أكّدت العتبة العباسية المقدّسة على تسجيل وتوثيق أغلبِ جرائمِ التطرّف بالأرقام، لتكونَ وثائقَ تاريخية دامغة ضدّ أعداء الحياة من العصابات الإرهابية. جاء ذلك في كلمة العتبة المقدسة التي ألقاها مدير المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف، التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدّسة الدكتور عباس القريشي، خلال مراسيم افتتاح العتبة العباسية لمقبرة ضحايا البعث والتطرّف في النجف الأشرف. وقال القريشي إن "العتبة العباسية متمثّلةً بالمركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف، تمارس دوراً نوعياً في إطار مواجهةِ التطرّف بكافة أشكالهِ، من خلال تكامل أعمالها مع المؤسّساتِ الوطنيةِ والدينيةِ التي تضطلعُ بمهمّةِ توثيقِ الجرائمِ والموبقاتِ، التي ارتكبتها الجماعات التكفيرية في العراق، وذلك لتجسيد الردّ النقدي بالرؤية التاريخية المُنصِفة والتحليل الفكري المعاصر".

وأضاف "لعلّ المركز العراقيّ لتوثيق جرائم التطرّف هو الوحيد في البلاد، الذي تحمّلَ مسؤوليةَ توثيقِ الجرائمِ الداعشيةِ ضدّ أبناءِ العراق بالموسوعات التوثيقية"، مؤكداً أن "المركز استطاع تسجيل وتوثيق أغلبِ جرائمِ التطرّف بالأرقام لتكونَ وثائقَ تاريخية دامغة ضدّ أعداء الحياة من العصابات الإرهابية والمتطرّفين". وبين أن "العتبة العباسية متمثلةً بالمركز العراقي وبالتعاون مع مؤسّسةِ الشهداء ودائرةِ الطبّ العدلي في وزارة الصحة، عملت على تخصيصِ روضةِ ومقبرة جنّة الكفيل المركزية لدفن جثامين ضحايا إجرام نظام البعث والتطرّف، وهو عمل استراتيجي ونوعيّ في مجال كشف الانتهاكات الصارخة التي استهدفت الحقوق المدنيّة، ضدّ مجموعةٍ كبيرة من أتباع أهل البيت(عليهم السلام)". وتابع القريشي "إيماناً منّا بضرورةِ التوثيقِ وأهمّيته في منعِ تَكرارِ الجرائمِ وارتكابِ المجازرِ بحقّ العراقيين، سنستمرّ في التوثيق فهو الأسلوب الأمثل للردِّ على ظاهرةِ التطرّفِ العنيفِ ودورهِ التدميري في حياة المجتمعاتِ البشريةِ، وتأثيرهِ العموديِّ الصريحِ في الصبغةِ الوطنيةِ العراقية".