أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015
4013
التاريخ: 31-01-2015
3782
التاريخ: 7-11-2017
3126
التاريخ: 23-2-2019
5239
|
روى الطبري في تاريخه : إنه لما مات أبو طالب طمعت قريش في رسول الله (صلى الله عليه واله) ونالت منه ما لم تكن تناله في حياة أبي طالب ، فخرج من مكة إلى الطائف وذلك في شوال من سنة عشر من الهجرة فأقام بالطائف عشرة أيام وقيل شهرا فدعاهم إلى الاسلام فلم يجيبوه وأغروا به سفهاءهم وكان معه زيد بن حارثة ، قال ابن أبي الحديد : والشيعة تروي أنه كان معه علي بن أبي طالب أيضا .
أقول : وهو الصواب فان عليا لم يكن ليفارقه في مثل هذه الحال كما لم يفارقه في غيرها ، ولم يكن ليرغب بنفسه عنه .
وكما فدا أبو طالب النبي (صلى الله عليه واله) بولده علي فكان يقيم النبي من مرقده خوفا عليه من اغتيال المشركين وينيم ولده عليا مكانه ليكون فداء له لو قصده المشركون باغتيال كما مر ، كذلك فدا علي النبي (صلى الله عليه واله) بنفسه بعد وفاة أبيه فنام على فراش النبي (صلى الله عليه واله) ليلة الغار وفداه بنفسه وسن له أبوه في حياته في المحافظة على النبي (صلى الله عليه واله) إلى حد الفداء بالنفس سنة اتبعها علي بعد وفاة أبيه ووطن نفسه عليها واستهان بالموت في سبيلها ، وذلك أن قريشا ائتمرت برسول الله (صلى الله عليه واله) في دار الندوة لما أعياهم أمره ورأوا دعوته لا تزداد إلا انتشارا فاجمع رأيهم على اغتياله ليلا وهو في فراشه وانتخبوا من قبائلهم العشر من كل قبيلة رجلا شجاعا ليهجموا عليه ليلا فيقتلوه ويضيع دمه في القبائل ويرضى قومه بالدية .
روى الشيخ الطوسي في أماليه بسنده ورواه غيره أنه لما اشتد البلاء على المؤمنين بمكة من المشركين أذن لهم النبي (صلى الله عليه واله) بالهجرة إلى المدينة فهاجروا فلما رأى ذلك المشركون اجتمعوا في دار الندوة وائتمروا في رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال العاص بن وائل وأمية بن خلف نبني له بنيانا نستودعه فيه حتى يموت فقال صاحب رأيهم لئن صنعتم ذلك ليسمعن الحميم والمولى الحليف ثم لتأتين المواسم والأشهر الحرم بالأمن فلينتزعن من أيديكم فقال عتبة وأبو سفيان نرحل بعيرا صعبا ونوثق محمدا عليه ثم نقصع البعير بأطراف الرماح فيقطعه أربا أربا فقال صاحب رأيهم أ رأيتم أن خلص به البعير سالما إلى بعض الأفاريق فاخذ بقلوبهم بسحره وبيانه فصبا القوم إليه واستجابت القبائل له فيسيرون إليكم بالكتائب والمقانب فلتهلكن كما هلكت اياد فقال أبو جهل لكني أرى لكم رأيا سديدا وهو أن تعمدوا إلى قبائلكم العشر فتنتدبوا من كل قبيلة رجلا نجدا ثم تسلحوه حساما عضبا حتى إذا غسق الليل أتوا ابن أبي كبشة فقتلوه فيذهب دمه في قبائل قريش فلا يستطيع بنو هاشم وبنو المطلب مناهضة قريش فيرضون بالدية فقال صاحب رأيهم أصبت يا أبا الحكم هذا هو الرأي فلا تعدلوا به رأيا وكموا في ذلك أفواهكم ، فسبقهم الوحي بما كان من كيدهم وهو قوله تعالى وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) عليا (عليه السلام) وأخبره بذلك وقال له أوحى إلي ربي أن أهجر دار قومي وانطلق إلى غار ثور تحت ليلتي هذه وان آمرك بالمبيت على فراشي ليخفى بمبيتك عليهم أمري ، واشتمل ببردي الحضرمي وكان له برد حضرمي اخضر أو أحمر ينام فيه ثم ضمه النبي (صلى الله عليه واله) إلى صدره وبكى وجدا به فبكى علي جزعا لفراق رسول الله (صلى الله عليه واله) .
