المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظريات التعلم / الدرس الأول
2024-12-19
العدد الأمثل من نباتات الرز بوحدة المساحة
2024-12-19
طرق العلاج والوقاية من الجُبن
2024-12-19
دوافع الجُبُن
2024-12-19
الآثار السلبية للجُبن في حركة الحياة الفردية والاجتماعية
2024-12-19
الخوف المعقول وغير المعقول
2024-12-19



موكب الإباء في دار الامارة بالكوفة  
  
3362   11:49 صباحاً   التاريخ: 7-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص575-577.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /

لما بلغ ابن زياد قدوم الركب الى الكوفة ، اذن للناس اذنا عاما ، (فامتلا مجلسه من الحاضر و البادي ، ثم) أمر باحضار رأس سيد الشهداء (عليه السلام) فأحضر بين يديه ، فجعل ينظر إليه و يتبسم و بيده قضيب‏  يضرب به ثناياه و يقول : انّ للحسين ثنايا حسنة.

وكان زيد بن أرقم - من أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وهو آنذاك شيخ كبير السنّ - حاضرا في ذلك المجلس ، فلما رأى ذلك قال لابن زياد : اعل بهذا القضيب عن هاتين الثنيتين ، فو الذي لا إله غيره رأيت شفتي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) على هاتين الشفتين يقبلهما ، ثم انفضح الشيخ يبكي.

فقال له ابن زياد : ابكى اللّه عينيك فو اللّه لو لا انّك شيخ قد خرفت و ذهب عقلك لضربت عنقك ، فنهض زيد فخرج و ذهب الى داره‏ .

 وأدخل عيال الحسين (عليه السلام) على ابن زياد لعنه اللّه - كأنّهم أسرى الروم أو الديلم - فدخلت زينب أخت الحسين (عليه السلام) في جملتهم متنكرة و عليها أرذل ثيابها ، فمضت حتى جلست ناحية من القصر و حف بها إماؤها.

فقال ابن زياد : من هذه التي انحازت ناحية و معها نساؤها؟ , فلم‏ تجبه زينب، فأعاد ثانية و ثالثة يسأل عنها.

فقال له بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

فأقبل عليها ابن زياد فقال : الحمد للّه الذي فضحكم و قتلكم و أكذب أحدوثتكم.

فقالت زينب : الحمد للّه الذي اكرمنا بنبيه محمد (صلى الله عليه واله) وطهرنا من الرجس تطهيرا، إنمّا يفتضح الفاسق و يكذب الفاجر و هو غيرنا و الحمد للّه.

فقال ابن زياد : كيف رأيت فعل اللّه بأهل بيتك؟ .

قالت : (ما رأيت الّا جميلا هؤلاء القوم)  كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم و سيجمع اللّه بينك و بينهم فتحاج و تخاصم فانظر لمن يكون الفلج يومئذ هبلتك امك يا ابن مرجانة.

فغضب ابن زياد و استشاط - و كأنّه همّ بقتلها -  فقال له عمرو بن الحريث :

أيها الامير انّها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشي‏ء من منطقها ولا تذم على خطابها.

فقال لها ابن زياد : قد شفى اللّه نفسي من طاغيتك و العصاة من أهل بيتك.

فرقت زينب (عليها السلام) وبكت و قالت له : لعمري لقد قتلت كهلي و أبرت أهلي و قطعت فرعي و اجتثثت أصلي ، فان يشفك هذا فقد اشتفيت.

فقال لها ابن زياد، هذه سجاعة  و لعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا.

فقالت : ما للمرأة و السجاعة ، انّ لي عن السجاعة لشغلا و لكن صدري نفث بما قلت‏ .

وفي رواية ابن نما انّها قالت : و انّي لأعجب ممن يتشفى بقتل أئمته و يعلم انّهم منتقمون منه في آخرته‏ .

وعرض عليه عليّ بن الحسين (عليه السلام) فقال له : من أنت؟.

فقال : أنا عليّ بن الحسين.

فقال : أليس قد قتل اللّه عليّ بن الحسين؟.

فقال له عليّ : قد كان لي أخ يسمى عليا قتله الناس.

فقال له ابن زياد : بل اللّه قتله.

فقال عليّ بن الحسين (عليه السلام) : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر : 42].

فغضب ابن زياد و قال : و بك جرأة لجوابي و فيك بقية للرد عليّ؟ , اذهبوا به فاضربوا عنقه ، فتعلقت به زينب عمته و قالت : يا ابن زياد حسبك من دمائنا و اعتنقته و قالت : و اللّه لا أفارقه فان قتلته فاقتلني معه ، فنظر ابن زياد إليها و إليه ساعة ثم قال : عجبا للرحم ، و اللّه انّي لأظنّها ودّت انّي قتلتها معه ، دعوه فانّي أراه لما به‏ .

وقال ابن طاوس : قال عليّ (بن الحسين) (عليه السلام) لعمته : اسكتي يا عمة حتى أكلمه ، ثم أقبل (عليه السلام) فقال : أ بالقتل تهدّدني يا ابن زياد أ ما علمت انّ القتل لنا عادة و كرامتنا الشهادة .

وقيل انّ الرباب بنت امرئ القيس، زوجة الحسين (عليه السلام) أخذت الرأس و وضعته في حجرها و قبلته و قالت:

وا حسينا فلا نسيت حسينا       اقصدته أسنة الأعداء

غادروه بكربلاء صريعا           لا سقى اللّه جانبي كربلاء

قال الراوي : ثم أمر ابن زياد بعليّ بن الحسين (عليه السلام) و أهله فحملوا الى دار الى جنب المسجد الاعظم.

فقالت زينب بنت عليّ (عليه السلام) : لا يدخلن علينا عربية الّا أمّ ولد أو مملوكة فانهنّ سبين كما سبينا .

ثم أمر ابن زياد برأس الحسين (عليه السلام) فطيف به في سكك الكوفة ، و يناسب في هذا المقام أن أذكر شعر ابي قيس بن الاسلت الأوسي :

ويكرمها جارتها فيزرنها                   و تعتل عن اتيانهنّ فتعذر

وليس لها أن تستهين بجارة               و لكنها منهنّ تحمى و تخفر.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.