المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Intertwined languages
2024-01-17
Grignard reagents convert esters into tertiary alcohols
20-10-2020
رادون ن جوان كارل
24-8-2016
انواع التنفيذ الجبري
1-5-2019
مؤشر الحوامض الامينية الاساسية Essential Amino Acid Index
25-3-2018
مرجع الشاب للتشاور
2023-05-20


ما جرى لأخت عمرو بعد قتله  
  
21020   10:13 صباحاً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص122-123
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كان لعمرو أخت اسمها عمرة وكنيتها أم كلثوم في ارشاد المفيد روى أحمد بن عبد العزيز حدثنا سليمان بن أيوب عن أبي الحسن المدائني قال لما قتل علي بن أبي طالب عمرو بن عبد ود نعي إلى أخته فقالت من ذا الذي اجترأ عليه فقالوا ابن أبي طالب فقالت لم يعد موته إن كان على يد كفو كريم لا رقأت دمعتي ان هرقتها عليه قتل الابطال وبارز الاقران وكانت منيته على يد كفو كريم من قومه ما سمعت بأفخر من هذا يا بني عامر ثم أنشأت

تقول :

لو كان قاتل عمرو غير قاتله * لكنت أبكي عليه آخر الأبد

لكن قاتل عمرو لا يعاب به * من كان يدعى قديما بيضة البلد

وتتمة الأبيات في غير رواية المفيد :

من هاشم في ذراها وهي صاعدة * إلى السماء تميت الناس بالحسد

قوم أبى الله إلا أن يكون لهم * كرامة الدين والدنيا بلا لدد

يا أم كلثوم ابكيه ولا تدعي * بكاء معولة حرى على ولد

قال المفيد في روايته وقالت أيضا في قتل أخيها وذكر علي بن أبي طالب :

أسدان في ضيق المجال تصاولا * وكلاهما كفو كريم باسل

فتخالسا مهج النفوس كلاهما * وسط المذاد مخاتل ومقاتل

وكلاهما حضر القراع حفيظة * لم يثنه عن ذاك شغل شاغل

فاذهب علي فما ظفرت بمثله * قول سديد ليس فيه تحامل

ذلت قريش بعد مهلك فارس * فالذل مهلكها وخزي شامل

ما قيل من الشعر في قتل عمرو بن عبد ود نذكره لأن له علاقة بسيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) قال المفيد وفي قتل عمرو بن عبد ود يقول حسان بن ثابت :

أمسى الفتى عمرو بن عبد يبتغي * يجوب يثرب غارة لم تنظر

ولقد وجدت سيوفنا مشهورة * ولقد وجدت جيادنا لم تقصر

ولقد رأيت غداة بدر عصبة * ضربوك غير ضرب الحسر

أصبحت لا تدعي ليوم عظيمة * يا عمرو أو لجسيم أمر منكر

ولما كان حسان معروفا بالجبن وافتخر في قتل عمرو بسيوف الأنصار التي لم يكن لها في قتله أثر وإنما قتله سيف الهاشميين سيف علي بن أبي طالب وبلغ شعره بني عامر اجابه منهم فتى فيما حكاه المفيد فقال يرد عليه في افتخاره بالأنصار وشعره يدل على أنه كان مسلما :

كذبتم وبيت الله لا تقتلوننا * ولكن بسيف الهاشميين فافخروا

بسيف ابن عبد الله احمد في الوغى * بكف علي نلتم ذاك فاقصروا

ولم تقتلوا عمرو بن عبد ببأسكم * ولكنه الكفر الهزبر الغضنفر

علي الذي في الفخر طال بناؤه * فلا تكثروا الدعوى علينا فتحقروا

ببدر خرجتم للبراز فردكم * شيوخ قريش جهرة وتأخروا

فلما اتاهم حمزة وعبيدة * وجاء علي بالمهند يخطر

فقالوا نعم اكفاء صدق فاقبلوا * إليهم سراعا إذ بغوا وتجبروا

فجال علي جولة هاشمية * فدمرهم لما عتوا وتكبروا

فليس لكم فخر علينا بغيرنا * وليس لكم فخر يعد فيذكر

وقال مسافع بن عبد مناف بن وهب الجمحي يبكي عمرو بن عبد ود ويذكر قتل علي بن أبي طالب إياه أورده ابن هشام :

عمرو بن عبد كان أول فارس * جزع المذاد وكان فارس يليل

ولقد تكنفت الأسنة فارسا * بجنوب سلع غير نكس أميل

يسل النزال علي فرس غالب * بجنوب سلع ليته لم ينزل

فاذهب علي فما ظفرت بمثله * فخرا فلا لاقيت مثل المعضل

وقال هبيرة بن أبي وهب الذي كان مع عمرو وهرب يرثي عمرو بن عبد ود ويذكر قتل علي إياه اورده ابن هشام :

فلا تبعدن يا عمرو حيا وهالكا * فقد بنت محمود الثنا ماجد الأصل

فمن لطراد الخيل تقرع بالقنا * وللفخر يوما عند قرقره البزل

هنالك لو كان ابن عبد لزارها * وفرحها حقا فتى غير ما وغل

فعنك علي لا ارى مثل موقف * وقفت على نجد المقدم كالفحل

فما ظفرت كفاك فخرا بمثله * امنت به ما عشت من زلة النعل

وفي وقعة الأحزاب يقول الحاج هاشم الكعبي من قصيدة :

وعشية الأحزاب لما أقبلت * كالسيل مفعمة تقود القودا

عدلت عن النهج القويم وأقبلت * حلف الضلال كتائبا وجنودا

فأبحت حرمتها وعدت بكبشها * في القاع تطعمه السباع حنيدا

 وفيها يقول المؤلف من قصيدة :

وفي وقعة الأحزاب والخندق الذي * غدا ثاويا فيها بعقوته عمرو

تقحمه من بغية في فوارس * يميل به في سيره التيه والكبر

اتى معلما آماله قتل أحمد * وكان له من قبل في قتله نذر

إذا أنا لم اقتله في حومة الوغى * فلا مس من رأسي دهان ولا عطر

فنادى ألا هل فيكم من مبارز * وقد جال في ميدانهم وله خطر

هنالك خير المرسلين دعاهم * ألا من لعمرو والجنان له أجر

ضمنت لمن امسى لعمرو مبارزا * من الخلد أعلاه إذا ضمه الحشر

فصموا جميعا لم يجيبوا كأنما * باذانهم عما دعاهم له وقر

فقال أبو السبطين اني أنا الذي * أبارزه فهو القطا وأنا الصقر

هنالك قال المصطفى فيه قوله * مخلدة عن شأوها يقصر الحزر

لقد برز الايمان للشرك كله * وبالخير كل الخير قد قوبل الشر

مضى نحوه يمشي وجاد بضربة * بها قط منه الساق وانقصم الظهر

وجاء إلى الهادي النبي برأسه * ومن وجهه تبدو البشاشة والبشر

لضربته في ذلك اليوم قوبلت * باعمال كل الخلق ما بقي الدهر

بها ثبت الاسلام واشتد ركنه * وهدم منها الشرك وانقصم الكفر

بها نزل القرآن يعلن مدحه * وإذ يمدح القرآن ما يصنع الشعر

بها الله رد المشركين بغيظهم * وكسر ليوم الحشر ما أن له جبر

بها قد كفيت المؤمنين قتالهم * ولولاك ما الايمان كان له ذكر




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.