المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

طيف لهبي flame spectrum
5-5-2019
خلــع المقتدر وعودته للخلافة
17-10-2017
Partial Denominator
10-5-2020
تفسير القيود الواردة في تعريف الصحيح.
29-8-2016
Acidity of Terminal Alkynes
18-9-2018
معنى كلمة حلق‌
10-12-2015


الإمام علي (عليه السلام) ومعركة أحد  
  
1304   12:39 صباحاً   التاريخ: 2023-12-31
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص452-462
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

روى البخاري باسناده عن ابن حازم " انّه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن كان يسكب الماء وبما دووي قال : كانت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تغسله وعلي يسكب الماء بالمجن ، فلما رأيت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدم . . . "[1].

وروى الحمويني باسناده عن علي بن أبي طالب ، قال : " أتى جبرئيل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : إن صنماً في اليمن معفراً في الحديد ، فابعث إليه فأدققه وخذ الحديد ، قال : فدعاني وبعثني إليه ، فذهبت اليه فدققت الصنم وأخذت الحديد فجئت به إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فأستضرب منه سيفين فسمى واحداً ذا الفقار ، والآخر مخذماً فتقلد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذا الفقار وأعطاني مخذماً ثم أعطاني بعد ذا الفقار ، ورآني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنا أقاتل دونه يوم أحد فقال : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي .

قال الإمام الحافظ أحمد البيهقي : كذا روي في هذا الإسناد أنه أمر بصنعته ، ورويناه بإسناد صحيح عن ابن عبّاس إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تنفّل سيفه ذا الفقار يوم بدر وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد ، والله أعلم "[2].

وروى بإسناده عن محمّد بن إسحاق بن يسار ، قال : " قال علي بن أبي طالب حين ناول سيفه فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم .

أفاطم هاك السيف غير ذميم * فلست برعديد ولا بلئيم

لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد * ومرضاة رب بالعبادة رحيم

قال ابن إسحاق : وسمع في ذلك اليوم - وهاجت ريح - فسمع مناد يقول :

لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي

فإذا ندبتم هالكاً * فابكوا الوفي واخ الوفي "[3]

وروى باسناده عن حبان عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال : " لما قتل علي عليه السّلام أصحاب الألوية يوم أحد ، أبصر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي : احمل عليهم ، فحمل عليهم ، وفرق جماعتهم ، وقتل هشام بن أمية المخزومي ، ثم أبصر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم جماعة أو جمعاً من مشركي قريش ، فقال علي : احمل عليهم ، فحمل عليهم وفرق جماعتهم وقتل يشكر بن مالك أخا عمرو بن لؤي ، فأتى جبرئيل عليه السلام النبي فقال : إنّ هذه لهي المواساة ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنه مني وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما ، فسمعوا صوتاً ينادي :

لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي "[4]

وروى ابن حجر باسناده عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع عن جده : " كانت راية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم أحد مع علي "[5].

وروى ابن المغازلي باسناده عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال : نادى المنادي يوم أحد : " لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي "[6].

وروى أحمد باسناده عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده ، قال : " لما قتل علي عليه السّلام أصحاب الألوية يوم أحد ، قال جبرئيل : يا رسول الله ، إن هذه لهي المواساة ، فقال له النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنه منّي وأنا منه ، قال جبرئيل : وأنا منكما يا رسول الله "[7].

وروى القندوزي باسناده عن علي بن الحسين ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب عليه السّلام : " يا أبا الحسن ، لو وضع إيمان الخلائق وأعمالهم في كفة ميزان ووضع عملك يوم أحد على كفة أخرى لرجح عملك على جميع ما عمل الخلائق ، وإن الله باهى بك يوم أحد ملائكته المقربين ورفع الحجب من السماوات السبع وأشرفت إليك الجنة وما فيها وابتهج بفعلك رب العالمين ، وإن الله تعالى يعوضك ذلك اليوم ما يغبط كل نبي ورسول وصديق وشهيد "[8].

وقال محب الدين الطبري : " كسرت يد علي رضي الله عنه يوم أحد فسقط اللواء من يده ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ضعوه في يده اليسرى ، فإنه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة " .

قال ابن الأثير : " وخرج طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين وقال : يا معشر أصحاب محمّد إنكم تزعمون إنّ الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة ، فهل أحد منكم يعجله سيفي إلى الجنة أو يعجلني سيفه إلى النار ؟ فبرز اليه علي بن أبي طالب ، فضربه علي فقطع رجله فسقط وانكشفت عورته ، فناشده الله ] والرحم [ فتركه فكبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال لعلي : ما منعك إنّ تجهز عليه ؟ قال : انه ناشدني الله والرحم فاستحييت منه "[9].

