ولا أعبد الله

من لم يكن من متحملي الصعاب والمعاناة، فإنه في الواقع إنسان أناني، ولم يعبد الله بعد. لابد أن يبتلينا الله بمختلف المصائب ويفرض علينا المعاناة لتزول نزعة (الأنا) من قلوبنا ويحل محلها (الله). ما هي رؤيتنا عن عبادة الله وأي شعور هي؟ لا يمكن أن يكون الإنسان موحدا ومشركا في نفس الوقت بحيث يعبد الله ويعبد نفسه لابد أن تموت (أنا) الإنسان لتحل محلها عبادة الله وإن هذا الشرك الذي نتحدث عنه هو الشرك الخفي الذي لا يرى بسهولة كما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الشرك في امتي أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء) (عوالي اللئالئ، ج 2، ص 74)، فإن ضجرت من المعاناة ولم أشكر النعم فإنني أعبد هواي ولا أعبد الله.

إن لم تكن أنانيا ووطنت نفسك على العناء، سوف ترى رحمة الله ورأفته خلف المحن التي فرضها عليك.

إن لم تكن قد وطنت نفسك على المعاناة، لا ترى رحمة الله ورأفته، وكذلك لا ترى إمهالاته ونعمه. هل قد رأيتم دموع عين الأم عندما يحقن الطبيب طفلها؟ صحيح أن الطفل يتألم بالإبرة ولكنها نافعة له. ومع أن الأم تعلم مدى ضرورة هذه الإبرة لعلاج طفلها ولكنها لا تتحمل صراخ الطفل وتبكي لبكاء طفلها، فإن لم ير الطفل سوى وجعه ولم ير دموع أمه، قد لا يشعر بحنان أمه وحتى قد يتهجم عليها إذ قد ألقته بيد الطبيب.

فإن لم تكن أنانيا ترى رأفة الله وشفقته الخاصة. خلف المحن التي فرضها عليك، كذلك ترى رحمة الله في ذروة جوعك وعطشك اثناء الصيام فما روي أنه: (لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك) (من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 176) فهو في الواقع يحكي عن رأفة الله وشفقته فإن استطعت أن تنظر إلى عين الله المشفقة أثناء معاناة صومك عند ذلك تود لو كان شهر رمضان في الصيف كل عام.

إن طريق (إدراك رأفة الله) هو أن تعرف أنك قد جئت إلى الدنيا للعناء، ولكن الله قد خفف عليك

إسألوا الله في ليالي شهر رمضان أن تصبحوا شاكرين. إن الله رؤوف رحيم، أما طريق إدراك رحمة الله هو نفس الطريق في مجال إدراك الصعاب والمعاناة، وهو أن يعرف الإنسان بانه قد جاء إلى الدنيا لتحمل العناء ولكن الله قد خفف عليه. يقول الله سبحانه وتعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4] فاسأله وقل: (اين هذا الكبد يا رب؟ وأين هذا العناء الشديد الذي تحدثت عنه؟! إذ قد أحطت حياتنا بالنعم والخيرات) وإنك لا تستطيع أن تخاطب ربك بهذه الكلمات إلا بعد أن عجنت قضية العناء لنفسك. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.