وفي أسد الغابة : بسنده عن ابن إسحاق قال : أقام رسول الله (صلى الله عليه واله) ينتظر الوحي بالإذن له في الهجرة إلى المدينة حتى إذا اجتمعت قريش فمكرت بالنبي (صلى الله عليه واله) فدعا علي بن أبي طالب فامره ان يبيت على فراشه ويستجي ببرد له اخضر ففعل ثم خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) على القوم وهم على بابه ، قال ابن إسحاق وتتابع الناس في الهجرة وكان آخر من قدم المدينة من الناس ولم يفتن في دينه علي بن أبي طالب وذلك إن رسول الله (صلى الله عليه واله) أخره بمكة وأحله ثلاثا وأمره ان يؤدي إلى كل ذي حق حقه ففعل ثم لحق برسول الله (صلى الله عليه واله) ثم روى بسنده عن أبي رافع في هجرة النبي (صلى الله عليه واله) انه خلف عليا يخرج إليه باهله وأمره ان يؤدي عنه أمانته ووصايا من كان يوصي إليه وما كان يؤتمن عليه من مال فادى علي أمانته كلها وأمره ان يضطجع على فراشه ليلة خرج وقال إن قريشا لا يفقدوني ما رأوك فاضطجع على فراشه وكانت قريش تنظر إلى فراش النبي (صلى الله عليه واله) فيرون عليه عليا فيظنونه النبي (صلى الله عليه واله) حتى إذا أصبحوا رأوا عليه عليا فقالوا لو خرج محمد لخرج بعلي معه فحبسهم الله بذلك عن طلب النبي (صلى الله عليه واله) حين رأوا عليا .
وفي مبيت علي (عليه السلام) على الفراش ليلة الغار يقول شاعر أهل البيت الحاج هاشم بن الحاج حردان الكعبي من قصيدة علوية حسينية :
ومواقف لك دون احمد جاوزت * بمقامك التعريف والتحديدا
فعلى الفراش مبيت ليلك والعدي * تهدي إليك بوارقا ورعودا
فرقدت مثلوج الفؤاد كأنما * يهدي القراع لسمعك التغريدا
فكفيت ليلته وقمت معارضا * بالنفس لا فشلا ولا رعديدا
واستصبحوا فرأوا دوين مرادهم * جبلا أشم وفارسا صنديدا
رصدوا الصباح لينفقوا كنز الهدى * أو ما دروا كنز الهدى مرصودا
وفي ذلك يقول المؤلف أيضا من قصيدة :
وما زلت للمختار ردءا وناصرا * صبيا وكهلا ما استمر به العمر
ففي ليلة الغار التي شاعر ذكرها * وكان لجمع من قريش بها مكر
أباتك خير الخلق فوق فراشه * تقيه الردى ما مسك الخوف والذعر
إلى غار ثور قد مضى مع صاحب * له وهم جاثون بالباب لم يدروا
بقوا يرقبون الفجر كي يفتكوا به * وقد خابت الآمال مذ طلع الفجر
رأوا نائما في برده متلفعا * وظنوا النبي المصطفى فيه فاغتروا
من الباب إسراعا إليك تواثبوا * فلما رأوا ليث الشري دونهم فروا
قبضت بكف العزم ساعد خالد * فأبدى قماصا مثلما تقمص البكر
لك الفخر يوم الغار دون مشارك * وفي كل مسعاة لك الفخر والذكر
وفيه يقول السيد الحميري في قصيدته المذهبة :
باتوا وبات على الفراش ملفعا * ويرون ان محمدا لم يذهب
حتى إذا طلع الشميط كأنه * في الليل صفحة خدادهم مغرب
ثاروا لأخذ أخي الفراش فصادفت * غير الذي طلبت اسف الخيب
