المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الإمام علي (عليه السلام) ومعركة خيبر  
  
1338   12:39 صباحاً   التاريخ: 2023-12-31
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص469-478
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

روى أحمد باسناده عن بريدة قال : " حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر ، فانصرف ولم يفتح له ، ثم أخذ من الغد عمر فخرج فرجع ولم يفتح له ، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إني دافع اللواء غداً إلى رجل يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح له ، فبتنا طيبة أنفسنا إنّ الفتح غداً ، فلما أن أصبح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الغداة ثم قام قائماً فدعا باللواء والنّاس على مصافهم فدعا علياً وهو أرمد ، فتفل في عينيه ، ورفع اللواء وفتح له قال بريدة : وأنا فيمن تطاول لها " .

" . . . فلقى أهل خيبر وإذا مرحب يرتجز بين أيديهم وهو يقول :

قد علمت خيبر إني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب

أطعن أحياناً وحيناً أضرب * إذ الليوث أقبلت تلهب

قال : فاختلف هو وعلي ضربتين ، فضربه على هامته حتى عضّ السيف منها بأضراسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته قال : وما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح خيبر له ولهم "[1].

وأخرج أحمد بإسناده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم خيبر : لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله عليه ، قال : فقال عمر : فما أحببت الإمارة قبل يومئذ ، فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إليّ ، فلما كان الغد دعا علياً فدفعها اليه فقال : قاتل ولا تلتفت حتى يفتح عليك فسار قريباً ثم نادى يا رسول الله ، علام أقاتل ؟ قال : حتى يشهدوا إنّ لا إله إلاّ الله وإن محمّداً رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منّي دمائهم وأموالهم إلاّ بحقها وحسابهم على الله عزّوجلّ "[2].

وباسناده عن سلمة " إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أرسلني إلى علي فقال : لأعطينّ الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله ، قال : فجئت به أقوده أرمد فبصق نبي الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في عينيه ثم أعطاه الراية فخرج مرحب يخطر بسيفه ، فقال :

قد علمت خيبر أنّي مرحب * شاكي السّلاح بطل مجرّب

إذا الحروب أقبلت تلهّب *

فقال عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه :

أنا الذي سمتني أمي حيدرة * كليث غابات كريه المنظرة

أوفيهم بالصاع كيل السندرة *

ففلق رأس مرحب بالسيف وكان الفتح على يديه "[3].

وروى النسائي وأحمد[4] واللفظ للأول باسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه : " قال لعلي - وكان يسمر معه - إنّ الناس قد أنكروا منك شيئاً ، تخرج في البرد في الملاءتين وتخرج في الحرّ في الخشن والثوب الغليظ فقال : لم تكن معنا بخيبر ، قال : بلى ، قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أبا بكر وعقد له لواء فرجع ، وبعث عمر وعقد له لواء فرجع فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، ليس بفرّار[5] فأرسل إليّ وأنا أرمد ، فتفل في عيني فقال : اللّهم اكفه أذى الحر والبرد ، قال : ما وجدت حراً بعد ذلك ولا برداً "[6].

وفي رواية له عن سهل بن سعد ، وفيها أنه قال النبي لعلي عليه السّلام : " أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم[7] ، ثم ادعهم إلى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من الله ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير من أن يكون لك حمر النعم "[8].

وأخرج أحمد باسناده عن ابن عمر قال : " كنا نقول في زمن النبي : النبي رسول الله خير الناس ثم أبو بكر ، ثم عمر ، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال ، لأن يكون لي واحدة منها أحب إليّ من حمر النعم : زوّجه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بنته وولدت له ، وسد الأبواب إلاّ بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر "[9].

وأخرج باسناده عن أم موسى عن علي عليه السّلام قال : " ما رمدت عيني منذ تفل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في عيني "[10].

وروى الحمويني باسناده عن أبي رافع مولى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم برايته فلما دنا من الحصن ، خرج اليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود ، فطرح ترسه من يده فتناول علي باب الحصن فتترس به عن نفسه ، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ، ثم ألقاه من يده ، فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم نجهد على إنّ نقلب ذلك الباب فما استطعنا إنّ نقلبه "[11].

وبإسناده عن جابر بن عبد الله ، قال : " حمل علي باب خيبر يومئذ حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها ، فجرب بعده فلم يحمله إلاّ أربعون رجلا "[12].

وروى ابن حجر العسقلاني باسناده عن جابر : " إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لما دفع الراية لعلي يوم خيبر أسرع فجعلوا يقولون له ارفق ، حتى انتهى إلى الحصن فاجتذب بابه فألقاه على الأرض ثم اجتمع عليه سبعون رجلا حتى أعادوه "[13].

وروى المتقي الهندي دعاء للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : " اللهم إنك أخذت منّي عبيدة بن الحارث يوم بدر ، وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد ، وهذا عليّ فلا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين "[14].

