المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
علي مع الحق والحق مع علي
2024-04-23
صفات المتقين / لا يشمت بالمصائب
2024-04-23
الخلاص من الأخلاق السيئة
2024-04-23
معنى التمحيص
2024-04-23
معنى المداولة
2024-04-23
الطلاق / الطلاق الضروري
2024-04-23

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الغضب وعدوان الأطفال  
  
1975   01:39 مساءً   التاريخ: 24-11-2019
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص141ـ150
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

يشكو كثير من الآباء والأمهات من كثرة تعرض أولادهم لسلوك عدواني ، وأنهم يظهرون في أغلب الأحيان بمظهر الثورة والعنف والغضب ويذكرون أن اصطدام أولادهم مع اخوتهم أو مع أولاد الجيران مما لا يكاد ينقطع في كل يوم في كل ساعة تقريبا من ساعات النهار وان أعصابهم تتوتر في كل يوم بل في كل ساعة تقريبا من ساعات النهار وان أعصابهم تتوتر في كل لحظة ثم يظهر الانفعال وتبدأ المعركة بالأفعال التهديدية وتتكرر هذه المواقف إلى حد أنها تثير أعصاب الحاضرين وتؤدي إلى النفور من هذا الجو.

وينتشر في أذهان الناس أن مفهوم العدوان عند الأطفال يشمل كل المشاعر والدوافع التي تتضمن عنصر التدمير وسوء النية حيال الآخرين.

وتتوقع التربية الحديثة عدوانا عند الأطفال ، وتعتبره طبيعيا بل تعدّه مجالا مناسبا لفهم نفسياتهم ودراسة مشكلاتهم السلوكية وفرصة طيبة لتوجيههم ويلاحظ هذا الطابع عند الأطفال في التشاجر والانتقام والمشاكسة والمعاندة والميل للتحدي والتلذذ من نقد الآخرين نحو التعذيب والتنغيص وتعكير الجو والتشهير والفتن... الخ ويصاحب هذه الحالات في الغالب انفعالا وغضبا مع اختلاف درجاته ومبرراته. وأما أساليب التعبير عن انفعال الغضب فقد نقوم بتهشيم السبب المثير نفسه بالاعتداء عليه بالأساليب البدائية من ضرب وعض ، وقد تكون بالاعتداء على ممتلكاته أو ما يتصل به وذلك بالتدمير والإحراق والسلب وقد تكون كذلك باللجوء إلى التهديدات والشتائم والنقد.

هذه هي الأساليب المباشرة التي يمكن أن تبدو في مثل هذه الحالات وهناك أساليب غير مباشرة نذكر منها السرقة والكذب والهرب والاستغراق في النوم أو في أحلام اليقظة.... الخ.

وفي كلتا الحالتين السابقتين نلاحظ أن صاحبها ذو شخصية إيجابية ولكن من الأطفال من هو سلبي في شخصيته ونسميهم (الأطفال الانطوائيين) وهم يلجئون لأسلوب سلبي في التعبير عن مشاعرهم الغضبية التي يتعرضون لها ويكون ذلك بالانطواء على النفس والابتعاد عن الآخرين أو الإضراب عن الكلام أو الطعام...الخ.

وفي مثل هذه الحالات يبدو سلوك الطفل مريحا للآخرين في الظاهر ولكنه مضر غاية في حقيقته إذ يصحبه كبت لانفعال الغضب عند الأطفال بينما نجد أن انفعالات الأطفال المنبسطين أو الإيجابيين تعطي الأطفال شعوراً بالراحة النفسية بعد تعبيرهم عن انفعالاتهم بشكل ظاهر.

ولكن الأمر لا يقف أيضاً عند هذا الحد فقط فقد لا حظنا أن نوبات الغضب تصل أحيانا إلى درجة شديدة كاحتقان الوجه واحتباس الكلام أو الإغماء أو كثرة البكاء وغير ذلك من الأساليب التي يقوم بها الطفل بشكل لا شعوري للحصول على حاجة مادية أو معنوية إذ يترتب على هذا أسلوب أن يجتذب الطفل اهتمام أسرته أليه وعطفها عليه ، فتتجمع كلها ذعرا حول الطفل وكل فرد منها يقوم بتنصيبه في مساعدة الطفل والاهتمام به. وليس العدوان مقتصراً على سن معين ولكنه يظهر عادة في جميع الأعمار وهو مع ذلك يختلف قوة وضعفا من فترة لأخرى فالكهل أقل غضبا من الطفل ولعل السبب بسيط للغاية فالطفل كثير النزعات والرغبات التي لا تنتهي والتي تتعارض في اغلب الأحيان مع مصالح الآخرين مما يؤدي إلى غضب الأطفال بكثرة.

