المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اضراس الكلب أو تشتيوان
2024-09-04
مناظر المقبرة.
2024-05-05
سقوط أور ونهاية العصر السومري في حضارة بلاد الرافدين
3-11-2016
الجزء الذي لا يتجزأ
30-1-2023
حشرات بنجر السكر (طاوية اوراق البنجر)
22-11-2019
Affine Complex Plane
18-10-2018


وصايا النّبي (صلى الله عليه وآله) لحولاء العطارة  
  
839   08:22 صباحاً   التاريخ: 2024-05-20
المؤلف : الشيخ محمد جواد الطبسي
الكتاب أو المصدر : الزواج الموفّق
الجزء والصفحة : ص 153 ــ 159
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

روى النوري في المستدرك قصة امرأة كانت تُسمى حولاء وكانت عطارة لآل الرسول. فأمرها زوجها يوماً فأنترته، فأمسى وهو ساخط عليها. فلما عرفت أنه ساخط عليها، لطمت وجهها وعفّرت خدّها وبكت بكاءاً شديداً ورجفت نفسها مخافة رب العالمين وخوفاً من نار جهنّم يوم وضع الموازين.

قلم تذق تلك الليلة نوماً وكانت أطول عليها من يوم الحساب لسخط زوجها عليها وما أوجب الله عليها من الحق.

ولمّا كانت هذه القصة طويلة اقتطفنا منها بعض الفقرات رعاية للاختصار:

قال: فلمّا أصبح الصباح تبرقعت وأخذت على رأسها رداء وخرجت سائرة إلى دار رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلمّا وصلت أنشأت تنادي:

السلام عليكم يا آل بيت النبوة ومعدن العلم والرسالة ومختلف الملائكة أتأذنوا لي بالدخول عليكم، رحمكم الله.

فسمعت أمّ سلمة كلامها فعرفتها فقالت لجاريتها: أخرجي فافتحي لها الباب، ففتحتها لها فدخلت.

فقالت أم سلمة: ما شأنك يا حولاء؟ وكانت من أحسن أهل زمانها.

فقالت: يا ستّي خائفة من عذاب ربّ العالمين، غضب زوجي علي فخشيت أن أكون مبغضة.

فقالت لها أم سلمة: اقعدي لا تبرحي حتى يجيء رسول الله (صلى الله عليه وآله).

 فجلست حولاء تتحدّث مع أم سلمة، فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إنّي لأجد الحولاء عندكم، فهل طيّبتكم منها بطيب؟

فقالوا: لا والله يا نبي الله صلى الله عليك وعلى أهل بيتك الطاهرين، بل جاءت سائلة عن حق زوجها.

ثم قصّت له القصّة، فقال (صلى الله عليه وآله):

1ـ ما من إمرأة ترفع عينها إلى زوجها بالغضب إلا كحّلت برماد من نار جهنّم.

2ـ يا حولاء: والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً، ما من إمرأة ترد على زوجها وعلّقت يوم القيامة بلسانها وسمّرت بمسامير من نار.

3ـ يا حولاء: والذي بعثني بالحق نبياً، ما من امرأة تمدّ يدها تريد أخذ شعرة من زوجها أو شقّ ثوبه، إلاّ سمر الله كفّيها بمسامير من نار.

4ـ يا حولاء: والذي بعثني بالحق نبياً ما من امرأة تخرج من بيتها بغير إذن زوجها تحضر عرساً إلا أنزل الله عليها أربعين لعنة عن يمينها، وأربعين لعنة عن شمالها، وترد اللعنة عليها من قدامها، فتغمرها حتى تغرق في لعنة الله من فوق رأسها إلى قدمها ويكتب الله عليها بكل خطوة أربعين سنة، فإن أتت أربعين سنة كان عليها بعدد من سمع صوتها وكلامها، ثم لا يستجاب لها دعاء حتى يستغفر لها زوجها بعدد دعائها له وإلا كانت تلك اللعنة إلى يوم تموت وتبعث.

5ـ يا حولاء: والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً، ما من امرأة تثقل على زوجها المهر، إلا ثقل الله عليها سلاسل من نار جهنم.

6ـ يا حولاء: والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً، ما من امرأة تصوم بغير إذن زوجها تطوعاً لا لغرض شهر رمضان وغيره من النذر، إلا كانت منت الآثمين.

7ـ يا حولاء: والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً لا ينبغي للمرأة أن تتصدق بشيء من بيت زوجها إلا بإذنها، فان فعلت كان له الأجر وعليها الوزر.

8ـ يا حولاء: ما من امرأة صلت صلاتها ولزمت بيتها وأطاعت زوجها، إلا غفر الله لها ذنوبها ما قدمت وما أخرت.

9ـ يا حولاء: لا يحل للمرأة أن تكلف زوجها فوق طاقته، ولا تشكوه إلى أحد من خلق الله لا قريب ولا بعيد.