وروى ابن المغازلي باسناده عن أبي هريرة ، قال : " بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أبا بكر إلى خيبر فلم يفتح عليه ثم بعث عمر ، فلم يفتح عليه ، فقال : لأعطين الراية رجلا كرّاراً غير فرار ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فدعا علي بن أبي طالب وهو أرمد العين ، فتفل في عينه ، ففتح عينه وكأنه لم يرمد قط ، قال : خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك ، فخرج يهرول وأنا خلف أثره حتى ركز رايته في رضم[15] تحت الحصن ، فاطلع رجل يهودي من رأس الحصن وقال : من أنت ، قال : علي بن أبي طالب ، فالتفت إلى أصحابه وقال : غلبتم والذي أنزل التوراة على موسى . قال : فوالله ما رجع حتى فتح الله عليه "[16].

وباسناده عن أبي سعيد الخدري قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حيث كان أرسل عمر بن الخطاب إلى خيبر ، فانهزم هو ومن معه ، فرجعوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فبات تلك الليلة وبه من الغم غير قليل ، فلما أصبح خرج إلى الناس ومعه الراية فقال : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله غير فرار ، فعرض لها جميع المهاجرين والأنصار ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أين علي حيث فقده ، فقالوا : يا رسول الله هو أرمد ، فأرسل إليه أبا ذر وسلمان فجاءه وهو يقاد لا يقدر على إنّ يفتح عينيه ، ثم قال : اللهم أذهب عنه الرمد والحر والبرد ، وانصره على عدوه ، وافتح عليه فإنه عبدك ويحبك ويحب رسولك غير فرار ، ثم دفع الراية إليه ، فاستأذنه حسان بن ثابت في إنّ يقول فيه شعراً ، فقال له : قل : فأنشأ يقول :

وكان علي أرمد العين يبتغي * دواء فلما لم يحس مداوياً

شفاه رسول الله منه بتفلة * فبورك مرقياً وبورك راقياً

وقال : سأعطي الراية اليوم صارماً * كميا محباً للرسول موالياً

يحبّ إلهي والإله يحبه * به يفتح الله الحصون الأوابيا

فأصفى بها دون البرية كلّها * علياً وسماه الوزير المؤاخيا "[17]

قال الحافظ الكنجي الشافعي بعد ذكره فتح خيبر على يد علي عليه السلام : " قلت : رواه محدث الشام في كتابه وطرقه عن جم غفير من الصحابة والتابعين وذكر لكل واحد منهم طرقاً شتى بألفاظ مختلفة ، واتفق الكل على لفظ لأعطين الراية . . . فمنهم : سلمة بن الأكوع ، خرج حديثه مسلم في الجهاد بطوله ، وأسنده عنه من التابعين ابنه أياس بن سلمة ويزيد بن أبي عبيد وسفيان بن أبي فروة كما أخرجناه وعطا مولى السائب عن سلمة .

ومنهم : بريدة بن الحصيب ، وأسنده عنه من التابعين ابنه عبد الله وطرقه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بطرق شتى .

ورواه عبد الله بن عمر ، وأسنده عنه من التابعين حبيب بن أبي ثابت وجميع ابن عمير .

ورواه عبد الله بن عباس ، وأسنده عنه من التابعين عمرو ابن ميمون وطرقه عن عمرو بن ميمون بطرق شتى في حديث طويل .

ورواه عمران بن حصين ، وأسنده عنه من التابعين ربعي بن خراش وطرقه عن ربعي بطرق شتى .

ورواه أبو سعيد الخدري ، وأسنده عنه من التابعين عبد الله بن عصمة العجلي وطرقه عن عبد الله بطرق شتى .

ورواه أبو ليلى الأنصاري ، وأسنده عنه من التابعين ابنه عبد الرحمان بن أبي ليلى ، وطرقه عن عبد الرحمن بطرق شتى بزيادة لفظة " وهو لبس الشتاء في الصيف ولبس الصيف في الشتاء " .

ورواه سهل بن سعد الساعدي ، وأسنده عنه من التابعين عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل وطرقه عن أبي حازم عن سهل بن سعد بطرق شتى .

ورواه أبو هريرة ، وأسنده عنه من التابعين سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ، وطرقه عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة بطرق شتى .

قال الحاكم : هذا حديث دخل في حد التواتر "[18].

قال الواقدي : " فلما أصبح أرسل إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام وهو أرمد ، فقال : ما أبصر سهلا ولا جبلا ، قال : فذهب اليه فقال : افتح عينيك ففتحهما فتفل فيهما ، قال علي عليه السّلام : فما رمدت حتى الساعة ، ثم دفع اليه اللواء ودعا له ومن معه من أصحابه بالنصر . . . " .

" فحمل علي فقطره على الباب وفتح الباب ، وكان للحصن بابان "[19].

وروى البدخشي باسناده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : " حمل علي الباب على ظهره يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها ، وأنهم جروه بعد ذلك فلم يحمله إلاّ أربعون رجلا "[20].

وروى أبو نعيم الأصبهاني باسناده عن سعد بن أبي وقاص قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في علي بن أبي طالب ثلاث خلال : لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله ، وحديث الطير ، وحديث غدير خم "[21].