ويرى أحد المربين أن العدوان يبدو بوضوح في الأعمار التي تحدث فيها تغيرات أساسية في حياة الفرد فهي تظهر في السنة الأولى عند الفطام وتظهر عند مجيء مولود جديد للأسرة وعند انتقال الطفل من حياة الحضانة المنزلية إلى المدرسة عند دور البلوغ.

ان العدوان حدث قوي يهز كيان الشخص حيث تكمن وراءه قوة كبيرة ودافع فعال وهذه القوة الكامنة يمكن أن تتجه للشر والتخريب والهدم.

ويتفق علماء النفس على أننا نولد ولدينا القدرة الفطرية على استشعار الدوافع وهو ما سموه قديما بغريزة الغضب.

ونظرا لفطرية هذا الاستعداد فانه يخضع غالبا لقوانين الوراثة المعروفة فقد عرفت بعض الأمم والقبائل بميلها للشجار والمقاتلة اكثر من غيرها كما نعلم ان البنين على وجه العموم اشد ميلا للمقاتلة اكثر من البنات مما يجعل بعضهم يميل إلى اعتبار المقاتلة صفة فيهم كما يتضح الميل للمقاتلة كذلك عند أصحاب مهنة دون أخرى ولكن ليس معنى كون الاستعداد للغضب أمرا فطريا ينفي أثر البيئة فللتربية والبيئة أثر مهم في تشذيبه وتوجيهه لما فيه مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة.

والغضب في العدوان هيجان غير ملائم ينشأ عن حصول أمر يخالف رغباتنا ونزعاتنا وغالبا ما يظهر ممزوجا بالغيرة من الخوف والكراهية كما يتفاوت من الغضب العارم الذي يرافقه تمزيق وضرب وقتل إلى الغضب الهادئ حيث يظل فيه المرء مغلوبا على أمره.

إما أسباب الغضب والعدوان فمتعددة فقد ينشأ عن الشعور بالخيبة الاجتماعية كتأخر تلميذ في دراسته او في حالات الغيرة الناتجة بين الأخوة أو رفاق المدرسة أو رفاق الحي.

وقد ينتج العدوان في حالات التربية الجامدة القاسية التي تكبت ما لدى الطفل من حرية في التعبير والنشاط التلقائي لأن الضغط كما نعلم يولد الثورة والانفجار. كذلك قد ينتج في حالة ما إذا اشعر الطفل بيئته بأنه كم مهمل لا وزن ولا قيمة له وان الآخرين لا يعيرونه اهتمامهم فهنا يكون عدوان الطفل وسيلة لجذب انتباههم نحوه ثم ليثبت شخصيته التي لا يعترفون بها.

ويدهش كثير من الآباء من ميل أطفالهم للمعاكسة والمشكلة بعد دخولهم المدرسة الابتدائية والسبب في ذلك أن جو المدرسة بكل أسف جو مقيد في العادة لحرية الحركة وحرية التعبير عن الفكر ولا يسمح به لإثبات الذات إثباتا كافيا.

وقد ينتج الغضب في حالات التدليل فالطفل في هذه الحالة تعود أن تجاب جميع طلباته بلا استثناء ، ويأخذ ولا يعطي... يثور لأتفه الأسباب ويغضب لتجاب له مطالبه ومن ذلك نشاهد استمرار البكاء عند الأطفال والضرب بأقدامهم على الأرض أو التمارض في بعض الأحيان.... الخ.

وقد يكون الغضب عند الأطفال صورة من الغضب عند الآباء وتحدث هذه الحالة أما بالتقليد على أساس إن الطفل ينظر لأبويه المثل الأعلى بالنسبة إليه أو كرد فعل على غضب الوالدين وشجارهما أمام الطفل وهو ما يجب على الأبوين تجنبه تماما.

وقد تكون الحالة الجسمية عند الطفل سببا في إثارة الغضب عنده ، فأي نقص عام أو محلي كالعاهات وما شابهها يؤدي إلى إضعاف قدرة الشخص على السيطرة على موقف ما قد يجعل الشخص هائجا متوتراً ، وقد يكون عدوانه الموجّه للآخرين وسيلة لا شعورية للتعاظم الذي يشعر به...

ومن ذلك نلاحظ انه ليس من السهل إعطاء تفسير واحد يوضح لنا أسباب الانحراف ، ولكنها تقوم جميعا على أساس القاعدة الهامة التي تقول: بأنه تقوم في نفس الإنسان دوافع تحمل طاقات قوية ، وإن هذه الدوافع تتصارع فيما بينها. والسلوك الإنساني ما هو إلا نتاج لهذا الصراع.

