المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17285 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الوحي الرسالي  
  
132   07:47 صباحاً   التاريخ: 2024-08-21
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : مدخل الى علوم القران
الجزء والصفحة : ص13 - 17
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الوحي القرآني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-12-2015 5301
التاريخ: 30-05-2015 5538
التاريخ: 20-04-2015 1687
التاريخ: 20-04-2015 10669

 الوحي الرسالي

تمهيد

إنّ من أهمّ الأبحاث المرتبطة بعلوم القرآن الكريم هي مسألة الوحي، حيث إن الأنبياء سلام الله عليهم كانوا سفراء الخالق إلى المخلوقين، وكانوا يتّصلون بالله سبحانه وتعالى عبر الوحي وبأساليب مختلفة، ومن هنا كان من الضروري أن نُقدّم بحث الوحي وما يتعلّق به من أمور على سائر أبحاث علوم القرآن، كما أن أهمية القرآن الكريم أنه وحي من الله على النبيّ الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، فالبحث عن العلوم المرتبطة بالقرآن متوقّفة على فهم معنى الوحي وكيف كان القرآن وحياً، وكيف اتصل النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالله سبحانه، من هنا نبدأ بتعريف الوحي، ثمّ نتعرّف في هذا الدرس إلى أقسامه وأساليبه إن شاء الله تعالى.

الوحي في اللغة والاصطلاح

يُستفاد من تتبّع الاستعمالات القرآنية وأقوال أهل اللّغة، أن للوحي معنى واحداً وهو الخطاب الخفي.

ولكن الخفاء يكون على أنحاء متعدّدة، فتارة يكون خفياً في نفسه، يُسرّه المتكلّم إلى المخاطب، وأخرى يكون خفاؤه من جهة كونه يُعبّر عنه بالإشارات والإيماءات التي تخفى على غير المقصود بالخطاب، أو يخفى مدلولها عنه.

ونفس هذا المعنى للوحي ورد استعماله في القرآن الكريم:

فقد قال تعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ[1].

وقال تعالى: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ[2].

أقسام الوحي

بعد تتبّع استعمالات القرآن الكريم لكلمة الوحي والتي كانت بمعنى الخطاب الخفي، نجد أنها تنقسم إلى قسمين رئيسين مهمّين هما: الوحي الرِّسالي، والوحي غير الرِّسالي وسوف نتحدّث في هذا الدرس عن الوحي الرِّسالي وأساليبه، تاركين البحث عن الوحي غير الرِّسالي للدرس القادم إن شاء الله تعالى.

أولاً: الوحي الرِّسالي

1- المعنى

وهو وسيلة الاتصال بين الباري عزّ وجلّ وبين سفرائه إلى خلقه.

وعن طريق الوحي الرِّسالي يتمّ تلقّي المعارف والأحكام وغير ذلك من شؤون الرسالة. وهذا القسم هو الأكثر استخداماً في القرآن الكريم، وفي الروايات الشريفة، ولذلك أصبح المعنى المتبادر والمنصرف للذهن عند سماع كلمة الوحي، ومن هنا إذا وردت كلمة الوحي وشككنا من أيّ معنى وأيّ قسم هي، هل من الوحي الرِّسالي أم غيره؟ كان المنصرف إلى الذهن هو الوحي الرِّسالي.

2- أغراض الوحي الرسالي

الوحي الرِّسالي النازل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأتي لأغراض عدّة ومضامين شتّى، نذكر منها لا على سبيل الحصر الآلي:

أ- لبيان الذكر الحكيم والقرآن الكريم، الذي هو نصّ كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على رسوله، وهو المتصف بالإعجاز، والوحي النازل به قد يختص باسم الوحي القرآني.

ب- لتأويل وتفسير كلام الله تعالى الوارد في القرآن الكريم.

ج- لبيان الأحاديث القدسية التي لا تدخل في الوحي القرآني.

د- لذكر تفاصيل الشريعة وأحكامها ومعارفها وما يتعلّق بها.

هـ- لبيان ما يرتبط بشؤون الإمامة والتدبير وشؤون الحكم ممّا يحتاجه الرسول في مهمّته القيادية.

و- لذكر ما يرتبط بأخبار العالم والمغيّبات والحوادث السابقة واللاحقة، وهذا أيضاً يدخل في دائرة علوم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم التي قد تقتضيها رسالته وقيادته الإصلاحية على مستوى عمر الدنيا.

