المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الإمام علي (عليه السلام) يشبه النبي عيسى (عليه السلام)  
  
4751   04:12 مساءً   التاريخ: 2023-11-18
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص294-301
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى الخوارزمي بإسناده عن أبي الحمراء مولى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " من أراد أن ينظر إلى آدم فيعلمه ، والى موسى في شدته ، والى عيسى في زهده ، فلينظر إلى هذا المقبل فأقبل علي "[1].

وروى الحاكم بإسناده عن ربيعة بن ناجد عن علي رضي الله عنه قال : " دعاني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : يا علي ، إنّ فيك من عيسى مثلاً أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها ، قال : وقال علي : ألا وانّه يهلك فيّ محب مطر يقرظني بما ليس فيّ ، ومبغض مفتر يحمله شنآني على أن يبهتني ، ألا وإني لست بنبي ولا يوحى إليّ ولكني اعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم ما استطعت ، فما أمرتكم به من طاعة الله تعالى فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم أو كرهتم ، وما أمرتكم بمعصية أنا وغيري فلا طاعة لأحد في معصية الله عزّوجلّ ، انما الطاعة في المعروف "[2].

وروى النسائي بإسناده عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " يا علي فيك مثل من مثل عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به "[3].

وروى الحمويني باسناده عن ربيعة بن ناجد عن علي عليه السّلام قال : " دعاني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : يا علي ، إنّ فيك من عيسى مثلاً أبغضته اليهود حتى اتهموا أمه ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به "[4].

وروى الخوارزمي باسناده عن أبي رافع قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا علي ، لولا إنّ تقول طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بأحد من المسلمين إلاّ أخذوا التراب من أثر قدميك يطلبون البركة "[5].

وبإسناده عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : " قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم فتحت خيبر : يا علي ، لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ من المسلمين إلا وأخذوا تراب نعليك وفضل طهورك يستشفون به . ولكن حسبك إنّ تكون مني وأنا منك ترثني وأرثك ، أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، أنت تؤدّي ديني وتقاتل على سنتي وأنت في الآخرة أقرب الناس مني ، وإنك غداً على الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين ، وإنك أول من يرد علي الحوض ، وإنك أول داخل يدخل الجنة من أمتي ، وإن شيعتك على منابر من نور رواء مرويين مبيضة وجوههم حولي اشفع لهم فيكونون غداً في الجنة جيراني ، وإن عدوك غداً ظماء مظمئين مسودة وجوههم مقمحين ، يا علي حربك حربي وسلمك سلمي وعلانيتك علانيتي وسريرة صدرك كسريرة صدري ، وأنت باب علمي ، وإن ولدك ولدي ولحمك لحمي ودمك دمي ، وإن الحق معك والحق على لسانك ، ما نطقت فهو الحق وفي قلبك وبين عينيك ، والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وإن الله عزّوجلّ أمرني أن أبشرك أنت وعترتك ومحبيك في الجنة وإن عدوك في النار ، يا علي لا يرد الحوض مبغض لك ولا يغيب عنه محب لك ، قال : قال علي عليه السّلام فخررت ساجداً لله سبحانه وتعالى وحمدته على ما أنعم به علي من الاسلام والقرآن وحببني إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين صلّى الله عليه وآله وسلّم "[6].

ورواه ابن المغازلي باسناده عن جابر بن عبد الله[7].

قال العاصمي : " وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين عيسى صلوات الله عليه بثمانية أشياء : أولها : بالاذعان لله الكبير المتعال ، والثّاني : بعلمه بالكتاب طفلا ولم يبلغ مبلغ الرجال ، والثّالث : بعلمه بالكتابة ووجوه الانفصال والاتصال ، والرابع : بهلاك الفريقين فيه من أهل الضلال ، والخامس : بالزهد في الدنيا ، والسادس : بالكرم والإفضال ، والسابع : بالاخبار عن الكوائن في الاستقبال ، والثامن : بالكفاية والاشكال .

1 - أما الاذعان لله الكبير المتعال : فالاقرار له بالربوبية والنداء على نفسه بالعبودية فقوله تعالى حكاية عنه ، ( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ )[8] ولما علم الله سبحانه من أمر النصارى واختلاف أحزابهم فيه فجعل أول ما افتتح به عيسى عليه السّلام ما يكون حجة عليهم وتبرياً عنهم . .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه لما علم الله سبحانه من بعض الناس القول فيه بالغلو فانطلق لسانه بما تبرء عنهم وذلك قوله رضي الله عنه " أنا عبد الله وأخو رسوله . . . " .