ويختلف الغضب بحسب الأعمار:

فبالنسبة للرضيع نجد إن أسباب غضبه لا تعدو الجوع أو البرد أو الألم والأم في هذه الفترة هدف مباشر لمشاعر الطفل العدائية.

وانفعالات الرضيع لا تدل على انفعال الغضب تماما بل هي انفعالات عامة غير مميزة وتكون على شكل صراخ مع حركات عشوائية باليدين والرجلين.

والطفل حتى السنة الأولى عاجز عن إخفاء مشاعره ولا جدوى من محاولة تعليمه إن النرفزة والبكاء عيب لأنه في هذا السن اصغر من أن يستطيع إدراك هذا المبدأ. ويجب ألا نستجيب لغضبه استجابة ضيق شديد أو عطف زائد ويجب أن نعلم إن لها الهاء الطفل أجدى من ثورتنا عليه.

إن انفعالات الطفل في هذه الفترة سريعة ومتقلبة وشديدة ومتضادة وهو لا يعرف فكرة التأجيل والانتظار.

ومن السنة الأولى حتى السنة الخامسة نجد أن العداء عند الأطفال ينجم عن التغيرات العديدة النفسية والانفعالية التي تطرأ عليه في هذه الفترة ذلك أن الأطفال يواجهون المشي والتسنين والكلام.. مما يزيدهم قدرة على الشعور بانفعالات منفصلة متميزة ، وهنا تزداد الفرص المميزة لغضب الطفل إذ يصطدم بأوامر ونواه وقيود اجتماعية تفرضها عليه بيئته الصغيرة التي يعيش فيها (لا تكسر ، لا تلعب ، لا تخرج  ...الخ) مما يضع أمامه مجموعة من القيود التي تقف دون تحقيق رغباته وميوله مما يزيد من غضبه وحنقه وثورته.

وأبرزها نلاحظ في انفعالات الطفل في هذه المرحلة التقلب ، فهو ينتقل من الضحك إلى البكاء ومن الغضب إلى السرور ومن الخوف إلى الطمأنينة وهذا ينشأ عن غضبه على التضييق المفروض عليه من قِبل أبويه وحبه الشديد للعب وتحطيمه للأواني ثم عتابه المستمر على ذلك.

وعن نوبات الفزع التي تنتابه ليلا وشعوره بالافتقار إلى أمه إذا غابت عنه لزيارة الآخرين خارج المنزل او عن حالة غيره سببها أحد اخوته.... وكل ذلك يجعله شعلة ملتهبة من الانفعالات لا تخبو نارها.

على أن هناك فروقا واسعة بين الأطفال في جميع الأعمار فبينما نجد بعضهم سريع الاستئثار وإذا ببعضهم وديع المزاج والعريكة وبينما يبدي بعضهم وديع المزاج والعريكة وبينما يبدي بعضهم مشاعره في ملامح وجهه أو يخفيها في سريرته.

على أن أغلب الأطفال بين الثانية والرابعة من أعمارهم يشعرون بالغضب على نحو اعمق من شعورهم به في أي وقت آخر.

ثم إذا بلغ الطفل الخامسة من عمره اصبح مستقرا في انفعالاته الى حد كبير وان كان لا يزال يحب المنافسة والغيرة ويقع فريسة للمخاوف الوهمية. أما أطفال المدرسة الابتدائية:

فنجد أن هذه المرحلة هي مرحلة ثبوت واستقرار انفعالي ولكن ليس معنى ذلك ان الطفل في هذه المرحلة لا يبدي أي انفعال ، بل إن انفعالاته تصبح أقل شدة وحدة واضطرابا وخاصة أن المرحلة الأولى كانت عنيفة بعدها مرحلة المراهقة عنيفة جدا.

أما هذه المرحلة فهي مرحلة هدوء بالنسبة لكليهما إذ إن الطفل يحاول أن يسيطر على نفسه ولا يسمح لانفعالاته أن تفلت من يده وهو يبذل الجهد ليكبح جماح رغباته المتعارضة مع المجتمع ويتوافق مع الآخرين من الكبار والصغار.

وعدوان الأطفال وثوراتهم المملوءة بالغضب ليست في الأغلب إلا اتجاهات يستمدها الأطفال من الناس الذين يحتكمون بهم ومن الكبار المقربين على وجه الخصوص.

وفي حالات معينة كنا نلاحظ أن جماعات الأطفال تعبر عن عدوانها بأن توجهه لطفل فرد او لجماعة أخرى من الأطفال وقد ينعكس تعصب الجماعة في استفزاز طفل او معاكسته لا لشيء إلا لأنه يختلف عن زملائه في أمر ما.

