أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2021
1792
التاريخ: 19/10/2022
1157
التاريخ: 3-1-2023
929
التاريخ: 2-2-2016
2252
|
تمثل المدن في العصر الحاضر مراكز للقوة الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية ، و أماكن السيطرة و الإبداع ، وتستثمر مبالغ ضخمة من الأموال ، كما تشهد نمو المدن ، معدلات نمو عالية لم تشهدها من قبل، يتطلب الاقتصاد الحديث سهولة في الوصول إلى المعلومات ، وبما أن التعامل مع المعلومات وتبادلها ، يحتاج تجمعات اقتصادية و مباني و شبكات للمواصلات و الاتصالات و مصادر للمعلومات البشرية التي تتوافر أصلا في المدن بعامة والمدن الكبرى بخاصة ، الأمر الذي دفع المؤسسات الكبرى إلى إقامة إداراتها في هذه المدن .
تنحصر المهمة الرئيسية لطالب جغرافية المدن في فهم الطرق والأساليب أو العمليات التي عملت على تشكيل المدن وتغييرها في الماضي، و التي لا زالت تعمل على تشكيلها في الوقت الحاضر ، ويحاول التصدي للعديد من الموضوعات مثل ماهية جغرافية المدن ، و ميدانها و مدى ارتباطها مع العلوم الجغرافية الأخرى و مع بعض العلوم الأخرى ، و تفسير التحضر التي تمر به الدول في العصر الحاضر ، و التأكيد على نتائج هذه العملية ، وبخاصة فيما يتعلق بحياة الناس و أنشطتهم المختلفة.
نالت المدينة اهتمام المتخصصين في مختلف فروع المعرفة ولا سيما الجغرافية ذلك أن البحث في جغرافية المدن له ما يميزه عن الدراسات الأخرى المتعلقة بالمدينة بوصفها ظاهرة حضرية.
وقبل الحرب العالمية الأولى ازداد الاهتمام بدراسة المدينة من نواح أخرى غير جغرافية شملت المجالات الهندسية المعمارية والإدارية والاقتصادية ، استفاد الجغرافيون منها ، وبدأت دراستهم للمدينة تتجه نحو التفصيل والتحليل ، ثم ما لبثت جغرافية المدن أن أعادت النظر فيما نقلته عن العلوم الأخرى وأدخلت فكرة أقليم المدينة ، وظهرت كتب أساسية تحيط بأطراف هذا الموضوع .
وبعد هذه المرحلة جاء وضع الأسس التطبيقية لهذا الفرع الحديث ، وذلك في الفترة ما بين الحربين العالميتين، وفي هذا السياق تمت الدراسات التفصيلية لكثير من المدن في أوربا والشرق الأقصى ، تلتها دراسات تسعى لوضع أصول هذا العلم ، فألف الأمريكي " جيفرسون Jefferson كتاباً عالج فيه تطور المدن الأمريكية ونمو المدن البريطانية ، وتبعه بعد ذلك بعض العلماء الألمان الذين تناولوا بالدراسة عدة مدن المانية وحاولوا وضع القوانين التي تحكم حجم المدن وتباعدها ومواقعها ، ومن بين هؤلاء كريستولر صاحب نظرية الأماكن المتراكزة والذي استخدم فيها الطرق الرياضية لأول مرة عام 1935. إن جغرافية المدن تسعى حديثاً إلى تحديد إقليم المدينة بعد دراسة تحليلية لنشأة المدن وشكلها ومحتوياتها ووظائفها وسكانها واستعمالات الأراضي بها والذي تتم بالملاحظة والتسجيل والرسم والشم والسمع هذا ما وضحه سمايلز Smiailes وأكده في دراساته .
لقد أصبح العمران الحضري من أبرز سمات القرن العشرين وأصبحت دراسته أكثر تعقيداً عن ذي قبل خاصة بعد أن تضخمت المدن وتزايدت مشكلات العيش بها والممثلة بالإسكان والغذاء والكهرباء والخدمات الحضرية الأخرى ، وتجاوز الكثير من هذا حدوده الأصلية ليتصل بالتوابع المجاورة ، وليكون امتداداً حضرياً يزداد كثافة واتساعاً يوماً بعد يوم ونحن نعيش في عالم يفوق سكانه من الحضر نظرائهم في الريف لدرجة يمكن القول معها ، إنه في غضون العشرين سنة القادمة سيعيش معظم سكان العالم في أماكن حضرية ، وفي الوقت الذي سيهجر فيه سكان الريف مكان سكنهم للعيش في رحاب المدينة ، وربما يأتي اليوم الذي يصبح فيه أهل الريف مدنيين .
إن هذا يترتب عليه أن يجعل من جغرافية المدن أكثر فروع الجغرافة ديناميكة في مجال البحث وعلى الرغم من أن هذا الفرع يعد من الفروع الجغرافية الحديثة النشأة التي ترجع إلى بداية القرن العشرين استمراراً لقيام الثورة الصناعية ، إلا أنه تطور تطوراً ملحوظاً خلال فترة وجيزة مقارنة مع باقي فروع الجغرافية الأخرى ، ومر بمراحل تطور هائلة خاصة في الثلاث عقود الأخيرة من القرن العشرين .
كما إن التطور التكنولوجي أدى إلى أن أصبحت بعض المدن تأخذ في نموها وامتدادها بعداً جديداً ، واختفى الاتساع كدلالة وحيدة على النمو والامتداد حين لم يعد المنزل المكون من طابق واحد أو طابقين هو القاعدة المنتشرة ، وأصبحت توجد إلى جانبها أنفاق تحت السطح يتحرك فيها الناس والقطارات ، كما توجد في بعض المدن طرق معلقة تشترك مع العمارات العالية والأنفاق في وجود أبعاد مختلفة لنمو المدن الحديثة التي أصبح لها حجم وليس مجرد مساحة، وصار نموها لا يتلائم أفقياً فقط، بل ورأسياً أيضاً وفي بعض المستويات الرأسية توجد وظائف مهمة خصوصاً الخدمات والمرافق مثل وسائل النقل تحت الأرض وشبكات المياه والصرف الصحي .
وعلى الرغم من أن نمو المدينة المعاصرة لم يعد وقفاً على المحور الأفقي. فأن النمو الأفقي للمدن في العصر الحديث قد اتسع إلى درجة لم يسبق لها مثيل ، وأصبح ثمة تباين واضح في خطة المدينة ، ففي المنطقة الوسطى من المدينة التي تمثل مركزها اليوم مثلما تمثل محور الحياة والحركة النابض فيها ، توجد أعلى المباني وأكثرها ارتفاعاً وتعدداً في الطوابق ، ومن ملامح هذه المنطقة المركزية إنها تجذب أكبر قدر من الاستثمارات سواء في نمط البناء أو الأموال أو التجارة أو المؤسسات المختلفة ، وسبب ذلك إن المنطقة الوسطى ظلت حتى وقت قريب أكثر أجزاء المدينة سهولة من حيث الوصول اليها سواء من أحياء المدينة الداخلية أو حتى من خارجها ، وأصبح لإمكانية الوصول هذه أثر بالغ في جذب الأنشطة المختلفة إليها ، مما أثر بدوره في ارتفاع ثمن الاراضي بدرجة كبيرة في المنطقة المركزية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|