وقال : " وكان الذي قتل أصحاب اللواء علي ، قاله أبو رافع "[10].

وقال أيضاً : " وقاتل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم أحد قتالا شديداً ، فرمى بالنبل حتى فنى نبله وأنكرت سية قوسه وانقطع وتره ، ولما جرح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جعل علي ينقل له الماء في درقته من المهراس[11] ويغسله ، فلم ينقطع الدم ، فاتت فاطمة وجعلت تعانقه وتبكي ، وأحرقت حصيراً وجعلت على الجرح من رماده فانقطع الدم "[12].

قال ابن شهرآشوب : " روى سفيان الثوري عن واصل عن الحسن عن ابن عبّاس في قوله تعالى ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ )[13] قال : صاح إبليس يوم أحد في عسكر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إنّ محمّداً قد قتل ( وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ) قال : والله لقد أجلب إبليس على أمير المؤمنين كل خيل كانت في غير طاعة الله ، والله إنّ كل راجل قاتل أمير المؤمنين كان من رجالة إبليس "[14].

قال : " وروى عن أبي رافع بطرق كثيرة انه : لما انصرف المشركون يوم أحد بلغوا الروحا ، قالوا : لا الكواعب أردفتم ولا محمّداً قتلتم ، ارجعوا ، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فبعث في آثارهم علياً في نفر من الخزرج فجعل لا يرتحل المشركون من منزل إلا نزله علي فأنزل الله تعالى : ( الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ )[15] وفي خبر أبي رافع : أن النبي تفل على جراحه ودعا له وبعثه خلف . المشركين فنزلت فيه الآية "[16].

وروى الشيخ المفيد باسناده عن زيد بن وهب عن عبد الله مسعود : " دفع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لواء المهاجرين إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام وجاء حتى وقف تحت لواء الأنصار قال : فجاء أبو سفيان إلى أصحاب اللواء ، فقال : يا أصحاب الألوية إنكم قد تعلمون إنما يؤتى القوم من قبل ألويتهم ، وإنما أوتيتم يوم بدر من قبل ألويتكم ، فإن كنتم ترون أنكم قد ضعفتم عنها فادفعوها إلينا نكفكموها ، قال : فغضب طلحة بن أبي طلحة وقال : ألنا تقول هذا ؟ والله لأورد لكم بها اليوم حياض الموت قال : وكان طلحة يسمى كبش الكتيبة ، قال : فتقدم وتقدم علي بن أبي طالب عليه السّلام ، فقال علي عليه السّلام : من أنت ؟ قال : أنا طلحة بن أبي طلحة ، أنا كبش الكتيبة قال : فمن أنت ؟ قال : أنا علي ابن أبي طالب بن عبد المطلب ، ثم تقاربا فاختلفت بينهما ضربتان ، فضربه علي بن أبي طالب عليه السّلام ضربة على مقدم رأسه فبدرت عينه وصاح صيحة لم يسمع مثلها قط وسقط اللواء من يده ، فأخذه أخ له يقال له مصعب ، فرماه عاصم ابن ثابت بسهم فقتله ، ثم أخذ اللواء أخ له يقال عثمان فرماه عاصم أيضاً بسهم فقتله ، فأخذه عبد لهم يقال له صواب وكان من أشدّ الناس ، فضرب علي عليه السّلام يده فقطعها فأخذ اللواء بيده اليسرى فضربه علي عليه السّلام على يده اليسرى فقطعها فأخذ اللواء على صدره وجمع يديه وهما مقطوعتان عليه ، فضربه علي عليه السّلام على أم رأسه فسقط صريعاً ، فانهزم القوم وأكب المسلمون على الغنائم ، ولما رأى أصحاب الشعب الناس يغنمون قالوا : يذهب هؤلاء بالغنائم ونبقى نحن ؟ قالوا لعبد الله بن عمر بن حزم الذي كان رئيساً عليهم : نريد أن نغنم كما غنم الناس ، فقال : إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أمرني أن لا أبرح من موضعي هذا ، فقالوا له إنه أمرك بهذا وهو لا يدري أن الأمر يبلغ إلى ما ترى ، ومالوا إلى الغنائم وتركوه "[17].

