الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أقسام الذنوب
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 56 ــ 61
2025-06-28
22
تنقسم الذنوب إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: ذنب لا يغفر:
هذا النوع من الذنوب لا يغفر أبدأ وهو الشرك بالله وذلك قولة تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 116].
{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72].
هذه الذنوب لا يغفرها الله لمن مات عليها دون توبة، وصاحبها مخلد في النار أبدا والعياذ بالله لأنها من أكبر الذنوب عند الله الا من تاب وأمن وندم على ذنبه.
النوع الثاني: كبائر الذنوب:
{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 31].
أن من كبائر الذنوب هي (الخمر، الشرك بالله الزنا، القتل، عقوق الوالدين، اكل مال اليتيم، الربا، قذف المحصنات، القنوط من رحمة الله واليأس، وغيرها من الذنوب الكبيرة).
لا أستطيع أن أذكر لك كل الروايات التي تتكلم عن الكبائر ولكن أذكر لك رواية واحدة كافية، دخل عمرو بن عبيد وجرى حديث بينه وبين الأمام الصادق (عليه السلام) إلى أن قال عمرو: (أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله ـ عزوجل ـ).
فقال أي الأمام الصادق (عليه السلام): نعم يا عمرو أكبر الكبائر الأشراك بالله يقول الله: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72].
وبعده اليأس من روح الله، لان الله (عزوجل) يقول: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].
ثم الأمن لمكر الله، لان الله (عزوجل) يقول: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99].
ومنها عقوق الوالدين لان الله سبحانه جعل العاق جباراً شقياً وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، لأن الله (عز وجل) يقول: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93].
وقذف المحصنة (1)، لان الله (عزوجل) يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 23].
وأكل مال اليتيم، لان الله (عزوجل) يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10].
والفرار من الزحف (2) لان الله (عز وجل) يقول: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 16].
وأكل الربا لان الله (عز وجل) يقول: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275].
والسحر، لان الله (عز وجل) يقول: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 102].
والزنا، لان الله (عز وجل) يقول: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} [الفرقان: 68، 69].
واليمين الغموس الفاجرة (3) لان الله (عزوجل) يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ} [آل عمران: 77].
والغلول (4) لان الله (عز وجل) يقول: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [آل عمران: 161].
ومنع الزكاة المفروضة، لان الله (عزوجل) يقول: {فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} [التوبة: 35].
وشهادة الزور وكتمان الشهادة لان الله (عز وجل) يقول: {وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [البقرة: 283].
وشرب الخمر لان الله (عز وجل) نهى عنها كما نهى عن عبادة الأوثان وترك الصلاة متعمدا أو شيئا مما فرض الله، لان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسول الله ونقض العهد وقطيعة الرحم (5)، لان الله (عز وجل) يقول: {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد: 25].
قال: (فخرج عمرو وله صراخ من بكائه وهو يقول: هلك من قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم) (6).
قال الأمام الصادق (عليه السلام): (حرمة الدبر أعظم من حرمة الفرج إن الله أهلك أمة بحرمة الدبر ولم يهلك أحدا بحرمة الفرج) (7).
هذا الذنب عظيم إلى درجة قال الأمام الصادق (عليه السلام) أنه أعظم من الزنا حيث أن الله غضب على قوم يفعلون اللواط فخسف بهم الأرض وجعل عاليها سافلها ولم يعذب قوم بفعل الزنا كما عذب قوم بفعل اللواط وهذا الذنب انتشر بين الشاب بشكل لا يمكن توقعه ويجب مواجهة هذا الذنب لأنه مشابه إلى الفايروس، ينتشر بين الشباب بسرعة هائلة، إذن هذه الكبائر التي دون الشرك أو الكفر لو مات صاحبها من غير توبة، فإنه مستحق للعذاب، فإن شاء الله عذبه، وإن شاء عفا عنه، وإن عذبه الله تعالى، فإنه لا يخلد في النار خلافا لصاحب النوع الأول، فإنه خالد في النار.
عن إسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبد الله الصادق (عليه السلام): الكبائر فيها استثناء أن يغفر لمن يشاء؟ قال: نعم (8).
فاعل الكبائر يكون أمره إلى الله أن شاء غفر له وأن شاء عذبه: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 70].
أن كان فاعل هذه الكبائر نادماً على فعله وتائبا وعائداً إلى الله فأن الله غفور رحيم يبدل سيئاتك حسنات ويكفر عن سيئاتك أن كنت نادماً على فعلك وتائباً حتى وأن كان ذنبك كبيراً جداً، ألا الذنب الذي يكون فيه سلب أو ظلم لاحد الأشخاص فأن الله لا يعفو عنك ألا أن يعفوا صاحب الحق الذي ظلمته واغتصبت حقة أو سرقته أو غيرها.
النوع الثالث: صغائر الذنوب
صغائر الذنوب وهي السيئات الذنب الذي نهى الله عنه، لكن لم يرد فيه وعيد بلعن ولا بنار ولا بغضب ولا بحد في الدنيا، هذه يقال لها: الصغائر، التي نهي عنها ولكن لم يرد فيها وعيد بنار ولا بغضب ولا بحد يُقام على صاحبها، فهذه يقال لها من الذنوب الصغيرة، وهي معصية ومحرمة.
وهي ما كانت دون الكبائر في الجرم والإثم (كالنظرة المحرمة، وما يصيبه المسلم من أخطاء وزلات في حياته الكلام الفاحش، وغيرها).
هذا النوع يغفره الله تعالى لعباده دون توبة مخصوصة منها، فقد جعل له مكفرات كثيرة تمحى بها هذه السيئات: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (الجاهل لا يعرف تقصيره ولا يقبل من النصيح له).
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (الجاهل صخرة لا يتفجر ماؤها وشجرة لا يخضر عودها وأرض لا يظهر عشبها).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ قذف المحصنة بمعنى اتهام البنت أو المرأة انها زانية بدون أي دليل أو شاهد حق
2ـ الفرار من الزحف بمعنى الهروب من ميدان المعركة
3ـ اليمين الغموس هي التي يتعمد صاحبها الحلف بالكذب وبهذا يضاع الحق
4ـ الغلول: سرقة اموال الناس وخاصتاً اموال الدولة التي هي حق الشعب
5ـ قطيعة الرحم: هي أن تقطع باهلك وإخوانك وأعمامك وأقاربك أي عدم زيارتك لهم أو ذكرك لهم
6ـ كتاب الكافي، ج 2، باب الكبائر، ص 287، أخر حديث في هذا الباب
7ـ المصدر السابق، ج 5، باب اللواط، ص 543.
8ـ المصدر السابق، ج 2، باب الكبائر، ص 284.
الاكثر قراءة في معلومات عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
