5 ـ تحدى الإغراق والطريق للاحتكار

تتجه أي دولة أجنبية لتشجيع مصدريها على ممارسة أسلوب الإغراق فتمدهم بدعم مالي ظاهر أو مستتر بنسب مختلفة والهدف هو تمكينهم من الإغراق أسواق يصدرون إليها منتجاتهم بسعر يقل عن تكلفتها أو بيعها محلياً . وذلك حتى تقل القدرة التنافسية - في البلد المستورد - للمنتج المحلي، ثم يعاود المصدرون رفع السعر بعد أن يصبحوا محتكرين ، يفترض أن تراقب الواردات وتعاقب المصدر الذي يتبع سياسة الإغراق، لكن هذه الرقابة قد لا تكون فاعلة تماماً إذا راوغ المصدرون، أو لجأ مستوردون محليون لاستيراد سلع مع تقديم فواتير للجمارك بأقل من السعر الحقيقي للاستفادة بتعريفة جمركية منخفضة ومن ثم بسعر منخفض وتنافس للمنتج المستورد إزاء مثيله المحلي.

ولاشك أن هذه التحديات يمكن أن تتحول لتهديدات واقعة ما لم يتم الاستعداد لها بتخطيط إستراتيجي فاعل على مستوى المنظمة.

6 ـ تحديات معايير الجودة العالمية (ISO)

في عام 1987 وضعت المنظمة الدولية للتوحيد القياسي ISO مواصفات قياسية دولية اتفقت الدول الصناعية على توحيدها لكافة المنتجات فيما عدا المنتجات الكهربائية والغذائية ، ووضعت المنظمة الدولية الكهربائية الفنية (IEC) مواصفات قياسية دولية للمنتجات الكهربائية، ووضعت المنظمة الدولية لدستور الأغذية (CAC) مواصفات فنية للسلع والمنتجات الغذائية والحبوب والمضافات والملونات الغذائية وحدود المواد الضارة بالصحة العامة وكذلك حدود بقايات المبيدات الحشرية والآفات في الحاصلات الزراعية والمنتجات الغذائية وتضم سلسلة مواصفات الأيزو خمس وثائق منها جوهر نظام الجودة كنماذج لتأكيـد الجودة وهي بالتحديد 9001،9002،9003 واثنتان تمثلان خطوطاً مرشدة هما 9000، 9004.

إن عالم اليوم والغد بسبيله لأن لا تقبل أسواقه إلا منتجات سلع خدمات) تقدمها منظمات تتوافق نظمها مع متطلبات نظام الجودة العالمي (9000 - ISO 2000 ) كأحد المعايير الرئيسية للتبادل التجاري الدولي وهذا في حد ذاته يعد معوقاً مؤثراً لمن يخفق في بلوغ واستيفاء هذا المتطلب. إن منظماتنا تواجه تحديات عالمية خطيرة وغير مسبوقة، ولا شك أن التحديات السابقة يمكن أن تتحول إلى تهديدات واقعة ما لم يتم الاستعداد لها بتخطيط إستراتيجي فعال لإحداث التغيير على مستوى كل منظمة.