المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6204 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



حديث الأكل متكئًا.  
  
438   10:39 صباحاً   التاريخ: 2024-08-05
المؤلف : الشيخ الجليل محمد بن الحسن المعروف بـ(الحر العامليّ).
الكتاب أو المصدر : الفوائد الطوسيّة.
الجزء والصفحة : ص 55 ـ 56.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / مقالات متفرقة في علم الحديث /

فائدة رقم (15):
في معنى حديث: ما أكل رسول الله (صلى الله عليه وآله) متكئًا قط (1).
قال صاحب القاموس فيه: وكأنّ قوله (عليه السلام): أما انا فلا آكل متكئًا أي جالسا جلوس المتمكّن والمتربّع ونحوه من الهيئات المستدعية لكثرة الأكل بل كان جلوسه للأكل مستوفزًا (2) مقعيًا غير متربّع ولا متمكّن وليس المراد الميل على شقّ كما يظنّه عوام الطلبة "انتهى".
وقال صاحب النهاية فيه: "لا آكل متكئًا" المتكئ في العربيّة كل من استوى قاعدا على وطاء متمكنا ، والعامة لا تعرف المتكئ الا من مال في قعوده معتمدا على أحد شقيه والتاء فيه بدل من الواو أصله من الوكاء وهو ما يشد به الكيس وغيره كأنّه أوكأ مقعدته وشدّها بالقعود على الوطأ الذي تحته.
ومعنى الحديث: انّي إذا أكلت لم اقعد متمكّنا فعل من يريد الإكثار منه ولكن آكل بلغة فيكون قعودي له مستوفزا ، ومن حمل الاتكاء على الميل على أحد الشقين تأوّله على مذهب الطبّ فإنّه لا ينحدر على مجاري الطعام سهلا ولا يسقيه هنيئا وربّما تأذّى به "انتهى".
قال بعض فضلاء المعاصرين: ما ذكره صاحب النهاية وصاحب القاموس مخالف لما ذكره الأئمة (عليهم ‌السلام) في أحاديثهم كما رواه محمد بن يعقوب الكليني عن أبي خديجة قال: سأل البشير الدهّان أبا عبد الله (عليه‌ السلام) وأنا حاضر فقال: هل كان رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) يأكل متكئا على يمينه ولا على يساره فقال: ما كان رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) يأكل متكئا على يمينه ولا على يساره ولكن كان يجلس جلسة العبد. قلت: ولم ذاك؟ قال تواضعا لله عزّوجلّ (3).
فهذا صريح في انّ المراد بالاتكاء الميل على أحد الشقين اليمين واليسار فليس من ظنّه من عوام الطلبة بل من خواصّها وأيضا ما ذكره صاحب النهاية بأن من حمل الاتكاء على هذا المعنى تأوّله على مذهب الطب غير سديد فانّ الصادق (عليه‌ السلام) علّل تركه بالتواضع لله والخضوع له كما هو دأب العبيد لا كما هو شأن الملوك والمتكبّرين "انتهى".
وأقول: لا يخفى انّه لا منافاة بين كلام أهل اللغة وبين كلام الصادق (عليه ‌السلام)؛ لأنّهم إنّما فسّروا الاتكاء المطلق وكلام الامام (عليه ‌السلام) جاء على مطابقة سؤال السائل والاتكاء في السؤال والجواب مقيّد بكونه على اليمين أو اليسار ولا يلزم كون الاتكاء المقيّد بمعنى المطلق ولا العكس كما هو واضح بل لا يبعد ان يكون في ذكر القيد اشعار بالاحتياج اليه فيكون المطلق معنى آخر والا لكان القيد مستغني عنه وهو بعيد لذكره في السؤال والجواب.
ثم انّ صاحب النهاية قد جوّز الحمل على المعنى المفهوم من الحديث.
وبالجملة فالحديث المنقول وحده لا ينافي ذلك التفسير ولا يبعد ان يكون (عليه ‌السلام) كان يترك الاتكاء بالمعنيّين ولا يأتي بواحد من القسمين لا المطلق ولا المقيّد وكذا لا منافاة بين التعليلين؛ لأنّ الأول لعدم التمكّن والثاني لجلوسه جلسة العبد ولم يتحقّق تساويهما ولا تلازمهما ولو سلم فلا مانع من صحّة التعليلين معًا إذ اجتماعهما هنا ممكن بل كل فعل من أفعاله (عليه ‌السلام) كان له أسباب متعدّدة وفوائد كثيرة في الدنيا والدين غير انّ المصلحة للمكلّفين في إظهار العلّة المذكورة في الحديث كما لا يخفى والله تعالى أعلم.

__________________
(1) الكافي ج 6 ص 272 ح 9.
(2) استوفز في قعدته: انتصب فيها غير مطمئن أو وضع ركبتيه ورفع إليتيه أو استقلَّ على رجليه.
(3) الكافي ج 6 ص 271 ح 7.




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)