المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

مجلس وزراء الداخلية العرب
18/12/2022
Multiple
30-6-2020
نسخ الوجوب
14-9-2016
هل حاولت عائشة سم الرسول؟ وقتل الإمام علي؟
2024-10-26
POINTS IN THE RC QUARTER-PLANE
16-10-2020
Vitamin A : Retinoic acid mechanism of action
12-12-2021


وصايا النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الزوج / العشرة الجميلة مع الزوجة  
  
1169   01:05 صباحاً   التاريخ: 2023-12-23
المؤلف : الشيخ محمد جواد الطبسي
الكتاب أو المصدر : الزواج الموفّق
الجزء والصفحة : ص 142 ــ 143
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

من أبرز مصاديق الإحسان إليها هي المعاشرة الجميلة التي أمرنا الله تبارك وتعالى بذلك مع النساء حيث يقول: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19]، أي خالطوهن من العشرة التي هي المصاحبة بما أمركم الله به من أداء حقوقهن التي هي النصفة في القسم والنفقة والإجمال في القول والفعل وقيل المعروف أن لا يضربها ولا يسيء القول فيها ويكون منبسط الوجه معها، وقيل: هو أن يتصنع لها كما تتصنع له (1).

وعلى الزّوج أن يترك الأخلاق السيئة ويحسن أخلاقه مع زوجته كما يكون بشر الوجه مع الآخرين.

وهذا مما أوصى به النّبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) قائلاً له: يا علي أحسن خلقك مع أهلك وجيرانك ومن تعاشر وتصاحب مع الناس، تكتب عند الله في الدرجات العلى (2).

وقال (صلى الله عليه وآله): أحسن إيماناً، أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله، وأنا ألطفكم بأهلي (3).

 وكان (صلى الله عليه وآله): من أحسن الناس خلقاً مع أزواجه رغم عدم رعاية بعض زوجاته مكانة النبي (صلى الله عليه وآله) وحرمته. ولا شك ان سيء الخلق لا يعذب إلا نفسه (4) وسوف يبتلى بالضمة والضغط في القبر نتيجة أخلاقه السيئة مع أهله، كما ابتلي الصحابي الجليل سعد بن معاذ بالضمة في القبر. مع أنه (صلى الله عليه وآله) حضر جنازته وترحم عليه وأخبر بأشياء، ما تعجب منه من شيع جنازته من المسلمين، حيث أخبر بأنه حضر جنازة سعد تسعون ألف ملك فيهم جبرئيل (5)

ومع كل ذلك أخبر أيضاً بأنه سيصيبه ضمة في القبر لأنه كان في خلقه مع أهله سوء (6).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مجمع البيان، ج 3، ص 40.

2ـ تحف العقول، ص 15.

3ـ عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 38.

4ـ راجع سفينة البحار، ج 1، ص 424.

5ـ المصدر السابق، ص 621.

6ـ المصدر السابق، ص 424. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.