أكد مساعد رئيس جامعة ميسان للشؤون القانونية والإدارية أ. م. د محمد جبار أن السيدة الزهراء(عليها السلام)، أنموذج متكامل لمفهوم القدوة في حياة المرأة المؤمنة. جاء ذلك خلال إلقائه كلمة جامعة ميسان في مهرجان الدرة البيضاء(عليها السلام) الثقافي السنوي، الذي تنظّمه العتبة العباسية المقدسة في الجامعة تزامناً مع ذكرى شهادة السيدة الزهراء(عليها السلام) وفق الرواية الثانية. وقال جبار في كلمته إن "السيدة الزهراء(عليها السلام) قبس سماوي والحديث عن شخصيتها يقصر عنه المقال مهما طال، بدلالة أنها واحدة من المعصومين (عليهم السلام) الذين اصطفاهم الله (عزّ وجل) وفضّلهم على العالمين، ومن خلال انتمائها إلى دوحة العصمة، فكان لشخصيتها المقدّسة بعدان، الأول سماوي إلهي لا يدركه إلا الله ومَن خصّهم بعلمه، والثاني بعد إنساني جعله الله وسيلة لتجسيد النموذج الإنساني الكامل الذي يقتدي به الناس ليصلوا إلى سعادة الدارين، والذروة بمراقي الخير والفضيلة والإنسانية، وتبيان شذرات ما يحتويه هذا البعد من مناحي عظيمة يجدر بالإنسان الالتفات إليها والاستفادة منها". وأضاف أن "الزهراء (عليها السلام) هي المرأة التي ارتقت لدرجة العصمة" مشيراً الى أن "الإسلام لا يفرّق بين المرأة والرجل، كما قال تعالى في كتابة المجيد بسم الله الرحمن الرحيم (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) صدق الله العلي العظيم، فهي تمثل الأسوة الحسنة والمثال الكامل للمرأة، حيث أنها (عليها السلام) تمثل التطبيق العملي لما جاءت به الشريعة حيال المرأة، لتنهض بدورها في صنع حياة متكاملة مع الرجل، فكانت أنموذجاً متكاملاً كزوجة وقفت مع زوجها العظيم أمير المؤمنين(عليه السلام) في رحلة كفاحه ونضاله، وكانت مثالاً أعلى في الأمومة حيث أعطت للبشرية كواكب لا تدانى في الإنسانية المتكاملة وهما الإمامان الحسن والحسين(عليهما السلام)، وبطلة كربلاء العقيلة زينب (عليها السلام)".

وتابع "لطالما عبر النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) من خلال علاقته بالزهراء(عليها السلام) عن الروح التي يحملها للأنثى في الإسلام، ولقد كان التقدير والإجلال الذي يمارسه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) حيال ابنته خطاباً موجّهاً إلى الناس يبين شأنها وما هي عليه من الدرجة الرفيعة عند الله (سبحانه وتعالى)، ويجسّد مشهداً تعليمياً للمجتمع في الكيفية التي يقرّها الدين الإسلامي لتربية الفتاة والتعامل معها". وأكد جبار أن "السيدة الزهراء (عليها السلام) هي النموذج الكامل لمفهوم القدوة في حياة المرأة المؤمنة، والاقتداء بسيرتها الطاهرة يلعب دوراً في امتلاك المرأة البصيرة والمعرفة والسلوك الأخلاقي، الأمر الذي يحتم على النساء أن تقتدي بالزهراء(عليها السلام) في جميع نواحي شخصيتها وإيمانها وتربية أبنائها وحجابها وطاعتها لله سبحانه وتعالى".