قال علي بن برهان الدين الحلبي : عن حذيفة رضي الله عنه : " لما تهيأ علي كرم الله وجهه يوم خيبر للحملة قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا علي ، والذي نفسي بيده إنّ معك من لا يخذلك ، هذا جبرئيل عن يمينك بيده سيف لو ضرب به الجبال لقطعها ، فاستبشر بالرضوان والجنة ، يا علي إنك سيد العرب وأنا سيد ولد آدم " ( 1 ) .

بعض ما قيل في ذلك شعراً :

1 - قال السيد المرتضى رحمة الله عليه :

لله در فوارس في خيبر * حملوا على الاسلام يوماً منكراً

عصفوا بسلطان اليهود وأولجوا * تلك الجوانح لوعة وتجسّرا

واستلحموا أبطالهم واستخرجوا * الأزلام من أيديهم والميسرا

وبمرحب ألوى فتى ذو جمرة * لا تصطلى وبسالة لا تعترى

إنّ خرّخرّ مطبقاً ، أو قال قال * مصدقاً ، أو رام رام مظفراً

فثناه مصفر البنان كأنما * لطخ الحمام عليه صفاً مصفراً

تهفو العقاب بشلوه ولقد هفت * ومناً به شم الذوائب والذرى

2 - قال ابن حماد :

ويوم خيبر إذ عادوا برايته * كما علمت لخوف الموت هرابا

فقال إني سأعطيها غداً رجلا * ما كان في الحرب فراراً وهياباً

يحبه الله فانظر هل دعا احداً * غير الوصي فقل إنّ كنت مرتاباً

3 - وله أيضاً :

سيف علي بن أبي طالب * دانت وما دانت له عنوة

4 - وقال الأسود :

أم من يقول له : سأعطي رايتي * من لم يفر ولم يكن بجبان

رجلا يحب الله وهو يحبه * فيما ينال السبق يوم رهان

وعلى يديه يفتح الله بعدما * وافى النبي بردها الرجلان

فهوى إلى عينيه يتفل فيهما * وعليهما قد أطبق الجفنان

فمضى بها مستبشراً فكأنما * من ريقه عيناه مرآتان

فأتاه بالفتح النجيح ولم يكن * يأتي بمثل فتوحه العمران "[22]

ومن المصادر التي ذكرت فتح خيبر على يد علي عليه السلام : السنن الكبرى للبيهقي ج 2 ص 362 ، والمستدرك ج 3 ص 437 ، وحلية الأولياء ج 1 ص 62 ، والاستيعاب ج 2 ص 45 ، والرياض النضرة ج 2 ص 185 وسنن الترمذي ج 1 ص 318 ، ومجمع الزوائد ج 9 ص 124 .

 


[1] مسند أحمد ج 5 ص 353 - 354 ، ورواه النسائي في الخصائص ص 5 وانظر المسند ج 3 ص 16 والفضائل حديث 70 .

[2] المسند ج 2 ص 384 ، قال الشيخ منصور علي ناصف : الراية ، العلم التي هي علامة الإمارة التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول ، ج 3 ص 194 .

[3] المسند ج 4 ص 52 ، وانظر صحيح البخاري ، كتاب فضل الجهاد والسير ، باب ما قيل في اللواء ج 4 ص 65 ، المستدرك 3 ص 38 ، وصحّحه على شرط مسلم .

[4] المسند ج 1 ص 133 .

[5] الخصائص ص 5 قال العلامة الحلي : " وصفه بهذا الوصف يدل على انتفائه من غيره ، وهذا يدل على أفضليته فيكون هو الإمام " .

[6] منهاج الكرامة المطبوع ضمن منهاج السنة ص 170 .

[7] قال الشيخ منصور علي ناصف : " أي سر بجيشك متأنياً حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الاسلام وما يجب عليهم لله ولرسوله فان أجابوك فلا سبيل لك عليهم وإلاّ فالقتال " التاج ج 3 ص 294 .

[8] الخصائص 6 ، وهو في صحيح البخاري ، كتاب فضائل أصحاب النبي ، مناقب علي ج 5 ص 22 .

[9] الفضائل ج 1 الحديث 75 .

[10] المصدر الحديث 102 .

[11] فرائد السمطين ج 1 ص 261 ، ورواه ابن الأثير في الكامل ج 2 ص 220 ، والحضرمي في وسيلة المآل ص 223 .

[12] المصدر ، ورواه المتقي في منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 44 .

[13] الإصابة في تمييز الصحابة ج 2 ص 509 .

[14] كنز العمّال ج 11 ص 623 طبع حلب .

[15] الرّضم والرّضام : صخور عظام يرضم بعضها فوق بعض .

[16] مناقب علي بن أبي طالب ص 181 الحديث 217 .

[17] المناقب ص 185 الحديث 220 .

[18] كفاية الطالب ص 99 - 100 .

[19] المغازي ج 2 ص 654 ، روى الهيثمي عن علي عليه السّلام قال : ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجهي وتفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية " . مجمع الزوائد ج 9 ص 122 ، وروي عن عبد الله ( يعني ابن مسعود ) قال : " رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كحل عين علي بريقه " .

[20] مفتاح النجاء ص 46 .

[21] حلية الأولياء ج 4 ص 356 .

[22] السيرة الحلبية ج 2 ص 736 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.