ثانيا : التخطيط الاستراتيجي على النطاق الدولي  ^(*)

إذا كانت الإستراتيجية هي " عبارة عن رؤية بعيدة المدى لما يجب أن تكون عليه الشركة في المستقبل مع حشد الموارد اللازمة لذلك في إطار البيئة التي تعمل فيها" وأيضاً الرسالة الخاصة بالمنظمة والتي تعطيها ميزة متفردة عن الشركات الأخرى.

فإنه يمكن تعريف التخطيط الاستراتيجي على النطاق الدولي بأنه عبارة عن:- ( عملية تحديد للرسالة الأساسية والأهداف طويلة الأجل وكذلك خطة أو أسلوب تحقيقها فيالأسواق الدولية ) وكمثال فقد حددت (شركة فورد العالمية) خلال فترة رئاسة السكندر ترمان في خطتها الإستراتيجية هدفاً مؤدياً أن تحتل المركز الأول في سوق السيارات لتحل بذلك محل شركة جنرال موتورز واستطاعت بالعقل زيادة حصتها السوقية ( من 23% إلى 27% ) كما ارتفعت في ربحيتها كما استطاعت تجميد تكلفة الإنتاج وقامت بالضغط على الموردين لتخفيض تكلفتهم بنسبة 5% سنوياً اعتبارا من العام 1995 ولمدة أربع سنوات تالية. وبمراجعة الخطط الإستراتيجية لبعض الشركات العالمية  نجد أن الحاجة للتخطيط الاستراتيجي على المستوي الدولي ترجع إلى عدد من الأسباب والمنافع من بينها :

1 .المحافظة علي العمليات والنشاطات المتنوعة للشركات في الأسواق الدولية خاصة أن حجم الاستثمارات الخارجية لهذه الشركات في تزايد مستمر.

2. ضرورة التنسيق والتكامل بين النشاطات والعمليات المتنوعة في ضوء التوجه الموحد للشركة وكذلك التنسيق بين المركز الرئيسي.

3. تحسين الكفاءة الإنتاجية للشركة ككل وكفاءة العمليات بشكل خاص.

4. الحاجة إلى تخفيض التكاليف ( الموارد والعمل ..... ).

5 .الرسملة على الاستفادة من جوانب القوة إلي تتمتع بها الشركة.

6. التوسعات الجديدة في النشاطات وممارسة الأعمال خارج حدود الدولة الأم أو في حالات الاستحواذ أو الاندماج أو شراء شركات جديدة.

7 . رغبة الشركات المحلية في غزو أو الدخول إلى الأسواق العالمية.

8. المنافع المتعددة التي يحققها التخطيط الاستراتيجي للشركات المعنية تمكن الشركات من التعامل مع الأخطار السياسية والمشاكل التي تترتب عليها.

9 ـ المساعدة في تقييم عمليات الشركة والتنسيق بينها.

في ضوء ما سبق إن التساؤلات الممكن طرحها أيضاً هو هل التخطيط الاستراتيجي على الصعيد الكوني أو الدولي مفيداً فعلا ؟ في الواقع لا يوجد إجابة محددة او قاطعة في هذا الشأن حيث لا يوجد ادلة حاسمة تشير إلى ان هذا النوع من التخطيط دائماً يساعد في تحقيق أو رفع ربحية الشركة وعلى ذلك فان معظم الدراسات تشير في نتائجها إلى أن النتائج المترتبة على التخطيط الاستراتيجي في معظمها إيجابية خلال العقـد الأخير من القرن العشرين .

الخطوات الرئيسية لتصميم الإستراتيجية

في هذا السياق يوضح الشكل رقم (4) الخطوات الرئيسية للتخطيط الاستراتيجي بالنسبة الإدارة الدولية هي علي النحو التالي :

والهدف من هذه الخطوة هو رفع قدرة الإدارة على التنبؤ باتجاهات التغير في البيئة الخارجية في البلدان التي تمارسها فيها الشركة المعنية نشاطها وأعمالها تلك التي سوف تقوم بالاستثمار فيها مثلاً بالإضافة إلى تحديد التهديدات والفرص القائمة والمستقبلية والتغيرات المشار إليها ترتبط بالطبع بالإضافة إلى الخصائص الديمغرافية للمستهلكين.

وإذا افترضنا إن شركة تسويق متعددة الجنسيات ترغب في إجراء تحليل ومسح البيئة ما فان عملية المسح هذه تنطوي على :

أ- تبني توجه معين للتخطيط الاستراتيجي على المستوي الكوني.

ب ـ مسح وتقييم جميع الأسواق بصفة عامة.

ج ـ استبعاد الأسواق الغير واعدة أو قليلة الأهمية.

د ـ تحديد الأسواق الممكن دخولها وتحديد أسلوب الدخول المناسب والظروف الملائمة للسوق وإذا لم تكن الظروف مناسبة يمكن تخفيض أو استبعاد بعض  الأسواق.

هـ ـ القيام بإعادة المسح والتحليل بصورة أكثر تفصيلاً. 

و ـ مراجعة القيود والمتغيرات البيئية  (سياسية ، اقتصادية.... وغيرها ) ثم القيام باستبعاد عدد الأسواق التي تحتوي على قيود أو ظروف غير مرغوب فيها أو على الأقل إعطاء هذه الأسواق أولوية اقل من غيرها.

ز ـ بالنسبة للأسواق / الدول الباقية يتم القيام بالدراسة والمسح البيئي التفصيلي على المستوي الجزئي.

ح ـ القيام بتحليل درجة المنافسة التي ستواجه الشركة متعددة الجنسيات أو تحديدها على مستوي السوق المستهدف سواء كانت هذه المنافسة من شركات  مناظرة أو شركات وطنية محلية.

ط - ومع تحليل البيانات الخاصة بالشركات الصناعة يتم تحديد خط المنتجات حيث يتم الإجابة علي أسئلة مثل : ما هي المنتجات التي نقدمها بحيث تحقق لنا القيادة في السوق ما هو نمط الطلب السائد وهكذا.

ي ـ التخطيط الجاد للطرق او اسلوب الدخول إلى السوق الاجنبي الذي تم اختياره.

ك - يقوم خبراء بوضع تفاصيل إنجاز النشاطات الوظيفية للشركة في إطار الأسلوب الذي تم اختیاره للدخول للسوق.

ل ـ دخول السوق ممارسة النشاط بالفعل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

( * ) د. عبد السلام أبو قحف ، مرجع سبق ذكره /445 .