أما غضب الأطفال في محيط المنزل فيبدو في إضرابهم عند التعاون في الحياة المنزلية اليومية فالعادات التي تقبلها الأطفال منذ أمد بعيد كغسل أيديهم قبل الأكل وترتيب اللعب وتقديم المعونة في الإطاعة مثلاً... نلاحظ أنهم يقاومونها فجأة في هذا السن مقاومة عنيدة.

ومنهم من يبدي استخفاف بالمسؤولية المنوطة به ، أو يقوم بمضايقة الأبوين واستفزازهما وكأن الطفل بسلوكه هذا يريد أن يقول: إنني ارفض أن أعمل وفق إرادتكما... ويلمس الآباء بطبيعة الحال أن الطفل إنما يعبر عن شعوره العدائي نحوهما.

وهنا يجب أن نلاحظ تماما الأطفال لا يمرون ضرورة بهذا الطور وذلك للفروق الفردية بينهم إذ إن ذلك يتعلق بطبيعة البيئة التي نشأ فيها الطفل ونوع التربية التي نشأ عليها ونوع التربية التي تلقاها والخبرات التي مر بها وأسباب الصراع والتمرد التي تعرض لها.

إن مشاعر الغيظ والحنق والشغب حين تزداد عند طفل من الأطفال ، ثم يصادفها نوع من العزلة... فإن تلك المشاعر لا تموت ولكنها تنتظر الفرصة لتظهر في أحلام اليقظة أحلام المغامرات التمثيلية... ففيها إذا نوع من التعويض والارتياح والتنفيس الانفعالي.

وفي جميع هذه الحالات المتقدمة يجب أن نضع في اعتبارنا أن العدوان يؤثر على تعليم الطفل في المرحلة الابتدائية ، إذ يعطل رغبته في التعلم ويجعل تركيزه في أي عمل أمرا متعذرا.

وفي هذه الحالة على المدرسة أن تساهم في محاربة النزعات العدوانية وتركيزها وتوجيهها حتى يضطر الطفل لأن يلتزم في سلوكه بمعايير وضعتها الجماعة وأن يكبح جماح نوازعه العدوانية وإن عملية التعلم نفسها تزود الطفل بإحساس التنافس والاقتدار وذلك الإحساس عون كبير له على مغالبة نوازعه العدوانية. كذلك نجد في المدرسة أن الألعاب الرياضية والمباريات تعتبر كصمامات أمان رائعة لتصريف المشاعر العدوانية المتوترة.

ولا ينفرد التعلم المدرسي بمساعدة الأطفال على السيطرة على عدوانهم ، فهم يستوعون من المعرفة قدرا هائلا يستمدونه من مصادر خارج جدران المدرسة كقراءة المجلات الفكاهية ومشاهدة الأفلام السينمائية البوليسية... وقد أتاحت هذه المصادر للأطفال جميعاً أن يصّرفوا مشاعرهم العدوانية بما تهيئ لهم من فرص الاشتراك الخيالي في معركة دامية ، النصر معقود لواؤه بجانبهم الذي هو في الوقت نفسه جانب الحق.

رغم التغطية الجميلة التي استعرضها الأستاذ زريق في كتابه إلا أنني أضيف عليها حالات لعلاج غضب وعدوان الأطفال وهو كما يلي:

1ـ مصادقة الأبوين للأطفال وضرورة أن يكون هناك خطاً عاماً في الصداقة مبني على صدق الأبوين في وعودهم بإنجاز المكتسبات للأولاد وهذا سلاح مهم بيد الأبوين مناط بحاجة الأبناء إليه فمثلا الخروج بنزهات أسبوعية أو نصف شهرية ـ جلب الهدايا الثمينة ـ شراء الحلوى.

2ـ ما دام هناك بعض الهوايات التي لا تؤثر على سير تربية الأبناء وليس فيها أي خطورة عليهم فيجب على الآباء غض الطرف عنها لأنها ستمص جزءاً كبيراً من طاقاتهم.

ـ إشعار الأطفال بوجود الجدار أو ما يسمى بالخط الأحمر لمعاقبة الطفل عند تجاوزه.

4ـ استمرار تشجيع الطفل عند القيام بعمل جيد ومثمر.

5ـ التخفيف من حدة الالتزام بالنظام وعدم المحاسبة عليه وكأنهم في ثكنة عسكرية.

كل ما ذكرته قد ينطوي تحت العلاجات التي وضعها الكتاب في بحثه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






العتبة العباسية تختتم فعاليات حفل سنّ التكليف الشرعي المركزي لطالبات المدارس في كربلاء
العتبة العباسية تكرم المساهمين بنجاح حفل التكليف الشرعي للطالبات
ضمن فعاليات حفل التكليف الشرعي.. السيد الصافي يلتقط صورة جماعية مع الفتيات المكلفات
حفل الورود الفاطمية يشهد عرضًا مسرحيًّا حول أهمية التكليف