أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-05-2015
1642
التاريخ: 20-04-2015
2326
التاريخ: 2023-06-13
1165
التاريخ: 2023-07-27
1073
|
قال تعالى : {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا... } [الشورى : 51- 52]
لقد تحدث القرآن الكريم عن حالات عديدة للإلقاء الإلهي وحالات الوحي الى الأنبياء التي يتلقاها الأنبياء بوعي ووضوح كامل لما يريد اللّه سبحانه أن يلقيه إليهم.
وهذه الحالات هي :
1- الوحي المباشر
لقد حظي بعض الأنبياء بالحديث الإلهي المباشر ، وإلقاء الكلمة إليهم ، واسماعهم من غير واسطة الملك عليه السّلام وقد وصف الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام هذا الصنف من الوحي الذي تلقاه نبينا محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بقوله : «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إذا أتاه الوحي وبينهما جبرئيل عليه السّلام يقول : هو ذا جبرئيل ، وقال لي جبرئيل ، وإذا أتاه الوحي ، وليس بينهما جبرئيل ، تصيبه تلك السبتة (1) ، ويغشاه منه ما يغشاه؛ لثقل الوحي عليه من اللّه عز وجل» (2).
وروى زرارة قال : «قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام جعلت فداك الغشية التي كانت تصيب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إذا نزل عليه الوحي ؟ قال : فقال : ذلك إذا لم يكن بينه وبين اللّه أحد ، ذاك إذا تجلى اللّه له ، قال : ثم قال : تلك النبوّة يا زرارة» (3).
ويصف الشيخ المفيد هذه الحالة فيقول : (فأما الوحي من اللّه تعالى الى نبيه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقد كان تارة باسماعه الكلام من غير واسطة ...) (4) ومثاله ما كلم اللّه به النبي محمدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في معراجه المبارك عند سدرة المنتهى (5).
وهذه المباشرة لا تعني زوال الحجاب الذي يكلم من ورائه البشر ، كما ذكر اللّه سبحانه ذلك.
2- الوحي بواسطة الملك جبرئيل
وهذا اللون من الوحي هو الوحي المألوف في الرسالات ، وبه نزلت الكتب والشرائع ، فقد جعل اللّه جبرئيل عليه السّلام وسيطا لإيصال رسالاته الى الأنبياء عليهم السّلام.
قال اللّه تعالى : موضحا نزول القرآن على نبينا محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بواسطة جبرئيل عليه السّلام : {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ } [الشعراء : 193 ، 194]
وقال سبحانه : {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة : 97].
3- الوحي بواسطة الرؤيا
ومن صور الوحي للأنبياء هو الرؤيا الصادقة التي يريها اللّه سبحانه لأنبيائه ورسله عليهم السّلام.
وقد تحدث القرآن عن رؤيا إبراهيم ويوسف ومحمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، نذكر منها حديث القرآن عن الرؤيا التي أراها اللّه سبحانه لنبيه في دخول المسجد الحرام ، وتحقيق النصر له.
قال تعالى { لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا } [الفتح : 27].
{وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا } [الإسراء : 60] .
وروى الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام حين سئل : كم تتأخر الرؤيا ؟ قال : «رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في منامه كأن كلبا أبقع يلغ في دمه فكان ، أي ذلك الكلب الأبقع شمرا ، قاتل الحسين ، وكان أبرص ، فكان تأخير الرؤيا بعد خمسين سنة» (6).
وورد عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام قوله : «رؤيا الأنبياء وحي».
ويوضح الإمام الصادق عليه السّلام أن صنفا من الأنبياء يتلقون وحيهم عن طريق الرؤيا ، فقد روي عنه قوله في هذا الصنف من التلقي :
«... الرسول الذي يأتيه جبريل قبلا فيراه ويكلّمه ، فهذا الرسول. وأما النبي فهو الذي يرى في منامه. نحو رؤيا إبراهيم. ونحو ما كان رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من أسباب النبوة قبل الوحي ، حتى أتاه جبريل عليه السّلام من عند اللّه بالرسالة» (7).
وقد روي عن عائشة قولها : (أول ما بدئ به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ...) (8).
4- النفث في الروع والإلقاء في النفس
ومن صور الوحي والإلقاء الإلهي في نفوس الأنبياء هو النفث في الروع. فقد روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بيانه لهذه الصورة من صور الوحي ، روى الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام قول الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «أيها الناس إني لم أدع شيئا يقربكم الى الجنة ، ويباعدكم من النار ، إلّا وقد نبأتكم به ، ألا وإن روح القدس (قد) نفث في روعي ، وأخبرني أن لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا اللّه عز وجل ، وأجملوا في الطلب» (9).
وهكذا يوضح هذا الحديث طريقة النفث في الروع والإلقاء في نفس النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم المقدسة.
وفيما يلي نقرأ تلخيصا لصور الوحي في قوله تعالى : {ما كانَ لِبَشَرٍ} أي لا يصح له {أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً} أي إلهاما وقذفا في القلوب ، أو إلقاء في المنام ، {أوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ} أي يكلمه من وراء حجاب ، كما كلم موسى بخلق الصوت في الطور ، وكما كلم نبينا في المعراج ، وهذا إمّا على سبيل الاستعارة والتشبيه ، فإن من يسمع الكلام ، ولا يرى المتكلم ، يشبه حاله بحال من يكلم من وراء حجاب ، أو المراد بالحجاب الحجاب المعنوي من كماله تعالى ونقص الممكنات ، ونوريته تعالى وظلمانية غيره ، كما سبق تحقيقه في كتاب التوحيد. {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} [الشورى : 51].
فظهر أن وحيه تعالى منحصر في أقسام ثلاثة : إمّا بالإلهام (10) والإلقاء في المنام ، أو بخلق الصوت بحيث يسمعه الموحى إليه.
أو بإرسال ملك (11).
__________________
(1) السبتة : الغشية.
(2) المجلسي ، بحار الأنوار : 18/ 271.
(3) المصدر السابق : 18/ 256. مؤسسة الوفاء- بيروت.
(4) تصحيح الاعتقاد : ص 210.
(5) الطبرسي ، مجمع البيان : تفسير الآية 145 من سورة الأعراف.
(6) علي بن برهان الدين الحلبي ، السيرة الحلبية ، باب بدء الوحي : 1/ 400 ، ط/ دمشق : دار المعرفة (1409 هـ 1989 م).
(7) الكليني ، الأصول من الكافي : 1/ 176. باب الفرق بين الرسول والنبي.
(8) صحيح البخاري : ج 1 ص 30- 31 دار احياء التراث العربي بيروت ، (ط. 2/ 1401 هـ 1981 م) باب كيف كان بدء الوحي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
(9) الكليني ، الكافي : 5/ 83. كتاب المعيشة ، باب الإجمال في الطلب.
(10) يدخل النفث في الروع في هذا القسم من الوحي.
(11) المجلسي ، بحار الأنوار : 18/ 246.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|