المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

مبادئ التنمية السياحية المستدامة - الاستدامة البيئية
22-12-2020
رموز خرائط التوزيعات في الخرائط
18-8-2019
Occurrence of the group 17 elements
8-3-2017
حكم الجماعة في صلاة نافلة رمضان.
14-1-2016
القرن العشرون
23-4-2019
The natural sound source
5-1-2022


الخلاف وسوء التربية  
  
406   01:57 صباحاً   التاريخ: 2024-08-03
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 101
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إن بحث (التربية) بحث واسع وغني، يستحق الدراسة والتحقيق، وأحد جوانبها هو أن تربية فترة الطفولة هي برنامج حياتنا في مرحلة الشباب ومرحلة الكهولة. وللتربية الصحيحة دور مهم في حسن التعاون، عائلياً واجتماعياً، كما أن التربية غير الصحيحة تبعث على الإختلاف وعدم الانسجام في العائلة والمجتمع.

إن أول المربين للطفل في محيط العائلة هم الآباء والأمهات، فهما يضفيان عليه اخلاقه وخصاله - علموا ذلك أم جهلوا ـ ويركزان فيه أسس الفضيلة أو الرذيلة من خلال أقوالهم وأفعالهم فينشأ الطفل وفق أساليبهم الصحيحة أو الخاطئة.

إن الأشخاص الذين يربون على جهل الوالدين ينشأون مضطربين يتملكهم الخوف والفشل والحرمان. والخلاصة أن هؤلاء الذين تلقوا تربية سيئة إن لم يصلحوا أنفسهم في مرحلة الشباب ويعالجوا ما بهم فإنهم سيمضون العمر كله في ألم وشقاء وغضب وقلق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.