المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تطور نيماتودا النبات في البلدان العربية (المغرب)
2025-04-09
العدد الكروموسومي Chromosomal number
2025-04-09
قوة كوريولس
2025-04-09
مدرسة بيركنز النرويجية والجبهة الهوائية بين المدارين
2025-04-09
مفهوم المرتفع الجوي
2025-04-09
انحدار الضغط الجوي
2025-04-09

المودّة
10-1-2019
إخلاص الإمام الحسين (عليه السلام) أبقى ثورته ونهضته ليومنا هذا
8-5-2022
تفسير الاية (35-38) من سورة الرعد
20-7-2020
أنواع الريبورتاج
13/9/2022
الحالة الانتقالية Transition state
8-11-2016
التفاؤل والتشاؤم (الفأل والطيرة)
5-10-2014


المحبة الحقيقية القيمة  
  
1126   11:29 صباحاً   التاريخ: 2024-06-16
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 74 ــ 75
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-02 1212
التاريخ: 2024-06-18 1034
التاريخ: 4-7-2022 3178
التاريخ: 2024-05-04 1089

ان الإسلام يقيم المحبة بمقدار ما تنعكس فيه أشعتها على شؤون الحياة الفردية والإجتماعية للمسلمين فتهديهم إلى التكامل، يقول القرآن الكريم: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71].

ومن هذه الآية نعرف ان محبة المسلمين لبعضهم تستتبع مسؤولية عظمى وليست هي مجرد علاقة عاطفية داخلية بل يجب ان لا يكون المسلم غير مهتم بما يجري على حبيبه (المسلم الآخر) ولا يغمض عن كل ما يفعله على أساس هذه العلاقة العاطفية وان يهديه إذا وجده قد انحرف عن سبيل الإنسانية إذ أن المحبة والعلاقة التي تقوم على أساس من الهدف الديني تستتبع ان يحب الشخص لأخيه ما يحبه لنفسه وان يكون ولعاً بسعادة أخيه تماماً كما هو ولع بسعادة نفسه فإذا رأى فيه انحرافاً ذكّره بذلك بتذكير أخوي ومنعه من العمل القبيح وشجعه على الأعمال الحسنة (1).

ولنرجع مرة أخرى إلى الكلام القيم للإمام الصادق (عليه السلام) حيث يقول: (المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكى شيء منه وجد ألم ذلك في سائر جسده).

ان هذا الحديث النير المعبر عن الروابط العميقة الأصيلة بين المسلمين يفهمنا ان المحبة في الإسلام انما تكون قيمة إذا كان عمل المسلمين وسلوكهم شاهداً صادقاً على واقعيتها وأصالتها. وإذا وجدت مثل هذا المحبة فان كل ما نلاحظه من المصائب والنكبات التي أصابت المسلمين في عصرنا الحاضر - أثر جهلهم وتفرقهم - ستقلع من جذورها وحينئذ يمكن للمسلمين في ظل المحبة والأنس والعواطف المتبادلة ان يبنوا المجتمع الموحد الصاعد نحو الكمال.

ومن هنا فإن من اللازم على أتباع القرآن والإسلام ان يدرسوا الجغرافيا الإسلامية ويعرفوا سعتها ويلاحظوا الإحتياجات التي تنقص مجتمعاتهم ويربطوا بين هذه المجتمعات برباط يجعل الجميع واحداً كما أراد الإسلام وقد بين القادة المعصومون لنا أساليب وبرامج رائعة سامية لتشكيل مثل هذا المجتمع وذلك أمر لا يمكن للمسلمين ان يتغاضوا عنه فهم محتاجون له دائماً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الميزان، الجزء التاسع، ص 353. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.