أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-21
1221
التاريخ: 17-10-2014
1189
التاريخ: 27-04-2015
1745
التاريخ: 2024-11-03
238
|
المكي والمدني
تمهيد
رافق نزول القرآن حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرِّسالية، ونزلت آياته وسوره لتلبّي احتياجات المرحلة التي كانت تعيشها الرسالة، وتتناسب مع الظروف والتطوّرات التي رافقت الدعوة الإسلامية آنذاك، وقد شكّلت هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلمإلى المدينة المنوّرة نقطة تحوّل رئيسة قسّمت الحياة الرِّسالية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى مرحلتين متمايزتين:
1- المرحلة المكية: وهي مرحلة الدعوة التي لم تتجاوز الأفراد.
2- المرحلة المدنية: وهي مرحلة الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي.
وقد تبع ذلك تغيّر في طبيعة السور القرآنية النازلة بعد الهجرة.
وقد عني الباحثون بدراسة المكي والمدني من السور، نظراً لما يترتّب على ذلك من فوائد وثمرات يُستفاد منها في التفسير وفي استنباط الأحكام الشرعية. وسيأتي في بحث الناسخ والمنسوخ، أنه لمعرفة الناسخ من المنسوخ لا بدّ غالباً من معرفة زمان النزول، وضرورة كون الناسخ متأخّراً نزولاً عن المنسوخ، وقد يُستفاد من معرفة المكي والمدني في محاكمة أسباب النزول التي قد يُتلاعب بها لمصالح سياسية معينة.
ما هو معيار المكّي والمدني؟
هناك معياران في تحديد معنى المكي والمدني لكلِّ واحدٍ منهما قائلٌ:
1- زماني، وهو المعيار الأصحّ والأدقّ وهو الأشهر استعمالاً، وهو النافع في معرفة الناسخ من المنسوخ، وعليه:
فالمكّيّ: عبارة عن كل ما نزل في المرحلة المكية، أي قبل الهجرة إلى المدينة المنوّرة.
والمدني: عبارة عن كل ما نزل في المرحلة المدنية أي مرحلة الدولة الإسلامية، فيطلق على النازل بعد الهجرة ويدخل فيه كل ما نزل بمكة عام الفتح أو في حجة الوداع، أو في غير مكة والمدينة كالطائف وحُنَين و...، أثناء الغزوات التي خاضها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لو ثبت نزول شيء من القرآن أثناءها.
2- مكاني، وهذا الاصطلاح معمولٌ به عند البعض، وعليه:
فالمكي: يطلق على النازل من القرآن الكريم في مكة المكرمة مطلقاً، سواء كان قبل الهجرة أو بعدها، أي في المرحلة المكية وما نزل في مكة بعد الفتح.
والمدني: كل ما لم ينزل في مكة فهو مدني.
وعليه فيكون ما نزل في مكة عند الفتح وفي حجة الوداع مكيّاً، رغم كونه بعد الهجرة، بل في أواخر حياة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
ولعل الاختلاف الذي نلاحظه أحياناً في مكية السورة أو مدنيتها يرجع إلى الاختلاف في المعيار، ويتبعه اختلاف في الاصطلاح.
كيف نميّز بين المكّي والمدني؟
هناك أمور اعتُبرت علامات تشير إلى زمن نزول الآية، وهل أنها مكية أم مدنية، لكن المشهور بين العلماء أن هذه العلامات ليست قطعية، ولا يعوّل عليها دائماّ، فهي ليست سوى مرجّحات تساعد على تحديد المكي من المدني، ومن هذه العلامات:
1- من علامات السور المكية:
أ- كل ما نزل فيه ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾.
بناءً على أن طبيعة المرحلة المكية هي الخطاب العام لكل الناس، لا للمؤمنين.
إلاّ أن هذا العنصر أو هذه السمة لا تصلح أن تكون ضابطة تمييز بين المكي والمدني، نظراً لورود آياتٍ ثبت أنها مدنية، وهي تخاطب الناس بالخطاب العام مثل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[1].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾[2].
ب- ما نزل من القرآن فيه ذكر الأمم.
