الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
كيف أجاهد نفسي / المشارطة
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 103 ــ 108
2025-07-14
23
المشارطة هي أن يُشارط نفسه في أول يومه على أن لا يرتكب اليوم أي عمل يخالف أوامر الله، ويتخذ قراراً بذلك ويعزم عليه أي تكون هنالك شروط على سبيل المثال:
أنت تاجر وملزم بالتعامل مع تاجر خائن سارق ولكنك مجبر على مشاركة هذا التاجر فأن أول عمل تعمل عليه هو الشروط تكون هنالك شروط بينك وبين التاجر أي لا تذهب إلى هذا المكان ولا تأخذ من تجارتي ولا تقرب لتجارتي وغيرها من الشروط، كذلك النفس تبدأ بالشروط عندما تستيقظ في الصباح تجلس مع نفسك نصف ساعة أو أقل من ذلك وتبدأ تشترط على نفسك (ايتها النفس هذا يوم جديد قد منحه الله ألي ومن علي أذ لم يأخذ عمري في هذا اليوم أيتها النفس في هذا اليوم لا تفعلي أي ذنب ولا تتأخري عن الصلاة ولا تضيعي وقتي ولا تنظري إلى الحرام ولا تأكلي الحرام ولا تتكلمي الحرام أيتها النفس يجب أن تتذكري أن لم تعملي الآن ستندمين غداً وتتمنين أن ترجعين إلى الحياة لكي تصلحي ما افسدتي): {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الفجر: 24]
{قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون: 99، 100].
وتبقى تشرط على نفسك شروط وتحاول تذكيرها بيوم الآخرة أشرط على نفسك شروط خاصة أنت تعرف مما تعاني فأشرط عليها ما تعاني منه وحذرها أن خالفت هذه الشروط سوف تقوم بعقابها أشرط على نفسك أن تنتصر على الذنوب ليوم واحد فقط وهذا اليوم ليس صعباً لربما يوهمك الشيطان أن ترك الذنوب ليوم واحد أمر في غاية الصعوبة ولكن العكس جهاد النفس ليوم واحد يستطيع أي شخص أن يتغلب على نفسه ليوم واحد عليك بجهاد نفسك والتشارط عليها لترك الذنوب ليوم واحد فقط ولا تنسى هذا التحدي بينك وبين نفسك وعليك الانتصار في هذه المعركة وعندما تنتصر في هذا اليوم وتبدأ في اليوم الثاني ايضاً أشترط على نفسك ترك الذنوب ليوم واحد فقط وايضاً تستطيع أن تترك الذنوب ليوم واحد وعليك أن تنسى اليوم الذي تجاوزته لان حياتك هي الآن ليست البارحة أشترط على نفسك تجاوز هذا اليوم فقط وعليك أن لا تنسى الجلوس مع نفسك والتحدث معها ومشارطتها عليك أن لا تهمل هذه الشروط بالتأكيد لا تحتاج إلى مشارطة نفسك كل يوم ولكن فقط في بداية الأمر تحتاج لمدة سبعة أيام تشترط على نفسك كل يوم وبعدها كل ثلاث أيام وبعدها كل عشر أيام وبعدها لا تحتاج إلى مشارطة نفسك ألا كل شهر أو أقل لان هذه النفس أن أهملتها تغلبت عليك هذا التاجر أن أهملته سرقك، يجب عليك مراقبته وعدم الثقة بالنفس ابداً لا تنسى اشترط على اللسان بعدم الكذب أو قول الكلام الفاحش أو التكلم بغير معرفة وعليك أن تشترط على عينك أن لا تنظر إلى الحرام وكذلك أشترط على سمعك أن لا تسمع أي حرام أو كلام فاحش أو غيبة وكذلك أشترط على يديك أن لا تسرق أو تضرب أو تتقرب الى الحرام وكذلك أشترط على أقدامك أن لا تسير إلى طريق الحرام وكذلك أشترط على قلبك أن لا يبغض أو يحسد أو يحقد أو يكره وهذا هو الحال كل يوم عليك الاشتراط على نفسك وجوارحك إلى حيث تتمكن من التغلب على نفسك فلا تحتاج إلى المشارطة ابدا.