إلى أن قال : " قلت له : إنّ ثبوت علي في ذلك المقام لعجب ، فقال : إن تعجبت من ذلك فقد تعجبت منه الملائكة ، أما علمت أنّ جبرئيل قال في ذلك اليوم وهو يعرج إلى السماء : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي .

قلت : فمن أين علم ذلك من جبرئيل ؟ فقال : سمع الناس صائحاً يصيح في السماء بذلك ، فسألوا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عنه ، فقال : ذاك جبرئيل "[18].

قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري : " غزوة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أحداً ، وكانت في شوال يوم السبت بسبع ليال خلون منه - فيما قيل في سنة ثلاث من الهجرة "[19].

" قالوا : لما أصيبت قريش يوم بدر من كفار قريش من أصحاب القليب فرجع فلّهم[20] إلى مكة ، ورجع أبو سفيان بن حرب بعيره مشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر ، فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة فقالوا : يا معشر قريش ، إنّ محمّداً قد وتركم ، وقتل خياركم ، فأعينونا بهذا المال على حربه فلعلنا إنّ ندرك منه ثارنا بمن أصيب منا ففعلوا . ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )[21].

فاجتمعت قريش لحرب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حين فعل ذلك أبو سفيان بن حرب وأصحاب العير بأحابيشها[22] ومن أطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة[23] وكل أولئك قد إستعروا على حرب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم . . . فخرجت قريش بحدها وجدها وأحابيشها ومن معها من بني كنانة وأهل تهامة وخرجوا معهم بالظعن التماس الحفيظة ولئلاّ يفروا "[24].

" ودعا جبير بن مطعم غلاماً له يقال له وحشي كان حبشياً يقذف بحربة له قذف الحبشة ، قلما يخطئ بها ، فقال له : أخرج مع الناس ، فان أنت قتلت عم محمّد بعمي طعيمة بن عدي ، فأنت عتيق . . فخرج أبو سفيان بن حرب وهو قائد الناس معه هند بنت عتبة بن ربيعة . . وكانت هند بنت عتبة كلما مرت بوحشي أو مرّ بها قالت : أيه أبا دسمة اشف واستشف وكان وحشي يكني بأبي دسمه ، فأقبلوا حتى نزلوا بعينين بجبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مما يلي المدينة ، فلما سمع بهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والمسلمون قد نزلوا حيث نزلوا . . . ونزلت قريش منزلها من أحد يوم الأربعاء فأقاموا به ذلك اليوم ويوم الخميس ويوم الجمعة وراح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حين صلى الجمعة فأصبح بالشعب من أحد . . . فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى أحد في الف رجل ، وقد وعدهم الفتح إنّ صبروا ، فلما خرج رجع عبد الله بن أبي سلول في ثلاثمائة ، فتبعهم أبو جاير السلمي يدعوهم فلما غلبوه ، وقالوا له : ما نعلم قتالا ولئن أطعتنا لترجعن معنا قال الله عزّوجل : ( إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ )[25] فهمّ بنو سلمة وبنو حارثة بالرجوع حين رجع عبد الله بن أبي سلول فعصمهم الله عزّوجل وبقي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في سبعمائة . . . وكان المشركون ثلاثة آلاف والخيل مائتي فرس والظعن خمس عشرة امرأة . . . وكان في المشركين سبعمائة دارع ، وكان في المسلمين مائة دارع ولم يكن معهم في الخيل إلا فرسان ، فرس لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وفرس لأبي بردة بن نيار الحارثي . . . اجلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم رجالا بإزاء الرماة وأمر عليهم عبد الله ابن جبير وقال لهم : لا تبرحوا مكانكم إنّ رأيتمونا ظهرنا عليهم ، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا ، فلما لقي القوم هزم المشركون حتى رأيت النساء قد رفعن عن سوقهن وبدت خلاخيلهن ، فجعلوا يقولون الغنيمة الغنيمة ، فقال عبد الله : مهلا ، أما علمتم ما عهد إليكم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأبوا فانطلقوا فلما أتوهم صرف الله وجوههم فأصيب من المسلمين سبعون . . . ثم إنّ طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين قام فقال : يا معشر أصحاب محمّد إنكم تزعمون إنّ الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة ، فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة ، أو يعجلني بسيفه إلى النار ؟ فقام إليه علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ، فقال : والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى أعجلك بسيفي إلى النار ، أو تعجلني بسيفك إلى الجنة ، فضربه علي عليه السّلام فقطع رجله فسقط فانكشف عورته ، فقال : أنشدك الله والرحم يا ابن عم فتركه فكبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال لعلي : ما منعك أن تجهز عليه ؟ قال : إنّ ابن عمي ناشدني حين انكشف عورته ، فاستحيت منه . . . لما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الألوية أبصر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي : احمل عليهم فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي قال : ثم أبصر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي : احمل عليهم فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي فقال جبرئيل : يا رسول الله ، إنّ هذه المواساة فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم انه مني وأنا منه فقال : جبرئيل : وأنا منكما قال : فسمعوا صوتاً : لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي "[26].

