أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-01-2015
3291
التاريخ: 2023-12-03
1832
التاريخ: 10-02-2015
3922
التاريخ: 2024-07-13
569
|
ذكرنا ان فرصة الحرب تعني امكانية الالتحام بين الايمان والشرك في معركة حاسمة ينتصر فيها هذا الطرف على الآخر. ففرصة الحرب للقائد البطل تعني انه سوف يستثمر طاقاته البطولية في سحق العدو وتدمير قدراته العسكرية. بينما يرى الخائف من الحرب ان فرص الحرب هي فرص للموت الذي ينبغي الفرار منه ان امكن، او عدم التقدم في الخطوط الامامية وترك القيادة العسكرية لآخرين، او الحصول على غنائم عندما تحين الفرصة لذلك. ففرصة الحرب ، اذن ، تعبّر عن مقاربة عسكرية دامية بين عدوين متحاربين يحاول كل منهما إفناء الآخر وافناء معتقداته معه.
ومن هنا كان الامام (عليه السلام) يحاول جاهداً خلق فرصٍ للحرب من خلال تصميمه شكل الالتحام بين المعسكرين. فكان (عليه السلام) يشرع في السير نحو العدو، وكان (عليه السلام) يقف في المقدمة في كل معركة يخوضها، وكان (عليه السلام) ينتخب من مقاتلي المشركين النخبة فيبارزهم ويفنيهم عن بكرة ابيهم. ثم يبدأ جيشه _ وبعد ان رأى قائده (عليه السلام) في المقدمة يواجه الموت حقيقة _ بالتحرك لمنازلة العدو.
علي (عليه السلام) والرغبة في القتال:
ان الرغبة في القتال لها علاقة مباشرة بالسلوك العقلي. فالرغبة في القتال هي التي تصنع القرار النهائي للمشاركة في الحرب او الالتحام مع العدو. والقرار النهائي للمشاركة في القتال مرهون بالصور الذهنية التي يكوّنها ذهن القائد المقاتِل عن العالم المحيط به وعن الوضع الميداني الذي سيواجهه وهو في المعركة. ومن تلك الصور الذهنية التي تصنع القرار النهائي بالذهاب للحرب: حسابات الربح والخسارة في المعركة، او حجم الاهداف المتوخاة من القتال.
وكانت حسابات الامام (عليه السلام) في قراره النهائي في القتال هو مقدار الفائدة التي يجنيها الاسلام من المعركة فهو (عليه السلام) لم يفكّر بحسابات مادية او دنيوية او شخصية. بل كان (عليه السلام) لا يرى بديلاً عن الحرب ضد المشركين على ضوء قوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 14، 15] ، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة: 73]، {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111].
فليس هناك خسارة في حرب مع الكفار، فلابد ان يرزق المسلم المقاتل احدى الحسنيين اما النصر واما الشهادة. ولذلك كان مجرد اسم علي (عليه السلام) في المعركة يعني كسر شوكة الشرك، واحقاق الحق، وتحقيق النصر المؤزّر للاسلام.
اذن ليس هناك من بديل لكسر شوكة المشركين غير الحرب والجهاد في سبيل الله بالسيف. لان البدائل الاخرى محدودة وضيقة. فهل ينفع الكلام وتنفع الالفاظ المحملة بالمعاني الجليلة لاقناع المشركين بأحقية الرسالة الالهية؟ وهل ينفع الاسلوب المسالم في حمل المشركين على التخلي عن شركهم وعبوديتهم لغير الله؟ لا نستطيع ان نتصور ذلك، ولذلك فان البدائل المتوفرة غير الحرب في ذلك الزمان بدائل محدودة وضيقة. فالحرب ضد الشرك اذن كانت قضية حتمية لا مفرّ منها ابداً.
يضاف الى ذلك ان المناخ الذي كان يسيطر على المسلمين يومئذٍ يمكن تلخيصه بالموارد التالية:
1 - كانوا قلّة مستضعفة تخاف ان يتخطّفها الموت.
2 - كانت تهديدات المشركين وعداوتهم قائمة.
3 - كانت اراجيف المنافقين فعّالة في التأثير على شريحة من الناس.
4 - كان الرعب والخوف وعدم الامان والبعد عن الوطن من العوامل المقلقة لبعض الناس.
كل ذلك كان يضيف _ بالحاح _ الى الحاجة لبروز مقاتل لا يهاب الموت، ولا يعرف الخوف طريقاً الى قلبه. يقاتل وهو العضد الايمن لرسول الله (صلى الله عليه واله). فكان علي بن ابي طالب (عليه السلام) هو ذلك المقاتل الذي قلب المعارك لصالح المسلمين ضد المشركين.
وبذلك اصبح مجرد الاعلان عن مشاركة الامام (عليه السلام) في المعركة، حربة نفسية رهيبة ضد المشركين ودافعاً عظيماً للمسلمين بالشعور بالنصر والاستعداد لتهيئة مقدماته. خصوصاً وان معركة «ذات السلاسل» كانت قد اثبتت ذلك دون ادنى شك.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|