واليك مثال آخر يوضح لك أكثر:
أنت لك في كل يوم مبلغ من المال تعطيه للنفس فعليك أن تشترط على نفسك أن لا تضيع المال في معصية الله وفي أمور ليست لها أهيمه لذلك عليك أن تشترط على النفس أن لا تضيع هذا المال لأنها أمارة بالسوء ولو غفلت عنها لضيعت هذا المال والمال الحقيقي هو عمرك فأن أهملت نفسك ضيعت عمرك لذلك عليك أن تشترط على نفسك أن لا تضيع هذا المال الا في كذا وكذا وتشترط على نفسك أن لا تضيع إيامك ألا بطاعة الله وأعلم أن لك مبلغ مالي في كل يوم أي بمعنى، لو فرضنا انه يعطى لك في كل ساعة 3600 دولار أمريكي أي ما يقارب 4 مليون دينار عراقي في كل ساعة ومسموح لك الاستفادة من هذا المال فقط في هذه الساعة فان لم تستفد من هذا المال سيؤخذ منك وأن استفدت من جزء منه سيؤخذ الجزء المتبقي وفي كل ساعة تعطى هذا المبلغ من المال وفي نهاية كل ساعة يؤخذ المال المتبقي عندك ومسموح لك صرف هذا المال في أي مكان شئت وفي شراء أي شيء بالتأكيد لو علمت ذلك فأنك ستعمل بكل طاقة على الاستفادة من هذا المال وعدم إهماله وصرفة فيما لا يعنيه وبالتأكيد ستؤكد على نفسك الانتباه وعدم الإسراف في المال فيما لا يعنيك وتعمل بكل وسعك على الاستفادة من هذا المال قبل انتهاء كل ساعة وبالتأكيد ستحاول من تقليل النوم لأنك عندما تنام سيعطى لك مال في كل ساعة حتى وأن كنت نائم وعند انتهاء الساعة يؤخذ منك هذا المال بدون أن تنقص منه أي شيء لأنك نائم وهذا الحال مستمر طيلة أيام حياتك وفي كل يوم تعطى كل ساعة هذا المبلغ أي يصبح ما يقارب 86,400 الف دولار كل يوم وهذا العدد هوه عدد الثواني في كل يوم فأن اليوم 24 ساعة في كل ساعة 60 دقيقة والساعة الواحدة تحتوي على 3600 ثانية وهوه المبلغ أو الوقت الذي يعطى لك في كل يوم أي بمعنى الوقت الذي يعطى لك كل يوم هو هذا المال الكثير في كل ساعة يعطى لك 3600 ثانية أي باليوم الكامل 86,400 الف ثانية في كل يوم وهذا المبلغ الهائل يعطى للنفس هي من تتصرف فيه فأن لم تراقبها فأنها ستعمل على أضاعته وعدم الاستفادة منه ولربما تجد البعض يقضي نصف يومه في النوم والنص الآخر في الأكل واللعب وهذا هو أضاعة للوقت إضاعة كبيرة وهدر لرأس المال وكل ساعة ودقيقة تنتهي فإنما تنتهي من عمرك فأنك أن لم تراقب نفسك وتشترط عليها عدم إضاعة الوقت في معصية الله أو في اللعب والأكل وعدم الاستفادة من الوقت فانك ستخسر هذه التجارة روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (انه يفتح للعبد يوم القيامة على كل يوم من أيام عمره أربعة وعشرون خزانة - عدد ساعات الليل والنهار - فخزانة يجدها مملوءة نورا وسرورا فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور ما لو وزع على أهل النار لأدهشهم عن الإحساس بألم النار، وهي الساعة التي أطاع فيها ربه، ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها مظلمة منتنة مفزعة فيناله عند مشاهدتها من الفزع والجزع ما لو قسم على أهل الجنة لنغص عليهم نعيمها، وهي الساعة التي عصى فيها ربه، ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها فارغة ليس فيها ما يسره ولا ما يسوؤه وهي الساعة التي نام فيها أو اشتغل فيها بشيء من مباحات الدنيا، فيناله من الغبن والأسف على فواتها حيث كان متمكنا من أن يملاها حسنات ما لا يوصف، ومن هذا قوله تعالى: {ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} [التغابن: 9] ) (1).
لكل أنسان أربعة وعشرون خزانة على عدد ساعات اليوم وأنت مخير بملء هذه الخزائن أما ذهب ومجوهرات أي حسنات وأعمال صالحة أو تملئها قمامة وأقذار أي ذنوب وأخطاء أو تجعلها فارغة لا ذنب ولا حسنة.
أنت مخير في كل ساعة من يومك مخير بعمل حسنات وعمل سيئات وجعلها فارغة وتذكر أنك سوف تندم على كل ساعة أضعتها أو فعلت بها عمل قبيح وذنوب لذلك عليك أن تعمل على ملئ خزائنك بما يسرك يوم القيامة وتذكر أن الكثير من الناس يوم القيامة يقولون: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الفجر: 24].
تدبر الآية جيداً يقول ليتني قدمت لحياتي أي بمعنى أن حياة الأنسان الحقيقية بعد الموت.
أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: (الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا) روي عن رسول الله أيضاً (2).
يندم بعض الأشخاص على أضاعته لوقته يندم على فعله الذنوب ويتمنى لو عمل على تقديم أي عمل لحياته والحياة هي ما بعد الموت.
بعد أن علمت أن لك في كل يوم هذا الوقت الهائل وعرفت الخزائن التي تنتظرك يوم القيامة فما عليك ألا أن تشترط على نفسك عدم أضاعه هذا المبلغ الهائل من الوقت والعمل على الاستفادة منه لان النفس مهملة وتكره الانضباط وتحب العبث وأضاعه الوقت أحذر من أضاعة وقتك في معصية الله أو في كثرة النوم والأكل واللعب أعمل على آخرتك لأنك ميت لا محال وستلقى ربك يوم القيامة لا محال وستجد كل أعمالك مسجلة لا محال وستندم على كل دقيقة أضعتها في معصية الله أو في اللعب وستكون مسروراً على كل ساعة من يومك قضيتها بطاعة الله أو بذكره.
أشرط على نفسك جيداً لان هذه التجارة كبيرة جداً وغالية الثمن وأي إهمال يوقعك في التهلكة ويخسرك هذه التجارة الثمينة.
قال (أمير المؤمنين) علي (عليه السلام): (أجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك فأحبب لغيرك: ما تحب لنفسك، وأكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك، ولا تقل ما لا تعلم وقل ما تعلم، ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بحار الانوار، ج 7، ص 262، ح 14.
2ـ المصدر السابق، ج 50، ص 134.
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