2 - وأما علمه بالكتاب طفلا ولم يبلغ مبلغ الرجال : فقوله تعالى : ( وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ )[9] وروي عن ابن عبّاس ، قال : " أول من آمن بعيسى بن مريم يحيى بن زكريا عليهما السّلام ثم انقطع عنه الكلام حتى أدرك يعني عيسى عليه السّلام ، فلما أدرك رجع عيسى وأمه إلى ارضهم وهو ابن اثنتي عشرة سنة وكتب الإنجيل من ظهر قلبه وعلم تفسيرها ، فكان يحدّثهم وهم يتعجبون من كثرة علمه في حداثة سنه .

وكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، كان أول من آمن بالرسول من بني أعمامه ، لأن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أوحي اليه يوم الاثنين وأسلم علي رضي الله عنه يوم الثلاثاء ، كما ذكرناه ، ثم إنه أوتي العلم في حداثة سنّه ، فبلغ منه مبلغاً لم يبلغه غيره ، لأنه مذ اسلم كان يسمع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ويتعلم منه ، وقد كان النبي عليه السّلام يغرّه بالعلم غراً ويسر إليه من علومه ما لم يسر إلى مثله سراً .

3 - وأما الكتابة بوجوه الاتصال والانفصال : فقوله تعالى : ( وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) قيل : معناه الكتابة بالقلم وكان عيسى في الكتابة آية كما كان في سائر الأشياء آية .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه علم الكتابة والخطابة وأوتي الفضل والإصابة ، وكان كاتب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يكتب له العقود والعهود .

4 - وأما هلاك الفريقين فيه من أهل الضلال : فان عيسى يهلك فيه اليهود والنصارى ، أما اليهود فإنهم ينسبونه إلى السحر والغي ، وأما النصارى فإنهم يقولون بالأقانيم الثلاثة أو بالبنوّة ، أو بالشركة ، أو بالربوبية ، وجميعها متضادة وكلا الفريقين ضالاّن ، ومأواهم النار وبئس المصير . . .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، يهلك فيه الخوارج المارقة والروافض الضالة . . . عن ربيعة بن ناجد عن علي قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : فيك مثل من عيسى بن مريم ، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبّته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس له ، ثم قال علي : يهلك فيّ رجلان محب يعرفني بما ليس فيّ ومبغض مفتر يحمله شنآني على أن يبهتني .

5 - وأما الزهد في الدنيا ذات الانتقال : فقد قال عيسى عليه السّلام فيما روي عنه : مثل الدنيا والآخرة مثل رجل له ضرّتان إنْ أرضى إحداهما أسخط الأخرى . وقال : بحق أقول لكم إنّ رأس كل خطيئة حب الدنيا . . .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، روي أنه وضع درهماً على كفه وقال : أما إنك ما لم تخرج عني لم تنفعني . وقال أيضاً : لا يدع النّاس شيئاً من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر لهم منه . . . عن أبي مريم قال : سمعت عمّار بن ياسر - ونحن بصفين - يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي بن أبي طالب : إنّ الله زيّنك بزينة لم يتزين العباد بشئ أحب إلى الله منها وهو زينة الأبرار عند الله تعالى : زهدك في الدنيا ، فجعلك لا تنال منها ولا تنال الدنيا منك شيئاً . وروي إنّ علي بن أبي طالب كرم الله وجهه خرج إلى السوق - وعليه ثياب غليظة غير غسيل - فقيل له يا أمير المؤمنين لو لبست ألين من هذا ، فقال : هذا أخشع للقلب ، فأشبه بشعار الصالحين فأحسن أن يقتدي به المؤمن .

6 - وأمّا الكرم والإفضال : فقد كانت شريعة المسيح صلوات الله عليه مبنية على الكرم ، وذلك أنه كان في شريعته إذا لطم أحدهم على خدّه اليمنى كان يجب على الملطوم إنّ يعرض بوجهه عنه ولا ينتصر ولا يكافيه ، بل يريه خده اليسرى ليضربها أيضاً إنّ شاء ، وهذا هو أصل الكرم في اللغة . . . وذلك قوله عزّوجلّ : ( وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً )[10] أي معرضين عنه يدل عليه قوله عزّوجلّ في موضع آخر : ( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ )[11].

