أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-12-2015
6816
التاريخ: 20-04-2015
30704
التاريخ: 4-12-2015
10835
التاريخ: 21-04-2015
2326
|
الوحي لغة :
هوالإعلام في خفاء (1). فالإنسان بما أنّه مخلوق للّه تعالى، فإنّ كل فكرة يدركها الإنسان فهي ترتبط في وجودها .. بسبب أوبآخر .. باللّه عزّ وجلّ خالق الإنسان ومدبّر أموره. ولكن شعور الإنسان تجاه مصدر هذه الفكرة .. بالرغم من إدراكه العقلي .. قد يكون مختلفا. ونذكر أنحاء ثلاثة لهذا الشعور :
1- أن يشعر بأنّ الفكرة نابعة من ذاته، ووليدة جهده الخاص وإدراكه الشخصي وهذا الشعور هوما نحسّه في حالات الإدراك الاعتيادية تجاه أفكارنا العادية. فإنّنا مع اعتقادنا بأنّ أفكارنا منسوبة إلى اللّه تعالى على أساس أنّه الخالق المدبّر لعالم الوجود بجميع مقوماته، ومنه قدرتنا على التفكير- نشعر وكأنّ هذه الفكرة وليدة هذا المزيج المركّب في ذات أنفسنا وناتجة عن مجموعة المواهب والقدرات الشخصية لنا.
2- أن يشعر الإنسان بأنّ الفكرة، قد ألقيت عليه من طوق علوي، وجاءته من خارج ذاته، وشعوره هذا بدرجة من الوضوح بحيث يحسّ بهذا الإلقاء والانفصالية بين الذات الملقية والذات المتلقية، ولكنه مع ذلك كلّه لا يكاد يحسّ بالأسلوب والطريقة التي تمّت فيها عملية إلقاء الفكرة. وهذا النحومن الشعور تجاه الفكرة هوما يحصل في حالات (الإلهام) الإلهي (2).
3- أن يصاحب الشعور الحسّي الذي شرحناه في فقرة (3) ، شعور حسّي آخر بالطريقة والأسلوب الذي تتمّ به عملية الإلقاء والاتصال وهذا الحسّ والشعور- سواء الحسّ بأنّ الفكرة جاءت من أعلى أوالحسّ بأنّ مجيئها كان بالأسلوب الخاص- لا بدّ فيه أن يكون واضحا وجليّا وضوح إدراكنا للأشياء بحواسنا العادية. وهذا ما يحدث في حالات الوحي إلى الأنبياء عليهم السّلام أوعلى الأقل ما حدث في وحي القرآن الكريم إلى نبيّنا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
إذن فهناك فرق بين الإدراك العادي الذي يكون نتيجة الموهبة، وبين الإلهام، والوحي.
هذا مضافا إلى ما ذكرناه سابقا في بحث الإعجاز وتحدّي القرآن المفتوح لكل العصور الذي يؤيد وبلا شكّ أنّ هكذا كتاب معجز من المستحيل أن يكون من صنع البشر.
ويتوضح بل ويقوّي الدليل إذا قارناه بالمقابل بهذيان مسيلمة الكذّاب، والعنسي وميكافيللي وأخيرا آيات سلمان رشدي الشيطانية.
وينقل لنا التاريخ حوادث كثيرة احتياج أبي بكر لعلي عليه السّلام في محاججاته في القرآن أوإلى تلميذ علي، ابن عباس. و«سئل أبوبكر الصدّيق عن معنى الأب ما هو؟ فقال : أي سماء تظلّني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب اللّه ما لا أعلم» (4).
وأمّا احتياج عمر بن الخطاب فهوأشهر من أن يذكر، ومن أشهرها عدم معرفته في تفسير قوله تعالى : { وفاكِهَةً وأَبًّا} [عبس : 31] حيث قال : «إنّ هذا هو التكلّف يا عمر» (5). وقرأ يوما على المنبر { أَويَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ}[النحل : 47]. ثم سأل عن التخوّف. فقال له رجل من هذيل : التخوّف عندنا التنقص (6).
ملاحظة مهمة :
يعترف عمر بن الخطاب احتياجه فقط وفقط إلى ثلاثة على رأسهم الإمام علي عليه السّلام وابن عباس- تلميذه ومن شيعته في حرب الجمل وصفين ومحاججته للخصوم بأمره- كذلك المحدث عبد اللّه بن مسعود! أقول : أين كان أعضاء الشورى وعلى رأسهم ابن عفان وما منزلته ومكانته أمام علي عليه السّلام وابن عباس وابن مسعود ؟!! إذن فإنّ حديث الثقلين المتواتر ينصّ على التمسّك بالكتاب والعترة ..
لا قرأتم واجتهدتم .. الخ بل تمسّكتم !
_______________________
(1) لسان العرب 15/ 381 مادة : وحي.
(2) للمزيد، أنظر : محمّد باقر الحكيم- المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن- ص 36، وأيضا د.
صبحي الصالح- مباحث في علوم القرآن.
(3) للمزيد، أنظر : محمّد باقر الحكيم- المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن- ص 36، وأيضا د.
صبحي الصالح- مباحث في علوم القرآن.
(4) فتح القدير للشوكاني : 4/ 339.
(5) الاتقان في علوم القرآن : 2/ 113.
(6) الموافقات- للشاطبي : 2/ 87.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|