أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
1904
التاريخ: 27-11-2014
2132
التاريخ: 11-10-2014
4373
التاريخ: 19-02-2015
1897
|
قال تعالى : { مَثَلُ الْجَنَّةِ الّتِي وُعِدَ المُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَير آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذّةٍ لِلشّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصفىً وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمعاءَهُمْ }[ محمد : 15] .
تفسيرُ الآية
( آسِن ) : يقال : أسَنَ الماء يَأسِن : إذا تغيّر ريحه تغيّراً منكراً ، وماء غير آسِن : أي غير نتن .
( الحميم ) : الماء الشديد الحرارة .
قوله : ( مَثَلُ الْجَنَّةِ ) أي وصفها وحالها ، وهو مبتدأ خبره محذوف ، أي : جنّة فيها أنهار ، فلو أردنا أن نجعلَ الآية من آيات التمثيل فلابدّ من تصوّر مشبّه وهو : الجنّة الموعودة ، ومشبّه به وهو : جنّة الدنيا بما لها من الخصوصيات .
ولكنّ الظاهر أنّ الآية صيغت لبيان حال الجنّة ووصفها وسماتها ، وهي كالتالي :
1. فيها أنهار أربعة وهي عبارة عن :
أ : { أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَير آسِنٍ } أي : الماء الذي لا يتغيّر طعمه ورائحته ولونه لطول البقاء .
ب : { أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ } ، ولا يعتريها الفساد بمرور الزمان .
ج : { أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذّةٍ لِلشّارِبِينَ } ، فتقييد الخمر بكونه لذّة للشاربين احتراز عن خمر الدنيا ، وقد وصفَ القرآن الكريم خمر الجنّة في آية أُخرى ، وقال : { يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأسٍ مِنْ مَعِين * بَيضاءَ لَذّةٍ للشّارِبينَ * لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُون }[ الصافات : 45ـ 47] ، فقوله : { لَذّةٍ للشّارِبينَ } أي ليس فيها ما يعتري خمر الدنيا من المرارة والكراهة ، فقوله : { لا فِيها غَوْلٌ ) ، أي لا تغتال عقولهم فتذهب بها ، وقوله : { وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُون } أي يسكرون ، وبذلك يمتاز خمر الآخرة على خمر الدنيا .
د : { أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصفىً } وخالص من الشمع .
وهذه الأنهار الأربعة لكلّ غايته وغرضه : فالماء للارتواء ، والثاني للتغذّي ، والثالث لبعث النشاط والروح ، والرابع لإيجاد القوّة في الإنسان .
2. وفيها وراء ذلك من كلّ الثمرات ، كما قال سبحانه : { وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلّ الثَّمَراتِ } فالفواكه المتنوّعة تحت متناول أيديهم لا عين رأتها ، ولا أُذن سمعتها ، ولا خَطرت على قلب بشر .
3. وفيها وراء هذه النِعم المادّية ، نعمة معنويّة يشير إليها بقوله : { وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبّهِمْ } .
وبذلك تبيّن لنا وصف الجنّة وحال المتقين فيها ، بقيَ الكلام في تبيين حال أهل الجحيم ومكانهم ، فأشارَ إليه بقوله :
{ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ } هذا وصف أهل الجحيم ، وأمّا ما يُرزقون : فهو عبارة عن الماء الحميم لا يشربونه باختيارهم وإنّما يُسقون ، ولذلك يقول سبحانه : { وَسُقُوا ماءً حَمِيماً }الذي يُقطّع أمعاءهم كما قال : { فَقَطَّعَ أَمعاءَهُمْ } .
وعلى كلّ تقدير ، فلو قلنا : إنّ الآية تهدف إلى تشبيه جنّة الآخرة بجنّة الدنيا التي فيها كذا وكذا فهو من قبيل التمثيل ، وإلاّ فالآية صيغت لبيان وصف جنّة الآخرة وإنّ فيها أنهاراً وثماراً ومغفرة .
والظاهر هو الثاني ، فالأَولَى عدم عَدّ هذه الآية من الأمثال القرآنية وإنّما ذكرناها تَبعاً للآخرين .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|