أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-5-2019
2996
التاريخ: 7-04-2015
3757
التاريخ: 22-11-2017
3328
التاريخ: 7-04-2015
3079
|
أمر يزيد برد السبايا والأسارى إلى المدينة وأرسل معهم النعمان بن بشير الأنصاري في جماعة فلما بلغوا العراق قالوا للدليل مر بنا على طريق كربلاء وكان جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم ورجال من آل الرسول (صلى الله عليه وآله) قد وردوا لزيارة قبر الحسين (عليه السلام) فبينا هم كذلك إذا بسواد قد طلع عليهم من ناحية الشام فقال جابر لعبده انطلق إلى هذا السواد وائتنا بخبره فان كانوا من أصحاب عمر بن سعد فارجع إلينا لعلنا نلجأ إلى ملجأ وإن كان زين العابدين فأنت حر لوجه الله تعالى فمضى العبد فما كان بأسرع من أن رجع وهو يقول يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله هذا زين العابدين قد جاء بعماته وأخواته فقام جابر يمشي حافي الاقدام مكشوف الرأس إلى أن دنا من زين العابدين (عليه السلام) فقال الامام أنت جابر فقال نعم يا ابن رسول الله ، فقال يا جابر ههنا والله قتلت رجالنا وذبحت أطفالنا وسبيت نساؤنا وحرقت خيامنا .
وقال ابن طاوس في كتاب الملهوف إنهم لما وصلوا إلى موضع المصرع وجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم ورجالا من آل الرسول (صلى الله عليه وآله) قد وردوا لزيارة قبر الحسين (عليه السلام) فتوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن وأقاموا المآتم واجتمع عليهم أهل ذلك السواد وأقاموا على ذلك أياما (ا ه) .
ثم انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة قال بشير بن جذيم فلما قربنا منها منزل علي بن الحسين (عليه السلام) فحط رحله وضرب فسطاطه وانزل نساءه وقال يا بشير رحم الله أباك لقد كان شاعرا فهل تقدر على شئ منه قلت بلى يا ابن رسول الله إني لشاعر ، قال فادخل المدينة وانع أبا عبد الله ، قال بشير فركبت فرسي وركضت حتى دخلت المدينة فلما بلغت مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) رفعت صوتي بالبكاء وأنشأت أقول :
يا أهل يثرب لا مقام لكم بها * قتل الحسين فأدمعي مدرار
الجسم منه بكربلاء مضرج * والرأس منه على القناة يدار
ثم قلت : يا أهل المدينة هذا علي بن الحسين مع عماته وأخواته قد حلوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم وانا رسوله إليكم أعرفكم مكانه قال فما بقيت في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزن من خدورهن وهن يدعين بالويل والثبور ولم يبق بالمدينة أحد إلا خرج وهم يصيحون بالبكاء فلم أر باكيا أكثر من ذلك اليوم ولا يوما أمر على المسلمين منه بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فضربت فرسي حتى رجعت فوجدت الناس قد أخذوا الطرق والمواضع فنزلت عن فرسي وتخطأت رقاب الناس حتى قربت من باب الفسطاط وكان علي بن الحسين (عليه السلام) داخلا فخرج ومعه خرقة يمسح بها دموعه وخلفه خادم معه كرسي فوضعه له وجلس عليه وهو لا يتمالك من العبرة وارتفعت أصوات الناس بالبكاء من كل ناحية يعزونه فضجت تلك البقعة ضجة شديدة فاوما بيده أن اسكتوا فسكنت فورتهم فقال : الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين بارئ الخلائق أجمعين الذي بعد فارتفع في السماوات العلى وقرب فشهد النجوى نحمده على عظائم الأمور وفجائع الدهور وألم الفجائع ومضاضة اللواذع وجليل الرزء وعظيم المصائب الفاظعة الفادحة الجائحة أيها القوم إن الله وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة وثلمة في الاسلام عظيمة قتل أبو عبد الله وعترته وسبي نساؤه وصبيته وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان وهذه الرزية التي لا مثلها رزية أيها الناس فأي رجالات منكم يسرون بعد قتله أم أي فؤاد لا يحزن من أجله أم أي عين منكم تحبس دمعها وتضن عن انهما لها يا أيها الناس أي قلب لا ينصدع لقتله أم أي فؤاد لا يحن إليه أم أي سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الإسلام ولا يصم أيها الناس أصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين عن الأمصار من غير جرم اجترمناه ولا مكروه ارتكبناه ولا ثلمة في الاسلام ثلمناها ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين إن هذا إلا اختلاف والله لو أن النبي (صلى الله عليه وآله) تقدم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصاية بنا لما زادوا على ما فعلوا بنا فانا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أعظمها وأوجعها وأفجعها وأكظها وأفظعها وأمرها وأفدحها فعند الله نحتسب فيما أصابنا وما بلغ منا أنه عزيز ذو انتقام .
ثم دخل زين العابدين (عليه السلام) إلى المدينة فرآها موحشة باكية ووجد ديار أهله خالية تنعي أهلها وتندب سكانها ولنعم ما قال الشاعر:
مررت على أبيات آل محمد * فلم أرها أمثالها يوم حلت
فلا يبعد الله الديار وأهلها * وإن أصبحت منهم برغم تخلت
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|