وهذه الضابطة أيضاً غير دقيقة، لوجود ذكر الأمم في سور مدنية قطعاً، ويكفي مثالاً على ذلك سورة البقرة التي تحدّثت عن قصة موسى وبني إسرائيل مفصلاً ومن الثابت أنها مدنية.
ج- السور التي تبدأ بالحروف المقطعة من علامات السور المكية، عدا سورتي البقرة وآل عمران، وفي سورة الرعد خلاف.
د- كل سورة فيها سجدة فهي مكية (طبعاً المراد الأعم من السجدات المستحبة والواجبة).
هـ- كل سورة فيها لفظ (كلاّ) فهي مكية.
2- ومن علامات السور المدنية:
أ- ما فيه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾، فقد تكوّن المجتمع الإيماني الذي بدأت تخاطبه الآيات بـ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ في المدينة بعد الهجرة. لذلك ربما لا نجد فيما نصّ على أنه مكيّ خطاباً بـ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾.
ب- ما كان من الفرائض والسنن وتفاصيل السنن والحدود والأحكام. فإنما نزل بالمجتمع المدني حيث الدولة الإسلامية وسن الشَّرائع والقوانين.
ج- كل سورة فيها ذكر للمنافقين فهي مدنية سوى سورة العنكبوت، وقيل: إنّ أولها إلى آخر الآية مدني أيضاً وما عداها فهو مكي، وفي هذه الآيات ذكر الجهاد والمنافقين.
د- كل سورة فيها إذنٌ بالجهاد أو ذكر له وبيان أحكامه فهي مدنية، أو خصوص الآيات المتضمنة لذلك.
هـ- كل سورة فيها محاججة لأهل الكتاب فهي مدنية.
والحقّ: أن هذه العلامات المميّزة مبنية على ملاحظة السور والآيات واستقرائها، وهي جميعها في موارد ثبت بالنقل مكية السورة أو مدنيتها. وعليه فلا يكون هناك ثمرة كبيرة في دراسة هذه المميزات.
وقد بالغ المفسّرون أحياناً في تشخيص المكي والمدني، فعدّوا بعض الآيات الواردة في السور المكية مدنياً، وبالعكس، اعتماداً على وجوه واعتبارات استحسانية لا يصح الاعتماد عليها.
عدد ما نزل في مكة وما نزل بالمدينة من السور:
عدّ الزركشي خمساً وثمانين سورة نزلت في مكة، وتسعاً وعشرين سورة نزلت بالمدينة، وذكر الاختلاف حول بعض السور مثل: ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾[3] فقيل إنها آخر ما نزل بمكة وقيل إنها مدنية.
ومثل: سورة الفاتحة، التي ذهب بعضهم إلى أنها أول سورة نزلت كاملة في مكة، وقيل نزلت بعد سورة المدثّر، وقيل إنها نزلت بالمدينة، والأشهر أنها مكية، وربما قيل بتكرّر نزولها.
مصحف الإمام علي عليه السلام
لقد ذكر في نصوص عديدة أنّ هناك مصحفاً خاصاً بالإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وكان يمتاز بعدّة أمور:
منها: أنه رتّبه على ترتيب النزول فقدّم المتقدّم نزولاً وأخّر المتأخّر نزولاً. ولكن المصاحف التي دوّنت بعد ذلك وخاصة عندما تمّ توحيد رسم المصاحف زمان عثمان بن عفان لم تراعِ الترتيب بحسب النزول، وإنما اعتمدت ترتيباً قريباً إلى حدٍّ مّا مع ما هو عليه المصحف المتداول اليوم.
منها: أنه دوّن فيه التأويل والتفسير كما أملاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأسباب نزول الآيات.
منها: أنه بيّن فيه المحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، بالإضافة إلى ما ذكر من إثبات أسماء أهل الحقّ وأهل الباطل والمنافقين في المناسبات التي نزلت الآيات فيها.
وإلى هذا المعنى تشير النصوص الواردة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام في أنه عليه السلام جمع القرآن كما أنزل، أي كما أنزل ترتيباً وتأويلاً وتفسيراً.
أين مصحف الإمام علي عليه السلام؟
بقي هذا المصحف عند الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وتوارثه أئمة أهل البيت عليهم السلام مع بقية ودائع النبوة، وفي بعض النصوص أنّه محفوظ عند الإمام الحجّة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف[4].
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|