أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-03
441
التاريخ: 2024-09-18
148
التاريخ: 2023-10-03
1120
التاريخ: 2023-11-11
908
|
وكان يحيط بملكه في آسية إمارات تركيةٌ سلجوقيةٌ ثلاث؛ مسعود في قونية وما جاورها، وملك غازي في سيواس وجهاتها، وطغرل أرسلان بن قلج أرسلان في ملاطية وتوابعها، وكان السلطان مسعود يهدد وادي المياندر وسهل دوريلة لإيجاد المراعي اللازمة لجُمُوعه الرحل، أما ملك غازي فإنه كان يطمع في مرافئ البحر الأسود، وكان طغرل لا ينفك عن الإغارة على سواحل أدنة وسائر قيليقية، فهبَّ يوحنا في السنة 1119 إلى قلب آسية الصغرى، إلى حدود سلطنة مسعود، فاحتل لاذقية الأناضول وأنشأ فيها حصنًا منيعًا يسيطر به على وادي المياندر(1)، وفي السنة 1120 استولى على سوزوبوليس Sozopolis فتيسر له تأمينُ المواصلات مع أضالية في الجنوب (2) ،وفي كانون الأول من السنة 1124 هجم كلٌّ من السلطان مسعود وملك غازي على إمارة طغرل في ملاطية فأكرهاه على الالتجاء إلى يوحنا (3)، ثم دب الشقاق في سلطنة قونية فثار عرب على أخيه مسعود فالتجأ هذا إلى القسطنطينية، ثم تعاون مسعود وغازي على عرب، فأكرهاه على اللجوء إلى القسطنطينية (4)، فعظم أمر ملك غازي واتسع سلطانُهُ واشتدت مطامعُهُ في ساحل البحر الأسود وفي وادي الفُرات، فحاربه الفسيلفس أكثر من مرة بين السنة 1132 والسنة 1135 واستولى على قسطموني وعلى جميع شاطئ البحر الأسود، وبعد وفاة ملك غازي في السنة 1134 صادق الفسيلفس السلطان مسعود واتجهت أنظارُهُ نحو قيليقية (5)، وفي السنة 1137 حشد يوحنا قوة كبيرة في أضالية، وبعد أن وصل إليها بحرًا قام على رأسها إلى قيليقية فأبعد عنها أميرها لاوون الأرمني وأولاده واحتل مُدُنها وسهولها، وفي السنة التالية ألقي القبض على لاوون وأولاده وأرسلوا مخفورين إلى القسطنطينية.(6) وكانت مشكلة أنطاكية لا تزال قائمة تنتظر حلًّا لائقًا، وكان قد تُوُفي بوهيموند الأول في إيطالية — كما سبق أن أشرنا — وكان قد قتل في الميدان كلٌّ من تنكريد الصقلي (1112) وبوهيموند الثاني (1130) وتولى الوصاية على قسطندية ابنة بوهيموند الثاني روجه السلارنوي Roger de Salerne، فارتأى يوحنا الثاني أن يُزوج ابنه عمانوئيل من قسطندية، ووافقت والدة الأميرة الوريثة، ولكن فولك دانجو ملك القدس أزوج الأميرة من ريمون قومس بواتييه، فغضب يوحنا الثاني لكرامته، وكان عماد الدين زنكي حاكم الموصل أحد أتابكة السلاجقة يتأهب للإغارة على دول الإفرنج، فما كاد يستولي على Montferrand في بعرين في تلال النصيرية المطلة في حماه، ويحصر فيها ملك القدس وقومس طرابلس؛ حتى ظهر يوحنا أمام أسوار أنطاكية (آب 1137)، فحاصرها فسقطت في يده فرفع علمه على قلعتها وأكره أميرها ريمون على يمين الولاء والطاعة (7)، وفي السنة 1138 زحف على حلب بجموعه وجموع الإفرنج الموالين له فلم يتمكن من دخولها، وحاصر شيزر على العاصي ثلاثة أسابيع (26 نيسان–21 أيار) فلم يقوَ عليها (8)، فعاد إلى أنطاكية ليجابه ثورة دبرها له أمير الرها جوسلان Jocelin، فقام إلى القسطنطينية ممتعضًا (9) . ولم يتمكنْ يوحنا من العودةِ إلى ميدان القتال في سورية؛ لأن محمد بن ملك غازي أغار على حُدُود الدولة الشرقية، فصَدَّهُ يوحنا في السنة 1139 ثم تأثره داخل حدوده محاولًا الاستيلاء على حصن قيصرية الجديدة الذي أنشأه محمد فلم يفلح واضطر إلى أن يعود إلى عاصمته في أواخر السنة 1140. وتُوُفي محمد وتنازع الحكم بعده أبناؤُهُ وغيرهم، فأَعَدَّ يوحنا حملةً جديدةً قام بها إلى أنطاكية ليؤسس إمارةً لابنه عمانوئيل تشمل قبرص وأضالية وما جاورها حتى أنطاكية (10)، وفي شتاء السنة 1142 تقبل خضوع جوسلان Jocelin قومس تل باشر وتقدم نحو أنطاكية واضطر إلى أن يحاصرها، وكتب إلى فولك ملك القدس أنه ينوي زيارة الأماكن المقدسة بجمعه، فأجاب فولك أنه يتعذر عليه إيجاد المؤن اللازمة لجيش صديقه الكريم، فكتب يوحنا ثانيةً مبينًا أنه لا يمكنه القيام إلى القدس دون حرسٍ لائقٍ برتبته ومكانته، ثم عدل عن هذه الزيارة (11)، وقام من أنطاكية إلى قيليقية لتمضية الشتاء، وفي أثناء إقامته فيها أصابه سهمٌ مسمومٌ في أثناء الصيد، فشعر باقتراب الأجل، فنظر في ولاية العرش، وكان ابناه الأكبران قد تُوُفيا ولم يبقَ من أولاده الذكور الأربعة سوى إسحاق وعمانوئيل، فولى الأصغر عمانوئيل وقام إلى القسطنطينية وتُوُفي فيها في الثامن من نيسان سنة 1143 (12).
....................................
1- Chalandon, F., Les Comnènes, II, 45–47
2- Cinnamus, J., Historia, I, 2
3- Historiens des Croisades, (Arm.), I, 142
4- Michel le Syrien, III, 223-224
5- Michel le Syrien, III, 227, 232–237
6- Nicetas, Choniates, Historia, 6-7; Chalandon, F., Les Comnènes, II, 107–118
7- Dolger, F., Regesten, 1314
8- Cinnamus, J., Historia, I, 8; Grousset, R., Hist. des Crois, II, 100–111
9- Chalandon, F., Op. Cit., II, 151-152; Grousset, R., Op. Cit., II, 121–123
10- Cinnamus, J., Historia, I, 10; Chalandon, F., Op. Cit., II, 184
11- Dolger, F., Regesten, 1324; Grousset, R., Op. Cit., II, 150–152
12- Cinnamus, J., Hist. I, 10; Grousset, R., Op. Cit., II, 152–154
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|