المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

هل يعتبر القرآن الكريم مخلوقاً أم لا؟
30-1-2021
أنماط الدراسات الجيوبولتيكية
25-9-2021
معنى كلمة سلخ‌
18-11-2015
التخليق الحيوي المساعد : بروتين الارتباط او الروابط
5-12-2016
مدرك قاعدة « الميسور »
20-4-2022
Pentanacci Constant
7-12-2020


بداية تحولات البلوغ  
  
359   08:28 صباحاً   التاريخ: 2024-10-15
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 13 ــ 16
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-02 738
التاريخ: 2024-08-09 464
التاريخ: 2024-04-15 867
التاريخ: 20/11/2022 1374

عندما تنتهي أيام الطفولة، ويصبح الطفل في سن الثانية عشرة، وتبدأ مرحلة التحول والبلوغ. وفي هذه المرحلة العاصفة المتشنجة التي تستمر لأربع سنوات تحدث تقلبات شاملة وعميقة ومختلفة إثر ترشحات هرمونات البلوغ في وجود الإنسان، حتى إن بعض العلماء يسمي هذه المرحلة باسم (الولادة الجديدة).

والشاب الذي يطوي هذه المرحلة، فإنه يجتاز مرحلة الطفولة، ويدخل (مرحلة الشباب) المملوءة بالنشاط والمحبة والأمل، وينظر من بعيد إلى المناظر الجميلة للحياة، ويتقدم شوق نحو المستقبل اللذيذ الطيب.

في هذه المرحلة تنمو سريعاً عظام البدن بصورة عامة، وبصورة خاصة عظام اليدين والساقين، حتى تصل المرحلة الأخيرة من النمو الطبيعي وكذلك الأعضاء الداخلية والعضلات تطوي بهذه الطريقة مسيرة نموها بسرعة لكي تصل إلى كمالها النهائي. وفي هذه المرحلة تتسع الحنجرة ويزداد طول أوتارها الصوتية إلى ضعفين، وبالتدريج يكتسب صوت الطفل الرقيق طنين صوت الإنسان البالغ، وينمو الشعر في وجه الشاب وأماكن أخرى من جسمه، ويتخذ طفل الأمس مظهر وهيكل الإنسان البالغ في نهاية هذه المرحلة.

والجدير بالذكر أن تحولات البلوغ لا تنال عظام الطفل وأعضاء جسمه، وتغير وضعه الجسمي فحسب، وإنما تغير أوضاعه النفسية وميوله الروحية تغييراً موازياً للتغيرات التي تظهر في البدن على أساس ترابط النفس والجسم ويحدث بهذا التحول ان تختلف افكار الإنسان غير البالغ عن افكار الإنسان البالغ.

تغير الرغبات الروحية:

(عندما يجري الحديث بيننا حول كلمة (البلوغ)، فإننا نفكر بشكل سريع في سرعة نمو البدن، والتغييرات الداخلية، التي تؤدي إلى أن تتمكن أجهزة الجسم من أداء جهود فترة التكامل والنضج. إن أول ما يلفت النظر هو سرعة نمو الجسم إذن فإن أول خطوة لدراسة البلوغ ستكون سرعة النمو هذه. ولكن في هذا الوقت يظهر لنا شيء جديد، وهو أنه نتيجة ليقظة الرغبات والأمنيات في هذه السن تظهر حساسية في المشاعر تتحكم بالنشاطات والفعاليات النفسية حتى لدى ذوي الطبائع الفعالة والجدية.

إذن مع سرعة نمو الجسم يبدا (نمو) في القلب ايضاً. وتقارب مسير هذين الخطين معاً ليس مصادفة، وإنما هو دليل من الأدلة على ارتباط الحياة الذهنية بالحياة الخارجية التي ترى مظاهر وجودها في كل مرحلة من المراحل) (1).

(إن كل حركة من حركات عضلاتنا وكل حالة معتادة لها معنى نفسي خاص يجب أن لا يغفل عن دراسته العالم النفسي. بعبارة أخرى يظهر جسم الإنسان معالم الحياة الروحية، والشباب لا يستثنون من هذه القاعدة ولكن يجب أن لا نخلط بين النشاطات النفسية والجسدية بالرغم من عمق العلاقات بينهما) (2).

والشباب البالغون حديثاً لهم وضع خاص بهم من الناحية النفسية فهم لا يفكرون كالصبيان ولا كالرجال الذين هم في سن الثلاثين والأربعين. ولهذا السبب أعد العلماء الباحثون حقلا خاصاً لعلم نفس الشباب، وقاموا بسلسلة من التحقيقات العميقة والأبحاث الخاصة لمعرفة نفسية الشباب.

اختلال التوازن:

(موريس دبس يقول: يختل التوازن الجسمي والروحي لدى ذوي سن الثانية عشرة والثالثة عشرة، وتحدث تغييرات عميقة في الجسم ويفقدون اخلاقهم وسلوكهم وثباتهم واستقرارهم ويتركون عادات الطفولة فيقذف الطفل الكرة والدمية، ويتسع خياله حتى يضر دراسته) (3).

(إن الشباب يتأثرون أسرع من الأطفال الذين هم في سن العاشرة فكلمة واحدة أو كناية أو إشارة كافية لإيجاد ثورة لديهم. فتحمر وجوههم بلا سبب. وهذه الإثارات لا تخل بأعمالهم وحركاتهم فقط بل تشل فعالياتهم الفكرية والثقافية) (4).

(ويترك الغضب الطفولي مكانه للحقد والكراهية، وتحتل الرأفة والترحم مكان رقة الطفل و(الماليخوليا) التي لا وجود لها لدى الأطفال هي إحدى الإنفعالات الخاصة في سن الخامسة عشرة) (5).

(في الوقت الذي يعيش الطفل حاضره. يبحث الشاب البالغ حديثاً عن مفهوم الزمن الروحي في الماضي والمستقبل، والفعاليات الفكرية التي تهتم أكثر بالماضي والمستقبل تضع الحاضر في الدرجة الثانية من الأهمية ولهذا السبب فإنه من الصعب على الشاب البالغ حديثاً أن يواجه الحقيقة) (6).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ماذا أعلم؟، البلوغ، ص 22.

2ـ المصدر السابق، ص42.

3ـ المصدر السابق، ص 8.

4ـ المصدر السابق، ص 46 ـ 47.

5ـ المصدر السابق.

6ـ المصدر السابق، ص 48 ـ 49. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.