أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-23
![]()
التاريخ: 2023-12-31
![]()
التاريخ: 2024-02-26
![]()
التاريخ: 2023-10-19
![]() |
ولم يُبَالِ يوحنا الخامس بالخطر المحدق، ولم يكترثْ لِمَا قد يحل بالروم من جراء المنازعات الداخلية، فأعلن نفسه من ثيسالونيكية في السنة 1351 الفسيلفس الوحيد لدولة الروم، وفاوض أسطفان دوشان في ذلك فأَقَرَّه عليه، وزحف على أدرنة في أيلول السنة 1351 في الوقت الذي كان فيه الحصار قائمًا حول القسطنطينية، ففاوض يوحنا السادس الجنويين وصالحهم في ربيع السنة 1352. ثم قام إلى أدرنة فطرد يوحنا الخامس منها، فاستعان يوحنا الخامس بالصرب والبلغار والبنادقة، ولجأ يوحنا السادس إلى الأتراك العثمانيين، ونزع من كنائس القسطنطينية ذهبها وفضتها ليدفع بها جماكيات العساكر الأتراك الذين أَمَدَّهُ بهم صديقُهُ السلطان أورخان، ووعد يوحنا صديقه العثماني بحصنٍ في تراقية لقاء هذه المساعدة، ثم تَمَكَّنَ — بمؤازرة الأتراك — من فرض سُلطته على تراقية ومقدونية، وفَرَّ خصمه يوحنا الخامس إلى جزيرة تنيدوس، ثم قام بهجومٍ بحريٍّ على القسطنطينية فلم يفلح، فلجأ إلى ثيسالونيكية واعتصم بها، فاتهمه يوحنا السادس بالخيانة وأعلن ابنه متَّى وريثًا له بعد وفاته، ولما امتنع البطريرك كاليستوس عن تتويج متَّى فرَّ من القسطنطينية، فأقام يوحنا السادس فيلوثاوس بطريركًا مسكونيًّا (1). واتسع أُفق يوحنا السادس وكاد يؤسس أسرة مالكة جديدة، ولكن حليفه العثماني ترك الوفاء بعهده، وفي الثاني من آذار سنة 1354 في اليوم الأول من الصوم الكبير زلزلت الأرض في شبه جزيرة غاليبولي فتهدمت أسوار غاليبولي وغيرها من المدن المجاورة فدخلها الجنودُ الأتراك واستقروا فيها، فعظم هذا الأمر على يوحنا السادس وأفزعه وعدَّه محاولةً لإنشاء رقبة جسر للأتراك في أوروبة، ففاوض صديقه أورخان في ذلك وعرض عليه دفع مبلغ من المال لقاء خروج الأتراك من هذه المدن المحصنة، ولكن أورخان أجابه بأنه لا يمكنه أن يتخلى عن عطية منَّ الله بها عليه ورفض مقابلة الفسيلفس (2)، وفي حزيران السنة نفسها عبر الأتراك الدردنيل إلى أوروبة، ونهبوا تراقية، وأضاعوا على السكان حصادهم، وبعد ذلك بقليل اعترض قرصان من الأتراك سبيل بالاماس في طريقه بحرًا إلى القسطنطينية، فأسروه ونفوه (3)، ففترت همة يوحنا، وجعله الناس مسئولًا عما حَلَّ بالدولة من مصائبَ، فحاول في حزيران من السنة 1355 التفاوضَ مع يوحنا الخامس، فصده هذا ولم يقبل، وفي خريف هذه السنة نفسها قام يوحنا الخامس إلى القسطنطينية بحرًا فنزل في أحد مرافئ بحر مرمرة، فثار الشعب مطالبًا بعودته إلى الحكم واقتحم مستودعات الأسلحة، فعاد يوحنا السادس عن الحكم الفردي وقبل بالحكم الثنائي، ثم ثار الشعب ثانيةً فخلع يوحنا السادس شارات السلطة ولبس ثوب الرهبنة واتخذ لنفسه اسم يواصف، وبقي مدةً في أحد أديار آثوس، ثم التحق بابنه مَتَّى، فأقام في مسترة (1380) وتُوُفي فيها في الخامس عشر من حزيران سنة 1383 (4).
.........................................
1- Cantacuzenus, J., Op. Cit., IV, 32–38
2- Cantacuzenus, J., Op. Cit., IV, 38
3- Accord. to one of his letters to the Thessalonikians, Neos Hellenomnemon, 1922, 7ff
4- Cantacuzenus, Op. Cit., IV, 39–42; Zakythinos, D. A., Despotat Grec de Morée, 114ff.
|
|
"إنقاص الوزن".. مشروب تقليدي قد يتفوق على حقن "أوزيمبيك"
|
|
|
|
|
الصين تحقق اختراقا بطائرة مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي
|
|
|
|
|
مكتب السيد السيستاني يعزي أهالي الأحساء بوفاة العلامة الشيخ جواد الدندن
|
|
|