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه . . . من كرمه ما روي إنّ ابن ملجم - لعنه الله - كان يدخل عليه فيقرّبه ويدنيه ويقول : هذا قاتلي ، ويتمثل بقوله الشاعر :

أريد حياته ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مرادي

ومن ذلك : ما روي إنّ رجلا أتى أمير المؤمنين رضوان الله عليه وقال : إنّ لي حاجة رفعتها إلى الله تعالى قبل أن ارفعها إليك ، فان قضيتها فالحمد لله وأشكرك ، وإن لم تقضها لي أحمد الله واعذرك ، فقال المرتضى رضوان الله عليه اكتب على وجه الأرض حاجتك لئلا أرى أثر المسألة على وجهك . فكتب : إني فقير ، فأمر له بحلّة ، فلما أخذها أنشأ الرجل يقول :

كسوتني حلّة تبلى محاسنها * فسوف أكسوك من ثوب الثنا حُللا

إنّ نلت حسن ثنائي نلت مكرمة * ولست تبغي بما قد نلته بدلا

إنّ الثناء ليحيي ذكر صاحبه * كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا

لا تزهد الدهر في عرف بدأت به * فكل عبد سيجزى بالذي فعلا

7 - وأما الأخبار عن الكوائن في الاستقبال : فقوله : ( وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ )[12] وقوله : ( وَمُبَشِّراً بِرَسُول يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ )[13] فكان عيسى عليه السّلام يخبرهم بما أكلوه بالبارحة وعمّا أدّخروه في بيوتهم ، فيكون الأمر كما أخبرهم .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه كان يخبر عمّا يكون في هذه الأمة من الفتن والحوادث ، فيجدونه على ما أخبر .

8 - وأما الكفاية والاشكال : فان يحيى بن زكريا عليهما السّلام قد كان ابن خالة عيسى عليه السّلام فعضده الله تعالى ونصره به ، فكان يحيى أول من آمن بعيسى عليهما السّلام كما ذكرناه ، وكان كفواً له ويصلح لأن يقوم مقامه في أمره .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه كان كفواً للرسول عليه السّلام يصلح لأن يقوم مقامه في أمره ، ولعمري إنّ كفاءة المرتضى رضوان الله عليه للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم كانت أوكد من كفاءة يحيى لعيسى ، لأن المرتضى كان ابن عم ، وابن العم أقرب نسباً من ابن الخالة لأن اتصال الأنساب بالآباء أقرب من اتصالها بالأمهات ، فالعم صنو الأب ، ولذلك قال عليه السّلام : عم الرجل صنو أبيه . . .

وعن ابن عبّاس ، قال : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم فتح مكة متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول : " اللهم ابعث إليّ من بني عمي من يعضدني ، قال : فهبط جبرئيل عليه السّلام فقال : يا محمّد أوليس الله قد أيدك بسيف من سيوف الله مجرد على أعداء الله ، علي بن أبي طالب ، والله لا يزال دينك مثبتاً حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد ، أقسم بربّي عزّوجلّ قسماً حقّاً ليصليّنه جحيماً وليسقيّنه حميماً ، أفرضيت يا محمّد ؟ قال : نعم .

عن حبشي بن جنادة السلولي قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : " علي مني وأنا منه ، لا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي عليه السّلام " .

قال البياضي : " عيسى نزلت المائدة عليه ، ونزلت على علي بنقل أهل المذاهب الأربعة فيه ، وقال في عيسى : ( وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ )[14] وفي علي ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ )[15] وفي عيسى : ( وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ )[16] وعليّ أحيى سام وأهل الكهف والجمجمة بإذن الله . واختلف في عيسى ، فاليعقوبية : هو الله ، والنسطورية : هو ابن الله ، والإسرائيلية : هو ثالث ثلاثة لله ، واليهود : هو كذاب على الله ، والمحقون : هو عبد الله . واختلف في علي ، فالمسلمون : هو عبد الله ، والغلاة : هو الله ، والخوارج : كافر بالله ، والمخالفون : انه رابع افتراء على الله ، والمؤمنون المحقون : انه المقدم من الله ، ولأجل ذلك قال النبي صلّى الله عليه وآله : انه أشبه الخلق بعيسى "[17].

 

[1] المناقب الفصل التاسع عشر ص 219 .

[2] المستدرك على الصّحيحين ج 3 ص 123 ، ورواه أحمد في مسنده ج 1 ص 160 ، والشبلنجي في نور الأبصار ص 93 وابن حجر في الصواعق المحرقة ص 74 .

[3] الخصائص ص 27 . ورواه البدخشي في مفتاح النجاء ص 96 .

[4] فرائد السمطين ج 1 ص 137 .

[5] المناقب الفصل التّاسع عشر ص 220 .

[6] المناقب الفصل الثّالث عشر ص 75 ، ورواه القندوزي في ينابيع المودّة الباب الثالث عشر ص 63 .

[7] مناقب علي بن أبي طالب ص 237 حديث 285 .

[8] سورة مريم : 30 .

[9] سورة آل عمران : 48 .

[10] سورة الفرقان : 72 .

[11] سورة القصص : 55 .

[12] سورة آل عمران : 49 .

[13] سورة الصّف : 6 .

[14] سورة آل عمران : 48 .

[15] سورة الرّعد : 43 .

[16] سورة آل عمران : 49 .

[17] الصّراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج 1 ص 103 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.