المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Vowels KIT, DRESS
2024-03-19
سليمان مولى طربال
10-9-2016
حادثة سقوط نيزك في سنة 242هـ
2023-06-07
اهميـة المنافـذ التوزيعيـة
26-3-2019
ضوابط قبول القراءة
16-11-2020
الأهمية الاقتصادية للخروب
14-7-2016


غزوة بني المصطلق  
  
3990   09:08 صباحاً   التاريخ: 5-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص378-379
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-5-2017 3783
التاريخ: 5-11-2015 3874
التاريخ: 23-5-2017 9838
التاريخ: 29-3-2022 1454

في شعبان سنة خمس من مهاجره وهم من خزاعة ويقال بلمصطلق بالتخفيف مثل بلعنبر أي بني العنبر وغير ذلك وتسمى أيضا غزوة المريسيع وهو بئر لهم بينها وبين الفرع نحو من يوم وكان رئيسهم الحارث بن أبي ضرار دعا قومه ومن قدر عليه من العرب إلى حرب رسول الله (صلى الله عليه واله) فأجابوه وتهيأوا فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) فبعث بريدة بن الحصيب الأسلمي ليأتيه بخبرهم واستأذنه أن يقول ما يتخلص به من شرهم فاذن له فاتاهم فقالوا من الرجل ؟ قال : رجل منكم قدمت لما بلغني من جمعكم لهذا الرجل فأسير في قومي ومن أطاعني فنكون يدا واحدة حتى نستأصلهم ، فقال له الحارث فعجل علينا فركب ورجع إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فأخبره خبرهم فندب رسول الله (صلى الله عليه واله) الناس إليهم فأسرعوا وقادوا ثلاثين فرسا عشرة في المهاجرين وعشرين في الأنصار وخرج يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان وخرج معه بشر كثير من المنافقين لم يخرجوا في غزاة مثلها قط خرجوا طمعا في الغنائم مع قرب المسافة وأصاب عينا للمشركين كان وجهه الحارث ليأتيه بخبر رسول الله (صلى الله عليه واله) فسأله (صلى الله عليه واله) عنهم فلم يذكر من شأنهم شيئا فعرض عليه الاسلام فأبى فامر (صلى الله عليه واله) بقتله فقتل وبلغ الحارث قتله فسئ بذلك ومن معه وخافوا خوفا شديدا وتفرق عنهم من كان معهم من العرب وانتهى (صلى الله عليه واله) إلى المريسيع فضرب عليه قبته وكان معه عائشة وأم سلمة وتهيأوا للقتال وصف  رسول الله (صلى الله عليه واله) أصحابه ثم دعاهم إلى الاسلام فأبوا فتراموا بالنبل ساعة ثم أمر (صلى الله عليه واله) أصحابه فحملوا حملة رجل واحد فما أفلت منهم إنسان وقتل عشرة منهم وأسر سائرهم فكتفوا ولم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد قتله المسلمون خطأ وكان شعار المسلمين يا منصور أمت وأسر النساء والذرية وغنم النعم وهي ألفا بعير وخمسة آلاف شاة والسبي مائتا أهل بيت ، وأسهم (صلى الله عليه واله) للفارس سهمين ، للفرس سهم ولصاحبه سهم وللراجل سهم .

قال المفيد في الارشاد : كان من بلاء علي (عليه السلام) ببني المصطلق ما اشتهر عند العلماء وكان الفتح له في هذه الغزاة بعد أن أصيب يومئذ ناس من بني عبد المطلب فقتل علي (عليه السلام) رجلين من القوم وهما مالك وابنه وأصاب (صلى الله عليه واله) منهم سبيا كثيرا قسمه في المسلمين وكان ممن أصيب من السبايا : جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سباها علي (عليه السلام) فجاء بها إلى النبي (صلى الله عليه واله) بعد إسلام بقية القوم فقال الحارث يا رسول الله إن ابنتي لا تسبى لأنها امرأة كريمة فقال له اذهب فخيرها ، قال أحسنت وأحملت وجاء إليها أبوها فقال لها يا بنية لا تفضحي قومك ، قالت : قد اخترت الله ورسوله فقال لها أبوها فعل الله بك وفعل فاعتقها رسول الله (صلى الله عليه واله) وجعلها من أزواجه (اه‍) وسماها جويرية وكان اسمها برة .

وفي سيرة ابن هشام قتل علي بن أبي طالب (عليه السلام) منهم رجلين مالكا وابنه (اه‍) .

وقال ابن سعد : كان السبي منهم من من عليه رسول الله (صلى الله عليه واله) بغير فداء ومنهم من افتدى وقدموا المدينة ببعض السبي فقدم عليهم أهلوهم فافتدوهم فلم تبق امرأة من بني المصطلق إلا رجعت إلى قومها وفي رواية أنه (صلى الله عليه واله) لما تزوج جويرية قال المسلمون في بني المصطلق أصهار رسول الله فاعتقوا ما بأيديهم .

ووقع في هذه الغزاة عدة أمور غريبة منها أنه تنازع سنان بن وبر الجهني حليف بني سالم من الأنصار وجهجاه بن سعيد الغفاري على الماء فضرب جهجاه سنانا بيده فنادى سنان يا للأنصار ونادى جهجاه يا لقريش يا لكنانة فأقبلت قريش سراعا وأقبلت الأوس والخزرج وشهروا السلاح فتكلم في ذلك ناس من المهاجرين والأنصار حتى ترك سنان حقه واصطلحوا فقال عبد الله بن أبي وكان منافقا وهو من الأنصار من الخزرج : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ثم أقبل على من حضره من قومه فقال هذا ما فعلتم بأنفسكم وفي رواية أنه قال ما هؤلاء إلا كما قال الأول سمن كلبك يأكلك ، وسمع ذلك زيد بن أرقم فابلغ النبي (صلى الله عليه واله) قوله فامر بالرحيل ليشتغل الناس به عن ذلك ، فتقدم عبد الله بن عبد الله بن أبي الناس وكان خالص الايمان لم يكن كأبيه ووقف لأبيه على الطريق فلما رآه أناخ به وقال لا أفارقك حتى تزعم أنك الذليل ورسول الله (صلى الله عليه واله) العزيز فمر به رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال دعه فلعمري لنحسنن صحبته ما دام بين أظهرنا .

وفيه نزلت {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8] وفي رواية أنه لما نزلت سورة المنافقين وفيها تكذيب ابن أبي قال له أصحابه اذهب إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) يستغفر لك فلوى رأسه فنزلت { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا} [النساء: 61] وفيها كان حديث الإفك وقول أهل الإفك في عائشة ، وغاب رسول الله (صلى الله عليه واله) ثمانية وعشرين يوما وقدم المدينة لهلال شهر رمضان .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.