فتراجعوا لما رأوه وعاينوا * أسد الاله وعصبوا في منهب
ثم قال الشيخ الطوسي في تتمة الخبر السابق : وامر رسول الله (صلى الله عليه واله) أبا بكر وهند بن أبي هالة ان يقعدا له بمكان ذكره لهما ولبث مع علي يوصيه ويأمره بالصبر حتى صلى العشاءين ثم خرج في فحمة العشاء الآخرة والرصد من قريش قد أطافوا بداره ينتظرون إلى أن ينتصف الليل حتى أتى إلى أبي بكر وهند فنهضا معه حتى وصلا إلى الغار فدخلا الغار ورجع هند إلى مكة لما امره به رسول الله (صلى الله عليه واله) فلما أغلق الليل أبوابه وانقطع الأثر اقبل القوم على علي يقذفونه بالحجارة ولا يشكون انه رسول الله ، حتى إذا قرب الفجر هجموا عليه وكانت دور مكة يومئذ لا أبواب لها ، فلما بصر بهم علي قد انتضوا السيوف واقبلوا بها إليه امامهم خالد بن الوليد وثب علي فهمز يده فجعل خالد يقمص قماص البكر ويرغو رغاء الجمل واخذ سيف خالد وشد عليهم به فأجفلوا أمامه إجفال النعم إلى ظاهر الدار وبصروه فإذا هو علي فقالوا إنا لم نردك فما فعل صاحبك قال لا علم لي به .
وامهل علي حتى إذا اعتم من الليلة القابلة انطلق هو وهند بن أبي هالة حتى دخلا على رسول الله (صلى الله عليه واله) في الغار فامر رسول الله (صلى الله عليه واله) هندا ان يبتاع له ولصاحبه بعيرين فقال صاحبه قد أعددت لي ولك يا نبي الله راحلتين فقال إني لا آخذهما ولا إحداهما إلا بالثمن قال فهما لك بذلك ، فامر عليا فاقبضه الثمن ثم وصى عليا بحفظ ذمته وأداء أمانته ، وكانت قريش تدعو محمدا (صلى الله عليه واله) في الجاهلية الأمين وتودعه أموالها وكذلك من يقدم مكة من العرب في الموسم ، وجاءته النبوة والامر كذلك فامر عليا ان يقيم مناديا بالأبطح غدوة وعشية ، الا من كانت له قبل محمد أمانة فليأت لتؤدى إليه أمانته ، وقال إنهم لن يصلوا إليك بما تكرهه حتى تقدم علي ، فاد أمانتي على أعين الناس ظاهرا ، وإني مستخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربي عليكما ، وأمره ان يبتاع رواحل له وللفواطم ومن أراد الهجرة معه من بني هاشم وغيرهم وقال له إذا قضيت ما أمرتك به فكن على اهبة الهجرة إلى الله ورسوله وانتظر قدوم كتابي إليك ولا تلبث بعده ، وأقام رسول الله (صلى الله عليه واله) في الغار ثلاث ليال ثم سار نحو المدينة حتى قاربها فنزل في بني عمرو بن عوف بقبا ، وأراده صاحبه على دخول المدينة فقال ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي وابنتي يعني عليا وفاطمة ، ثم كتب إلى علي مع أبي واقد الليثي يأمره بالمسير إليه وكان قد أدى أماناته وفعل ما أوصاه به ، فلما اتاه الكتاب ابتاع ركائب وتهيأ للخروج وامر من كان معه من ضعفاء المؤمنين أن يتسللوا ليلا إلى ذي طوى .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|