قدّم الباحث البريطانيّ الأستاذ الدكتور أحمد حسين الصفار، بحثاً بعنوان (تحليل استقصائيّ لآراء المفسّرين في نسخ وتفسير آيتَي النَجوى والمتعة). جاء ذلك خلال الجلسة المسائية في اليوم الثاني للمؤتمر الثالث لدار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله)، التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، الذي يُعقد تحت شعار (رَسُولٌ مِّنَ اللهِ يَتْلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً) وبعنوان (السيرة النبوية في كتب التفسير). وبين الباحث، أنه تمّت مراجعة عشرات التفاسير قديمها وحديثها لمختلف المذاهب: (مذاهب السنة، الصوفية، الإباضية، السلفية، الزيدية، الإمامية الاثني عشرية)، ووُجِد هناك تضارب، وتعارض، وابتعاد واقتراب مع السنّة المطهرة، ومع كتاب الله المجيد.

وتطرّق الصفار خلال بحثه، إلى اختيار آيتَينِ ضمن موضوع الناسخ والمنسوخ، هما آية النجوى التي نسخها القرآن، وآية المتعة (فما استمتعتم) التي نسختها السنّة؛ واعتمد البحث على أسلوب التحليل الاستقصائيّ الذي أفضى إلى أن هناك طمساً لأحاديث رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، ووضع أحاديث غيرها لتقوية رأي المفسِّر. وأوضح الباحث البريطاني أن هناك من المفسّرين الذين استمزجوا رأيهم مع نصّ الحديث، بالنسبة لآيـة النجـوى هناك مساعٍ جادّة لسلب الفضيلة التي خُصّ بها الإمام علي(عليه السلام) بالتصدّق، وأمّا آية المتعة فهناك اختلاف كثير وتضارب في الآراء، لكن كلّهـا تُجمع عـلى تحـريــم الحكم بعدما أقرّه الكتاب، وعُمِل به حتّى الأيام الأخيرة من حيـاة عـمـر. واختار الباحث هـاتَـينِ الآيتَينِ لاستيضاح تسخير الأحاديث المكذوبة والآراء السقيمة لمحاربة من يتعبّد بهما، كما جاء في القرآن الكريم والسيرة الشريفة الصحيحة.