وروى البدخشي باسناده عن قيس بن سعد عن أبيه : " انه سمع علياً كرم الله وجهه يقول : أصابتني يوم أحد ستة عشر ضربة سقطت إلى الأرض في أربع منهن ، فجائني رجل حسن الوجه طيب الريح فأخذ بضبعي فأقامني ثمّ قال : اقبل عليهم فإنك في طاعة الله وطاعة رسوله وهما عنك راضيان فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخبرته فقال : يا علي أتعرف الرجل ؟ قلت : لا ولكن شبهّته دحية الكلبي فقال : يا علي أقر الله عينيك ، كان جبرئيل "[27].

بعض ما قيل في ذلك شعراً :

1 - قال أبو العلاء السروي :

وهل عرفنا وهل قالوا سواه فتى * بذي الفقار إلى أقرانه زلفا

يدعو النزال وعجل القوم محتبس * والسامري بكف الرعب قد ترفا

مفرج عن رسول الله كربته * يوم الطعان إذا قلب الجبال هفا

2 - وقال السوسي :

وفي أحد سل عنه تخبر إذ أتى * اليه أبو سفيان في الشوك والشجر

فوافاه جبريل عن الله قائلا * أبا قاسم ألق الحديد على الحجر

فنادى الهزبر الليث حيدر في الوغى * وقال لهذا اليوم مثلك انتظر

وشبهته إذ ذو الفقار بكفّه * كبدر الدجى في كفه كوكب السحر

3 - وقال السيد الحميري :

وله بلاء يوم أحد صالح * والمشرفية تأخذ الأدبارا

إذ جاء جبريل فنادى معلنا * في المسلمين واسمع الأبراراً

لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى * إلاّ علي إنّ عددت فخارا

4 - وقال نصر بن المنتصر الأنصاري :

ومن ينادي جبرئيل معلنا * والحرب قد قامت على ساق الورى

لا سيف إلاّ ذو الفقار فاعلموا * ولا فتى إلا علي في الوغى "[28].

 

[1] صحيح البخاري - كتاب الجهاد ، ج 5 ص 130 ، صحيح مسلم - كتاب الجهاد والسير ج 3 ص 1416 مع فرق .

[2] فرائد السمطين ج 1 ص 252 .

[3] فرائد السمطين ج 1 ص 252 .

[4] فرائد السمطين ج 1 ص 257 ورواه الزرندي في نظم درر السمطين ص 120 .

[5] لسان الميزان ج 4 ص 416 .

[6] المناقب ص 197 ، الحديث 234 ، ورواه ابن حجر في لسان الميزان ج 4 ص 406 .

[7] الفضائل ج 1 الحديث 229 ، ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 148 عن جابر مع فرق والمتقي في منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 52 .

[8] ينابيع المودة الباب الثالث عشر ص 64 .

[9] الكامل في التاريخ ج 2 ص 152 ، وهو في المغازي للواقدي ج 1 ص 225 .

[10] المصدر ص 154 .

[11] المهراس : ماء بجبل أحد ، وذكر مثل ذلك الواقدي في المغازي ج 1 ص 249 .

[12] المصدر السابق ج 2 ص 157 .

[13] سورة الإسراء : 64 .

[14] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 123 .

[15] سورة آل عمران : 172 .

[16] المصدر ص 125 .

[17] الارشاد ص 36 .

[18] المصدر ص 38 .

[19] تاريخ الطبري ج 2 ص 499 .

[20] الفّل : القوم المنهزمون .

[21] سيرة ابن هشام ج 3 ص 64 . سورة الأنفال : 36 .

[22] الأحابيش : من اجتمع إلى العرب وانضم إليهم من غيرهم .

[23] سيرة ابن هشام ج 3 ص 64 .

[24] تاريخ الطبري ج 2 ص 501 .

[25] سورة آل عمران 122 .

[26] تلخيص من تاريخ الطبري ج 2 / 501 - 514 .

[27] مفتاح النجاء ص 41 .

[28] المناقب لابن شهرآشوب ج 3 ص 125 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.