المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ذكر ما يوصل به الذي
2024-09-07
قَلَّ وأقلّ
2024-09-07
ما تخبر فيه بالذي ولا يجوز أن تخبر فيه بالألف واللام
2024-09-07
ما تلحقه الزيادة في الاستفهام
2024-09-07
ما جاء لفظ واحده وجمعه سواء
2024-09-07
حروف المعاني/ ما جاء على أربعة أحرف
2024-09-07

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الطرق المختلفة في حبّ الأطفال / رعاية العدل والمساواة بين الأولاد  
  
320   11:32 صباحاً   التاريخ: 2024-07-16
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص57ــ60
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ومن وظائف الأبوين الأخلاقية الأخرى التي ينبغي عليهما رعايتها دائماً وفــي جميع الأحوال المعاملة على أساس العدل والمساواة بين الأولاد، فلا يفضّلا الولد على البنت أو إيَّاه على سائر إخوته، ولا يودًا أحدهم دون الآخرين، فإن أرادا التقبيل فليقبلا جميع الأولاد، وإن أرادا جلب هدية فليجلباها للجميع.

ومن البديهي أن الأبوين سوف يذوقان طعم التفرقة المرّ بين الأولاد، وسوف تسلب ثقة الأولاد بهما، هذا مضافاً إلى أنهما يشعلان بأيديهما فتيل الحسد والعداء والبغضاء بين أبنائهما، فإنّه لا يتوقع غير ذلك منهم بعد هذا السلوك معهم، فقد روى النعمان بن بشير عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم، كما تحبّون أن يبروكم))(1).

والآن نتعرف إلى إرشاد الأئمة المعصومين في هذا المجال من خلال ما نرويه عنهم في ذلك:

لكي لا تتكرّر فعلة إخوة يوسف!

روى العياشي عن مسعدة، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: ((قال والدي: والله أني لأصانع بعض ولدي وأجلسه على فخذي، وأُفكر له في الملح، وأكثر له الشكر، وأن الحق لغيره من ولدي، ولكن مخافة عليه منه ومن غيره لئلا يصنعوا به ما فعلوا بيوسف وأخيه، وما أنزل الله سورة يوسف إلّا أمثالاً لكيلا يحسد بعضنا بعضاً، كما حسد يوسفَ إخوتُه وبغوا عليه، فجعلها حجّة ورحمة على من توّلانا، ودان بحبّنا، ومن نصب لنا الحرب))(2).

أ. العدل بين الذكر والأنثى

لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حسّاساً جداً بالنسبة لما يراه من التمييز والتفرقة في السلوك مع الذكور والإناث، خذ أنموذجاً عملياً لذلك: ما روي عن الحسن قال: بينا رسول الله يحدث أصحابه إذ جاء صبي حتى انتهى إلى أبيه في ناحية القوم، فمسح رأسه، وأقعده على فخذه اليمني، قال: فلبث قليلاً فجاءت ابنة له حتى انتهت إليه، فمسح رأسها وأقعدها في الأرض، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((هلا أقعدتها على فخذك الأُخرى))؟! فحملها على فخذه الأُخرى، فقال: ((الآن عدلت))(3).

ب ـ العدل في تقبيل الأولاد

تقبيل الطفل علامة المحبّة والرأفة والتودّد إليه، ولا ينبغي التفرقة هنا: بین الأولاد في التقبيل أيضاً، فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ((إنّ الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القبل))(4).

وعنه (صلى الله عليه وآله): لما نظر إلى رجل له ابنان فقبّل أحدهما وترك الآخر، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ((فهلاّ ساويتَ بينهما))(5).

ج العدل في الإهداء بين الأولاد

إن الهدية - وإن كانت من الأمور المادية لكنّها - حاكية عن مدى حب وعلاقة الطرف المقابل الذي يهدي الهديّة، ذلك أنّ المحبّة لو لم تتجلَّ وتبق خبيئة في القلب سرعان ما تزول، وقد ورد في كلمات أهل البيت التأكيد على الإهداء والنحلة والعطية لغرض توثيق المحبّة وإن للأطفال روحاً لطيفةً وحساسة، وعطية الوالدين دليل صدق محبتهم لهم، ولا ينبغي الإفراط والتفريط في ذلك بين الأولاد، فإنّها بذلك تكون سبباً لإفشاء الحسد والخلاف بين الأولاد بدلاً من أن تكون مفيدة ونافعة، وفي

هذا الباب روايات أربع:

الأولى: عن النعمان بن بشير، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ((اعدلوا بين أولادكم في النحل كما تُحِبّون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف))(6).

الثانية: عن ابن عباس، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ((ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كانت مفضلاً أحداً لفضَّلت النساء))(7).

ومن هذه الرواية نفهم عدم صحة التفرقة في معاملة الأولاد، وأنه لو كان البناء على التفضيل لكانت الإناث أحرى بالتفضيل على الذكور.

الثالثة: روى محمد بن النعمان وحميد بن عبد الرحمن أن بشـير بـن سـعـد جـاء بالنعمان بن بشير إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إنّي نحلت ابني هذا العبد. فقال رسول الله: ((وكل ولدك نحلت))؟ قال: لا، قال: ((فاردده))(8).

الرابعة: قال جابر: قالت امرأة بشير: انحل ابني غلاماً، واشهد لي رسول الله، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إنّ ابنة فلان سألتني أن أنحل ابنها غلاماً، قالت: اشهد لي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال (صلى الله عليه وآله) له: ((فلكلّهم أعطيت مثل ما أعطيت))؟ قال: لا. قال: ((فليس يصلح هذا، وإني لا أشهد إلا على حق))(9).

___________________________

(1) كنز العمال، ج 16، ص 445.

(2) وسائل الشيعة، ج 13، ص 344.

(3) كتاب العيال، ج 1، ص 173.

(4) كنز العمال، ج 16، ص 445.

(5) مكارم الأخلاق، ص220.

(6) كنز العمال، ج 16، ص 444.

(7) نفس المصدر، ص 446.

(8) كتاب العيال، ج1، ص 175.

(9) نفس المصدر، ص 176. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.