المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



علي (عليه السلام) وفرصة الحرب  
  
2427   02:50 مساءً   التاريخ: 23-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 414-416.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

ذكرنا ان فرصة الحرب تعني امكانية الالتحام بين الايمان والشرك في معركة حاسمة ينتصر فيها هذا الطرف على الآخر. ففرصة الحرب للقائد البطل تعني انه سوف يستثمر طاقاته البطولية في سحق العدو وتدمير قدراته العسكرية. بينما يرى الخائف من الحرب ان فرص الحرب هي فرص للموت الذي ينبغي الفرار منه ان امكن، او عدم التقدم في الخطوط الامامية وترك القيادة العسكرية لآخرين، او الحصول على غنائم عندما تحين الفرصة لذلك. ففرصة الحرب ، اذن ، تعبّر عن مقاربة عسكرية دامية بين عدوين متحاربين يحاول كل منهما إفناء الآخر وافناء معتقداته معه.

ومن هنا كان الامام (عليه السلام) يحاول جاهداً خلق فرصٍ للحرب من خلال تصميمه شكل الالتحام بين المعسكرين. فكان (عليه السلام) يشرع في السير نحو العدو، وكان (عليه السلام) يقف في المقدمة في كل معركة يخوضها، وكان (عليه السلام) ينتخب من مقاتلي المشركين النخبة فيبارزهم ويفنيهم عن بكرة ابيهم. ثم يبدأ جيشه _ وبعد ان رأى قائده (عليه السلام) في المقدمة يواجه الموت حقيقة _ بالتحرك لمنازلة العدو. 

علي (عليه السلام) والرغبة في القتال:

ان الرغبة في القتال لها علاقة مباشرة بالسلوك العقلي. فالرغبة في القتال هي التي تصنع القرار النهائي للمشاركة في الحرب او الالتحام مع العدو. والقرار النهائي للمشاركة في القتال مرهون بالصور الذهنية التي يكوّنها ذهن القائد المقاتِل عن العالم المحيط به وعن الوضع الميداني الذي سيواجهه وهو في المعركة. ومن تلك الصور الذهنية التي تصنع القرار النهائي بالذهاب للحرب: حسابات الربح والخسارة في المعركة، او حجم الاهداف المتوخاة من القتال.

وكانت حسابات الامام (عليه السلام) في قراره النهائي في القتال هو مقدار الفائدة التي يجنيها الاسلام من المعركة فهو (عليه السلام) لم يفكّر بحسابات مادية او دنيوية او شخصية. بل كان (عليه السلام) لا يرى بديلاً عن الحرب ضد المشركين على ضوء قوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 14، 15] ، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة: 73]، {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111].

فليس هناك خسارة في حرب مع الكفار، فلابد ان يرزق المسلم المقاتل احدى الحسنيين اما النصر واما الشهادة. ولذلك كان مجرد اسم علي (عليه السلام) في المعركة يعني كسر شوكة الشرك، واحقاق الحق، وتحقيق النصر المؤزّر للاسلام.

اذن ليس هناك من بديل لكسر شوكة المشركين غير الحرب والجهاد في سبيل الله بالسيف. لان البدائل الاخرى محدودة وضيقة. فهل ينفع الكلام وتنفع الالفاظ المحملة بالمعاني الجليلة لاقناع المشركين بأحقية الرسالة الالهية؟ وهل ينفع الاسلوب المسالم في حمل المشركين على التخلي عن شركهم وعبوديتهم لغير الله؟ لا نستطيع ان نتصور ذلك، ولذلك فان البدائل المتوفرة غير الحرب في ذلك الزمان بدائل محدودة وضيقة. فالحرب ضد الشرك اذن كانت قضية حتمية لا مفرّ منها ابداً.

يضاف الى ذلك ان المناخ الذي كان يسيطر على المسلمين يومئذٍ يمكن تلخيصه بالموارد التالية:

1 - كانوا قلّة مستضعفة تخاف ان يتخطّفها الموت.

2 - كانت تهديدات المشركين وعداوتهم قائمة.

3 - كانت اراجيف المنافقين فعّالة في التأثير على شريحة من الناس.

4 - كان الرعب والخوف وعدم الامان والبعد عن الوطن من العوامل المقلقة لبعض الناس.

كل ذلك كان يضيف _ بالحاح _ الى الحاجة لبروز مقاتل لا يهاب الموت، ولا يعرف الخوف طريقاً الى قلبه. يقاتل وهو العضد الايمن لرسول الله (صلى الله عليه واله). فكان علي بن ابي طالب (عليه السلام) هو ذلك المقاتل الذي قلب المعارك لصالح المسلمين ضد المشركين.

وبذلك اصبح مجرد الاعلان عن مشاركة الامام (عليه السلام) في المعركة، حربة نفسية رهيبة ضد المشركين ودافعاً عظيماً للمسلمين بالشعور بالنصر والاستعداد لتهيئة مقدماته. خصوصاً وان معركة «ذات السلاسل» كانت قد اثبتت ذلك دون ادنى شك.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.