10ـ يا حولاء: يجب على المرأة أن تصبر على زوجها على الضر والنفع وتصبر على الشدة والرخاء كما صبرت زوجة أيوب المبتلى، صبرت على خدمته ثمانية عشر سنة، تحمله على عاتقها مع الحاملين وتطحن مع الطاحنين وتغسل مع الغاسلين، وتأتيه بكسرة يأكلها ويحمد الله (عز وجل) وكانت تلقيه في الكساء وتحمله على عاتقها، شفقة وإحساناً إلى الله وتقرباً إليه (عز وجل).

11ـ يا حولاء: والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً كل امرأة صبرت على زوجها في الشدة والرخاء وكانت مطيعة له ولأمره، حشرها الله تعالى مع إمرأة أيوب.

12ـ يا حولاء: لا تحل لامرأة أن تظهر معصمها وقدمها لرجل غير بعلها وإذا فعلت ذلك لم تزل في لعنة الله وسخطه وغضب الله عليها ولعنتها ملائكة الله، وأعد لها عذاباً أليماً.

13ـ يا حولاء: للمرأة على زوجها أن يشبع بطنها، ويكسو ظهرها ويعلمها الصلاة والصوم والزكاة، إن كان في مالها حق ولا تخالفه في ذلك.

14ـ يا حولاء: من كانت منكنّ تؤمن بالله واليوم الآخر، لا تجعل زينتها لغير زوجها ولا تبدي خمارها ومعصمها، وأيما امرأة جعلت شيئاً من ذلك لغير زوجها فقد أفسدت دينها وأسخطت ربّها عليها.

15ـ يا حولاء: لا تحلّ لامرأة أن تدخل بيتها من قد بلغ الحلم ولا تملأ عينها منه، ولا عينه منها، ولا تأكل معه، ولا تشرب إلاّ أن يكون محرماً عليها وذلك بحضرة زوجها.

16ـ يا حولاء: ما من امرأة تستخرج ما طيبت لزوجها إلاّ خلق الله في الجنة من لون فيقول لها: كلي واشربي بما أسلفت في الأيام الخالية.

وكأنّه (صلى الله عليه وآله) أشار إلى الآية: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24].

17ـ يا حولاء: ما من امرأة تحمل من زوجها كلمة إلاّ كتب الله لها من الأجر ما للصائم والمجاهد في سبيل الله.

18ـ يا حولاء: ما من امرأة تشتكي زوجها، إلاّ غضب الله عليها، وما من امرأة تكسو زوجها إلاّ كساها الله يوم القيامة سبعين خلعة من الجنّة. كلّ خلعة منها مثل شقايق النعمان والريحان وتعطى يوم القيامة أربعين جارية تخدمها من الحور العين.

19ـ يا حولاء: والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً ومبشراً ونذيراً، ما من امرأة تحمل من زوجها ولداً إلاّ كانت في ظل الله (عزّ وجلّ) حتى يصيبها طلق، يكون لها بكلّ طلقة عتق رقبة مؤمنة، فإذا وضعت حملها وأخذت في رضاعه، فما يمصّ الولد مصة من لبن أمّه إلاّ كان بين يديها نوراً ساطعاً يوم القيامة، يعجب من رآها من الأولين والآخرين وكتبت صائمة قائمة وإن كانت مفطرة، كتب لها صيام الدهر كله وقيامه، فإذا فطمت ولدها قال الله جلّ ذكره: يا أيّتها المرأة قد غفرت لك ما تقدّم من الذنوب فاستأنفي العمل رحمك الله.

فقالت الحولاء: يا رسول الله، صلى الله عليك، هذا كلّه يعود للرجل؟

قال (صلى الله عليه وآله): نعم.

قالت: فما للنساء على الرجال؟

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أخبرني جبرئيل ولم يزل يوصيني بالنساء حتى ظننت أن لا يحلّ لزوجها أن يقول بها أف. يا محمد: إتقوا الله في النساء فإنهنّ عوان بين أيديكم، أخذتموهنّ على أمانات الله (عز وجل)، لما استحللتم من فروجهنّ بكلمة الله وكتابه من فريضتي وسنتي وشريعة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) فإنّ لهنّ عليكم حقّاً واجباً لمّا استحللتم أجسامهنّ وبما واصلتم من أبدانهنّ ويحملن أولادكم في أحشائهنّ حتى أخذهنّ الطلق من ذلك، فأشفقوا عليهنّ وطيّبوا قلوبهنّ حتى تقفن معكم ولا تكرهوا النساء ولا تسخطوا بهنّ ولا تأخذوا ممّا آتيتموهنّ شيئاً إلا برضاهنّ وإذنهنّ ... (1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مستدرك الوسائل، ج 14، ص 238. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.