3- أساليب الوحي الرِّسالي

الوحي الرِّسالي بشكل عام له أساليب متعدّدة ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة المنقولة لنا عن طريق الرواة الثقاة، أو الواصلة إلينا عبر أئمة الهدى عليهم السلام من أهل بيت النبوّة، ومن هذه الأساليب ما يلي:

أ- التكليم المباشر دون توسّط الملاك

هذا الأسلوب من الوحي يتمّ حال اليقظة: كما حصل للنبي آدم عليه السلام: ﴿وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ﴾[3].

وما جرى مع النبيّ إبراهيم عليه السلام: ﴿وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا﴾[4].

وفي قصة نبيّ الله موسى عليه السلام: ﴿وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾[5].

ب- الإيحاء بواسطة ملك

وهذا الأسلوب له شواهد عديدة جداً، ولعله الأسلوب الأكثر شيوعاً والأغلب وقوعاً.

قال تعالى في قصة نبيّ الله زكريا عليه السلام: ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ[6].

وقال سبحانه في الحديث عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ﴾[7].

ج- الرؤيا في المنام

إن "رؤيا الأنبياء وحي"[8] كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام. وذلك لأنّ رؤيا الأنبياء لا تكون إلّا حقاً.

ولهذا الأسلوب من الوحي في القرآن الكريم شواهد عدّة نذكر واحداً منها:

قوله تعالى في قصة النبيّ إبراهيم عليه السلام: قال تعالى: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾[9].

فقول النبيّ إسماعيل عليه السلام: ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ[10] يكشف عن أن رؤيا والده تلك كانت وحياً وأمراً إلهيّاً بُلّغ إياه عن طريق الرؤيا، وما كان النبيّ إبراهيم عليه السلام ليقدم على ذبح ولده لمجرّد رؤيا لو لم تكن تلك الرؤيا وحياً وأمراً إلهيّاً لازماً بالنسبة إليه.

د- الإلهام

وقد يُعبّر عنه بالإلقاء في الروع، وهو لا يغاير بقية أنحاء الوحي من حيث النتيجة ومن حيث اليقين والاطمئنان بمصدر الإلهام، وإن غايرها من حيث الأسلوب والشكل.

وقد صرّحت النصوص بأن الإلقاء في الروع كان أحد أساليب الوحي الرِّسالي، منها ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمأنه قال: "ألا إنّ الروح الأمين نفث في روعي: إنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب..."[11].

لقد جُمِعَتْ أساليب الوحي في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾[12].

النتيجة إذن يمكن إدخال الإلهام والنفث في الروع في القسم الثاني الذي هو الإيحاء بواسطة ملك. فإن إيحاء الملك يكون على أنحاء:

- فتارة يكون بسماع الصَّوت ومشاهدة الصُّورة.

- وأخرى بسماعه من دون مشاهدة.

- وثالثة بالإلقاء في الروع دون توسُّط صوت.

فالوحي هو الإلهام ومن وراء حجاب هو التكليم المباشر، وإنما سمّاه من وراء حجاب، لأنّه بواسطة صوت دون رؤية المصدر، وإرسال الرسول هو الإيحاء من خلال الملاك.

وربما كان تخصيص النحو الأول باسم الوحي هنا، لأنّه أشد خفاءً من الثاني فهو بالنسبة إليه مختصّ باسم الوحي.

فملاحظة الخفاء أمر نسبيّ قد يلاحظ بالنسبة لغير النبيّ، وقد يلاحظ بالنسبة لبعض حواس النبيّ دون بعض.

 


[1] سورة النساء، الآية 163.

[2] سورة النحل، الآية 68.

[3] سورة الأعراف، الآية 22.

[4] سورة الصافات، الآيتان 104و 105.

[5] سورة النساء، الآية 164.

[6] سورة آل عمران، الآية 39.

[7] سورة البقرة، الآية 97.

[8] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج11، ص64، تحقيق يحيا العابدي وعبد الرحيم الرباني، مؤسسة الوفاء، بيروت، ط: الثانية. وهو حديث صحيح في مصادر أهل السنّة.

[9] سورة الصافات، الآيات 102-105.

[10] سورة الصافات، الآية 102.

[11] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج11، ص64.

[12] سورة الشورى، الآية 51.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .