المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6204 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



من موارد السقط والتحريف والتصحيف والحشو في الأسانيد / أحمد بن محمد بن أبي نصر عن بعض أصحابه.  
  
698   01:00 صباحاً   التاريخ: 2024-05-21
المؤلف : أبحاث السيّد محمّد رضا السيستانيّ جمعها ونظّمها السيّد محمّد البكّاء.
الكتاب أو المصدر : قبسات من علم الرجال
الجزء والصفحة : ج3، ص 416 ـ 418.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الرجال / مقالات متفرقة في علم الرجال /

أحمد بن محمد بن أبي نصر عن بعض أصحابه (1):
روى الصدوق (قده) (2) بإسناده عن إسحاق بن عمّار قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): يتعجّل الرجل قبل التروية بيوم أو يومين من أجل الزحام وضغاط الناس؟فقال: ((لا بأس)).
وروى الشيخ (قده) (3) مثله بإسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن بعض أصحابه قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام):
ويمكن الخدش في هذا الخبر بكلا طريقيه:
1 - أمّا طريق الصدوق فلأنَّ في سنده إلى إسحاق بن عمّار في المشيخة (علي بن إسماعيل) وهو (علي بن إسماعيل بن عيسى)؛ لأنّ الرواي عنه هو عبد الله بن جعفر الحميري وهو يروي عن علي بن إسماعيل القمي كما في بعض الأسانيد (4)، والرجل لم يوثّق إلا في كلام نصر بن الصباح الذي لا دليل على وثاقته.
وكان السيّد الأستاذ (قده) يعتمد في وثاقة علي بن إسماعيل على وروده في أسانيد كامل الزيارات، وعلى هذا الأساس صحّح سند الصدوق إلى إسحاق بن عمّار في ترجمته في المعجم (5)، وقد عدل عن هذا المبنى لاحقاً، وأمر بتغيير المواضع التي اعتمد فيها على المبنى المذكور في الطبعة الأخيرة من كتابه ـ وهي التي تمّت بمباشرة بعض تلامذته في أواخر حياته الشريفة - ولكن بقي هذا الموضع (6) على حاله. وبالجملة: أنّ سند الصدوق إلى إسحاق بن عمّار في المشيخة مخدوش ولكن هناك وجه آخر لتصحيح ما رواه عنه في الفقيه، وهو أنَّ للشيخ (قده) طريقاً صحيحًا إلى أصله في الفهرست)، وهو يمرُّ بالصدوق.
وهذا الوجه وإن اعتمد السيّد الأستاذ (قده) على مثله في مواضع شتّى إلا أنّه غير تام أيضاً، إذ يبتني على إحراز أنّ الصدوق قد أخذ ما ابتدأ فيه باسم إسحاق بن عمّار في (الفقيه) من أصله لا من كتب مَن تأخّر عنه. وهو أمر غير محرز، ولا شاهد عليه. 2 - وأمّا طريق الشيخ فهو وإن كان يبدو معتبراً بناءً على حجيّة مراسيل ابن أبي نصر كما هو المختار. ولكن بالنظر إلى اتحاد لفظ ما رواه (قده) مع ما رواه الصدوق عن إسحاق بن عمار يظن قوياً أنّ السائل المباشر عن الإمام (عليه السلام) إنّما كان هو إسحاق لا غيره، والملاحظ أنّ ابن أبي نصر إنّما يروي عنه ـ فيما وقفنا عليه من الأسانيد - بواسطة حمّاد بن عثمان أو حمّاد بن عيسى أو صباح الحذّاء أو صفوان أو المثنّى أو عبد الرحمن بن سالم، ولم يعثر على روايته عنه مباشرة بالرغم من مناسبة الطبقة لذلك.
وعلى ذلك، فلا يبعد أن يكون الإرسال في رواية الشيخ (قده) بواسطتين وعندئذٍ يشكل اعتبارها؛ لأنَّ الوسيط الذي يروي عنه ابن أبي نصر يحتمل أن يكون هو عبد الرحمن بن سالم الذي ضعّفه ابن الغضائري (7)، ولا يمكن بحساب الاحتمالات استحصال الاطمئنان بكون الوسيط غيره، وقد مرَّ في محلّه أنّ الوجه الصحيح في حجيّة مراسيل البزنطيّ - كمراسيل ابن أبي عمير وصفوان ـ هو استحصال الاطمئنان بحساب الاحتمالات بأن لا تكون الواسطة المبهمة أو المحذوفة من المضعّفين فإذا لم يتيسّر استحصال الاطمئنان بذلك في مورد بملاحظة الراوي والمروي عنه - كما في المقام - فلا سبيل إلى البناء على اعتبار الرواية.
والحاصل: أنّ كلا الطريقين للخبر المروي في الفقيه والتهذيب غير نقي اللهمّ إلا أن يكون اجتماعهما موجباً للاطمئنان بصدوره من الإمام (عليه السلام)، فليتأمّل.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحوث في شرح مناسك الحج ج18 ص 56.
(2) من لا يحضره الفقيه ج2 ص 208.
(3) تهذيب الأحكام ج5 ص 176.
(4) كامل الزيارات ص: 138.
(5) معجم رجال الحديث ج 3 ص 69 ط: النجف الأشرف.
(6) معجم رجال الحديث ج 3 ص 223 ط: طهران.
(7) رجال ابن الغضائري ص 74.




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)